المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الثورة الاسلامية الايرانية بعيون العراقيين


بغداد ـ عادل الجبوري

قد تكون للعراقيين خصوصية تميز علاقتهم بالثورة الاسلامية الايرانية التي تحتفل هذه الايام بذكرى انتصارها الرابعة والثلاثين. تتمثل هذا الخصوصية في أن تلك الثورة مثلت واحدة من عناصر ومقومات مسيرة نضال العراقيين للتخلص من الديكتاتورية والاستبداد، فهم منذ وقت مبكر رأوا فيها نموذجا يحتذى به، كنظرية وفكر وسلوك وممارسة، وكان مفجر الثورة، الامام الخميني ملهما للكثير من العراقيين الذين انخرطوا في العمل السياسي والجهادي، حتى من غير اصحاب التوجه الاسلامي.   

واذا لم يكن بإمكان العراقيين ان يتحدثوا علانية عن الثورة ويعبروا عن إعجابهم بها في عهد نظام صدام، بل إن من كان يشير اليها أدنى اشارة ايجابية لا بد ان يتعرض لاقسى انواع العقوبات التي غالبا ما تتمثل بفقدانه حياته! بعد سقوط ذلك النظام تغيرت الظروف والأحوال، واتاحت فسحة الحرية للعراقيين التعبير عن أرائهم وتوجهاتهم ومواقفهم حيال مختلف القضايا، ومن بينها الثورة الاسلامية الايرانية، لذلك لم تغب مظاهر احياء الذكرى السنوية لانتصار الثورة الاسلامية، وكذلك احياء ذكرى رحيل الامام الخميني عن العراق طيلة الاعوام العشرة الماضية، فمن القنوات الفضائية التلفزيونية الى الصحف والمطبوعات الى المنابر السياسية والمنتديات الفكرية  والثقافية، ومنابر الصلاة، يجد المتابع حيزاً من الاهتمام بهذه  الثورة ورمزها ـ او رموزها ـ وربما يلمس المتابع اتساع نطاق الاهتمام عاما بعد اخر.

وفي اجواء الذكرى هذا العام، يقول إمام جمعة النجف الاشرف السيد صدر الدين القبانجي "ان ثورة ايران الاسلامية مثلت بداية عصر جديد وهو العودة الى الاسلام، وان انتصارها ارتكز على ثلاثة أسس متينة، هي الإسلام والشعب والعلماء، وهي بالتالي اعادت للامة الاسلامية هويتها".  




اما رئيس المجلس الأعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، فيؤكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية باتت اليوم وبعد اربعة وثلاثين عاما من انتصار الثورة، دولة لها حضورها وتأثيرها الكبيرين في المنطقة والعالم، وقد نجحت طيلة العقود الثلاثة الماضية في التغلب على الكثير من التحديات والمؤامرات والمصاعب، وهذا يعود لحكمة قيادتها  المتمثلة سابقا في الامام الخميني (قدس سره الشريف) والمتمثلة اليوم بسماحة السيد علي الخامنئي (حفظه الله).   

ويشير رئيس مركز الامام الخامنئي في مدينة البصرة الشيخ حطاب الشاهين الى "ان ما جاءت به ثورة إيران الإسلامية من أهداف اجتماعية وإنسانية تحررية بقيادة الإمام الخميني الراحل أرعبت الدول الاستعمارية من تطبيقها على أرض الواقع، وان التطورات الحاصلة في المنطقة من ربيع الثورات الإسلامية ما هي إلا ثمرة لانتصار الثورة الإسلامية في إيران".

ويرى عضو مجلس النواب العراقي وامين عام التيار الرسالي عدنان الشحماني "ان الصحوات التي حصلت في العالم هي امتداد لتلك الثورة العظيمة، وان ما حصل من رفض للاستبداد والاستكبار وكسر لشوكة الكيان الصهيوني هو الاخر امتداد لها". أما عضو مجلس محافظة البصرة ورئيس لجنة الثقافة والاعلام فيه حسن خلاطي فيرى "ان الثورة الإسلامية في إيران كانت وما تزال املا لجميع أحرار العالم الذين رزحوا تحت هيمنة الاستعمار والدكتاتورية، وان المساعي الهادفة إلى محاربة النظام الإسلامي في إيران عبر الحصار الذي فرضه المعسكر الغربي تعكس مدى سعي هذه الدول إلى اخضاع الثورة بجميع مبادئها التي يخاف من تصدير مثلها الى جميع بلدان العالم".    

اما السياسي سعد المطلبي فيعد "اهم تأثير للثورة الاسلامية في ايران هو تأكيدها على رفض الانتماء السياسي والاجتماعي لعالم الغرب او الشرق والتأكيد على الهوية الوطنية الذاتية وهو سبب نجاح الثورة مستقلة بوجه كل الاعتداءات والتي اثبتت ان الهوية الوطنية الاسلامية من الممكن ان تكون بمثابة جدار مانع ضد كل الغزوات الفكرية والعسكرية".  

من جانبه أعرب الشيخ رعد سعد الدراجي عن اسفه لان "الثورات في الوقت الحاضر والتغيير في كل البلاد الاسلامية اصبح ممزوجا بالعنف، فيما جاءت ثورة الامام الخميني برسالة الحب والورد للشعوب الاسلامية".
 
ويذهب الباحث احمد الشريفي الى "ان الثورة الاسلامية الايرانية طرحت نموذجا أنقذ المنطقة من مشروع في غاية الخطورة والذي هو مشروع (الشرق الاوسط الجديد)، فلولا محور الممانعة والمقاومة الذي شكل نموذجا على مستوى المنطقة، لكانت قسمت الى دويلات صغيرة وهذه الدويلات تصبح خاضعة بطريقة او بأخرى الى هيمنة الكيان الصهيوني عسكريا واقتصاديا، حيث ان الثورة الاسلامية الايرانية شكلت  سداً ورادعا لهذا المشروع.   

الى ذلك يؤكد المحلل السياسي عباس الزيدي"ان الثورة الاسلامية في ايران هي الثورة التي غيرت مجرى الأحداث في العالم والتي أسست للعدل والاسلام الرسالي المقاوم لجميع أنواع الظلم والاستبداد، واننا نرى صداها يتردد في اجواء الصحوة الاسلامية وفي عموم الدول الاسلامية، اذ غيرت الكثير من المعادلات الإقليمية والدولية وانها ستحقق انقلابا كبيراً في النظام العالمي الذي تنبأ به الامام الخميني الراحل، وهذا ما نراه يتجسد في الافق القريب وهو أحد ثمرات الثورة الايرانية".
12-شباط-2013
استبيان