أهالي قريتي الحمام والصفصاف السوريتين :سندافع عن ارضنا مهما كلفت من اثمان
غسان قانصو ـ البقاع
ثلاثون ألف لبناني يسكنون منذ مئات السنين في ثلاث وعشرين قرية تقع داخل الأراضي السورية المحاذية لمنطقة الهرمل في البقاع. هذه حقيقة ثابتة لا تقبل الشك ولا التأويل، ولا يمكن أن تمحوها الفبركات ولا الإدعاءات التي تسوقها المجموعات المسلحة السورية والتي تعتدي بشكل شبه يومي على هذه القرى.
تهديد، قتل، قنص، قصف، خطف ومهاجمة القرى بأعداد كبيرة من المجوعات المسلحة! لقد بات هذا الواقع همّا يوميا لسكان هذه القرى التي انضم إليها أخيراً الهاربون من مناطق المواجهات مع الجيش السوري في حمص! هدف وحيد تسعى إليه المجموعات المسلحة وهو تهجير اللبنانيين من قراهم ومزارعهم وأملاكهم !
عضو في اللجان الشعبية في القرى التي يقطنها لبنانيون في سوريا
في جولة لـموقع "العهد" الاخباري على قريتي الحمام والصفصافة اللتين كانتا قبل أيامٍ عرضة لهجوم المجموعات المسلحة،والتي ادعت أنها نصبت كميناً لعناصر من حزب الله! ... الحقيقة رواها لـ "العهد" أحد عناصر لجان الدفاع الشعبية في تلك المنطقة وقال: " كنا في منازلنا عندما هاجمتنا العصابات المسلحة، فدافعنا عن أنفسنا وأصيب اثنان من الأهالي، واستشهد أسامة مسرة وهو أحد أبناء المنطقة ورددناهم من حيث أتوا".
وأكد أحد أبناء قرية الحمام أن اعتداءات العصابات المسلحة متواصلة وهي ترمي إلى تهجير أهالي القرية وهم يدعون بأن حزب الله يقاتل هنا، لكن الحقيقة أننا نحن من يقاتل هنا، ونحن أنشأنا مجموعات للجان الشعبية للدفاع عن أنفسنا، في حال تم الإعتداء علينا".
عناصر في اللجان الشعبية في القرى التي يقطنها لبنانيون في سوريا
المواجهة في قريتي الحمام والصفصافة أسفرت عن استشهاد إبن قرية أبو حوري أسامة مسرة الذي هجرته المجموعات المسلحة مع أهله الذين تقبلوا العزاء في بلدة السوادية. والد الشهيد يفتخر بشهادة ابنه الطالب في جامعة دمشق وقال: "لقد استشهد وهو يدافع عن أرضه بعدما دفعه التهجير من منزله للالتحاق باللجان الشعبية . استشهد والحلم يراوده بالعودة لمنزله". وأضاف:" المجموعات المسلحة تقوم بشكل يومي بأعمال إجرامية من دون تمييز، فقبل أيام جرحت إمرأة كبيرة في السن برصاص القنص".
أما رشيد مسرة الذي خطفت المجموعات المسلحة شقيقه واضطر إلى ترك منزله وأملاكه مع العشرات من أبناء عائلته، الذين استولى المسلحون على أراضيهم وبيوتهم فيقول :" تهجرنا من أكثر من بلدة، من الطاهرية وأبو حوري وعين الدمامل، وخطفوا أخي وشردونا من بيوتنا التي حرقت وسرقت. هم لا علاقة لهم بالثورة لأنهم شلة من اللصوص وقطاع الطرق"!.
انتهت الجولة وغادرنا باتجاه الاراضي اللبنانية، لكن صدى حديث الاهالي ما زال يتردد، ويؤكد بأنهم لن يتركوا أراضيهم مهما كلفت من أثمان، فهذه الارض جبلت بعرقهم سابقاً كما بدمائهم، وهم سيدافعون عنها بكل ما لديهم من قوة.