تصوير: موسى الحسيني
أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن رئيس هيئة الإعمار الإيرانية في لبنان "الشهيد حسام خوشنويس كان نموذجاً من نماذج العطاء والتضحية، ونحن لا نحتاج إلى تحقيق دقيق لمعرفة من اغتاله لأننا نعرف المنهج"، مشيراً إلى أن "إسرائيل إغتالته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لأنه يمثل خط المقاومة والإستقلال والحرية ولأنه أعطى صورة أبرزت موقع إيران في سعيها للإعمار وبلسمة الجراح".
وخلال الاحتفال التكريميى للشهيد "حسام خوش نويس"، الذي أقامه حزب الله في قاعة "رسالات" بالمركز الثقافي لبلدية الغبيري (ضاحية بيروت الجنوبية)، أشار الشيخ نعيم قاسم إلى أن "بعض دول المنطقة مكشوفة بتوجهاتها، الإسرائيلية أو نصف الإسرائيلية أو ربع الإسرائيلية على درجات"، واستدرك بالقول إن "هذه الدول ليست قضيتنا ولم نجعلها يوماً كذلك، لذلك البعض عندما يشتِّم إيران، يعتقد أننا سننجر إلى ما يشابهه فنشتِّم تلك الدول التي تدعمه، مع علمنا أن بعض هذه الدول ملوَّث من رأسه إلى قدميه، لكن فضيلة الشكر أفضل بكثير من رذيلة الشتائم، لذا آثرنا أن لا نكترث بهؤلاء جميعاً".
الشيخ قاسم خلال القاء كلمته في الاحتفال التكريمي للشهيد خوش نويس
وتطرق إلى مزاعم الدعم المالي الإيراني، فاستغرب الشيخ نعيم قاسم القول "بأنهم ضبطونا بالجرم المشهود بأن إيران تدعمنا!"، وأضاف: "نحن نقول لكم دائماً أن إيران تدعمنا، أما أنتم ممن تختبئون"، وسأل: "هل هناك حركة سياسية أو حزباً أو جماعة لا تأخذ دعماً من الخارج"، لافتاً إلى أن "نحن نأخذ دعماً ونعلن أن هذا الدعم قربة إلى الله تعالى ومقاومة إسرائيل"، وأضاف: "قولوا لي هذا الدعم الذي تأخذونه قربة لأي شيطان ولدعم من؟ ولأي إنجاز؟ ولتنفيذ أي أجندة عربية أو خارجية؟ أنتم من يجب أن يخجل وليس نحن"، وخلص إلى القول: "هل نصدق أنهم يخوضون الإنتخابات النيابية بتجميع الصدقات في الشارع الصغير!! أو أنهم يحصلون على تبرعات من بعض الأغنياء!!".
وشدد نائب الأمين العام لحزب الله على أن "إيران تشرِّف المنطقة بأسرها، ويجب أن يخجل من نفسه من ليس له علاقة جيدة مع إيران، لأن إيران تمثل الشرف في هذه المنطقة، وتمثل المقاوم الأول والداعم الأول"، وأوضح قائلاً: "لم تدعمنا إيران لأننا شيعة، فهي تدعم في فلسطين، والفلسطينيون سنة، وتدعم في سوريا والنظام حزب بعثي، وتدعم في أماكن أخرى"، مؤكداً أن "ايران تدعم الخط المقاوم بصرف النظر عن الانتماء المذهبي وما شابه ذلك"، مضيفاً أن "إيران اليوم تمثل خط المقاومة الأول، وكل من يؤمن بهذا الخط من الطبيعي أن يجد نفسه في هذا المحور، وكل من يرفض المقاومة من الطبيعي أن يجد نفسه في الخط الآخر".
الشيخ قاسم خلال القاء كلمته في الاحتفال التكريمي للشهيد خوش نويس
وأسف الشيخ نعيم قاسم لأن "قيادة تيار المستقبل تعاني اليوم من عدة تداعيات وإخفاقات وفشل متلاحق"، وقال "فليراجعوا رهاناتهم وتبيعيَّتهم وحساباتهم التي سبَّبت لهم هذه النتائج، عليهم أن يصارحوا جمهورهم بوضوح، ألم يكن انحيازهم في الموقف من سوريا سبباً لمشاكل وتعقيدات وتوترات خاصة على الحدود اللبنانية السورية، وأزمات في بعض المدن اللبنانية خاصة في المنطقة الشمالية"، وسأل قيادة المستقبل: "هل تظنون أنكم تستطيعون تغيير المعادلة في سوريا، معادلة سوريا معادلة دولية كبيرة يتخاصم فيها كبار القوم، من يضع نفسه ورأسه في هذه المعادلة عليه أن يعلم مع من وكيف وإلى أين؟".
ودعا الشيخ نعيم قاسم المستقبل إلى "مراجعة مواقفهم" طارحاً خمسة أمور:
"-أولاً: ندعوهم للعمل وطنياً بعيداً عن الأجندة الخارجية والتعليمات التي تأتي من هنا وهناك.
-ثانياً: ندعوهم لاحترام خيار الناس بقانون انتخابي عادل وتمثيل حقيقي، وأن لا يخشوا من التمثيل الحقيقي.
-ثالثاً: إبعاد لبنان داخلياً عن التجاذبات الخارجية وعدم الانخراط فيها حتى لا تمتد الأزمة إلى داخل لبنان.
-رابعاً: الاعتراف بضرورة البناء الوطني المشترك وعدم الاستئثار، فلا قدرة لأحد مهما بلغ أن يأخذ لبنان على قياسه، فلبنان للجميع وسيبقى كذلك.
-خامساً: أوضحوا موقفكم من "إسرائيل" كعدو، ومن كانت "إسرائيل" عدوه فللعداء مستلزمات، وأول المستلزمات مقاومة هذا العدو، وأضعف المستلزمات دعم المقاومة لهذا العدو".
بدوره، أكد السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي أن "الشهيد خوشنويس حمل محبة الشعب الإيراني إلى شعب لبنان ولم يكن يعرف الراحة وكان دائماً في خدمة اللبنانيين دون أن يفرق بين منطقة وأخرى وبين طائفة وأخرى"، ولفت إلى أنه "شيَّد المسجد كما الكنيسة والمراكز التربوية والتعليمية والإجتماعية والثقافية"، معتبراً أن "قيام المجموعات المسلحة باغتياله يدل على ارتباطها بالعدو الإسرائيلي"، وأشار إلى أن "استشهاده هو دليل على انزعاج العدو من المهمة الإعمارية في لبنان".
السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن آبادي
الإحتفال التكريمي للشهيد "حسام خوشنويس"، حضره إضافة إلى الشيخ نعيم قاسم، رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، وممثل رئيسي مجلس النواب والحكومة اللبنانيين النائب علي بزي، وسفيري إيران وسوريا في لبنان، ونواب حاليون، وسابقون، وفعاليات سياسية، ودينية، ونقابية، واجتماعية وبلدية، وتخلل حفل التكريم فيلم مصور حول سيرة الشهيد "حسام خوشنويس" وإنجازاته الإعمارية في لبنان وصولاً إلى استشهاده.
جانب من الحضور خلال الاحتفال التكريمي للشهيد "حسام خوش نويس"