المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

"عرفات جرادات": شهادةٌ حطمّت قيودَ الأسرِ


غزة

ستة أيام فقط؛ غيرّت مجرى حياة "دلال" وطفليها: محمد عامان، ويارا ابنة الأربع سنوات، ففيها اعُتقل الزوج والأب (عرفات جرادات) من سكان بلدة "سعير" قضاء محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وخلالها ترجل شهيداً خلف قضبان سجن "مجدو" "الإسرائيلي" الذي مكث في أقبية تحقيقه معظم أوقاته، مع حرمانه من لقاء محاميه.

في الثامن عشر من شباط/فبراير الجاري، فوجئت الأُسرة بجنود الاحتلال المدججين بالأسلحة يطرقون باب المنزل بحثاً عن عرفات، المطلوب-بحسب تعبير العدو- بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة "فتح"، وما أن سارع الجنود لتكبيله وتعصيب عينيه واقتياده للخارج، حتى أعادوه للحظات من أجل وداع عائلته، في مشهد مؤثر لن يغيب عن الأذهان، وفق ما ذكرت الزوجة المكلومة لمراسل موقع "العهد" الإخباري.



"أم محمد"-والتي تنتظر بعد أربعة أشهر مولودها الثالث- لم تقوَ على متابعة الحديث، واكتفت بالإشارة إلى أمانة رعاية الأطفال التي حملّها إياها "عرفات" قبل رحيله دون أن يتمكن من مشاركتهم فرحتهم بالحياة.

والدة الشهيد عرفات ورغم مصابها الجلل- بدت شامخة ومفتخرة بنضال ابنها وشهادته؛ مؤكدة أن كل شيء يهون في سبيل تحرير فلسطين.
واتهمت الأم المكلومة قوات الاحتلال بتصفية نجلها بعد أقل من أسبوع على اعتقاله من منزله.

من جهته، طالب رئيس "نادي الأسير الفلسطيني" قدورة فارس، بفتح تحقيق في ظروف استشهاد الأسير "جرادات"، مرجحاً فرضية تعذيبه أثناء جلسات الاستجواب المطولة التي خضع لها.

ودعا "فارس" في معرض حديثه إلى تشكيل لجنة دولية لزيارة السجون الصهيونية، والوقوف على ظروف الأسرى الصعبة داخلها.

وكان "مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية" طالب في ختام اجتماعه الدوري المسؤولين في رام الله بضرورة التحرك الفوري والعاجل للتوقيع على اتفاق "روما" والانضمام للمحكمة الجنائية الدولية ؛ لإفساح المجال أمام ملاحقة الصهاينة على الانتهاكات الجسيمة والتي ترقى لمستوى جرائم الحرب.

رحيل "جرادات"- وفضلاً عن أنه أعاد مجدداً تسليط الضوء على جريمة "الإهمال الطبي المتعمد والحرمان من العلاج" التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى؛ فقد فتح الباب أمام مزيد من الحراك الجماهيري التضامني مع هذه القضية العادلة، وفي هذا الإطار دعا نشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لإشعال الضفة في وجه الاحتلال وقطعان مستوطنيه. في وقت بدأ فيه حوالي ثلاثة آلاف معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال بتنفيذ يوم اضراب عن الطعام إحتجاجاً على استشهاد جرادات.



في غضون ذلك، تحولت بلدة "سعير" مسقط رأس "جرادات" إلى ساحة مواجهة مفتوحة مع الجنود "الإسرائيليين"، حيث هتفت الجماهير الغاضبة مجددة العهد مع الشهيد، ومع رفاقه الذين ما زالوا يخوضون معركة الدفاع عن الكرامة بأن يبقوا الأوفياء لهذه التضحيات.

من جهتها، دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى أوسع حراك شعبي في مواجهة جرائم الاحتلال الاسرائيلي ضد الأسرى، التي كان آخرها استشهاد الأسير عرفات جرادات في سجن "مجدو". ونقل موقع "المركز الفلسطيني للاعلام" عن المتحدث باسم "حماس" سامي أبو زهري قوله إن "عملية قتل الأسير عرفات جرادات تصعيد خطير"، محمّلاً الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الجريمة وعن جميع التداعيات المترتبة عليها.


وشدد ابو زهري على ضرورة أن يكون هناك تحرك شعبي واسع في مواجهة هذه الهجمة ضد الأسرى، داعياً المجتمع الدولي للخروج عن حالة الصمت والضغط على الاحتلال لإنهاء معاناة الأسرى الذين بات من المؤكد أن حياتهم معرضة للخطر الشديد بعد حادث استشهاد الأسير جرادات، على حدّ قوله.

من جهة اخرى، اعلنت حركة "فتح" والقوى السياسية والوطنية في محافظة الخليل نهار اليوم الأحد، يوم حداد شامل وعام على روح الشهيد الاسير عرفات جرادات. وأنضمت اتحادات نقابة الطلبة في جامعات "الخليل" و"بوليتكنك فلسطين" و"القدس المفتوحة"، ونقابات الموظفين في بلديات محافظة "الخليل"، للحداد العام باستثناء المدارس، استنكارا وادانة لجريمة قتل الاسير المعتقل عرفات جرادات في سجون الاحتلال الاسرائيلي.

وحملت القوى السياسية والوطنية، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، مطالبة بتشريح جثة الشهيد لمعرفة أسباب وفاته.

في المقابل، أمر رئيس أركان الاحتلال بيني غانتس باستكمال كافة الاستعدادات الضرورية تحسباً لاستمرار المواجهات وتدهور الأوضاع الأمنية في الضفة الفلسطينية.

ووفقاً لإذاعة العدو؛ فإن كبار الضباط الصهاينة سيشاركون هذا الأسبوع في اجتماع خاص لدراسة كافة السيناريوهات المحتملة في المناطق ، والخطط التي أُعدت للتعامل معها.

وكانت صحيفة "اسرائيل هايوم" التي تعد قريبة من رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو حذرت اليوم من "أعمال شغب" قد تحصل داخل السجون الإسرائيلية، مشيرة إلى وجود "توتّر داخل ادارة أجهزة الأمن التي تخشى حدوث اضطرابات وصدامات".
25-شباط-2013
استبيان