ايران تفاجئ السداسية الدولية برزمة اقتراحات جديدة وتضع الكرة في ملعبها
كازاخستان ـ حسن حيدر
انعقدت جولة ثامنة من المحادثات المعقدة بين الجمهورية الاسلامية ومجموعة خمسة زائد واحد في مدينة ألماتا في كازخستان. وقد بادرت طهران إلى طرح رزمة اقتراحات جديدة بعد انقطاع دام لاكثر من ثمانية اشهر. المحادثات جرت في سرية تامة ولم يرشح عنها حتى الان اية تسريبات على الرغم من الحشد الاعلامي الكبير الذي حضر لمواكبة الحدث. وحضر الجانب الغربي وفي نيته تقديم اقتراح لإيران، كانت وسائل الاعلام قد تحدثت عنه ووضع قيد التدوال قبل أن يطرح على طاولة المفاوضات واشبع تحليلاً وتمحيصاً من وسائل اعلام غربية اعتبرت انه اقتراح غير منصف على حد وصفها.
المحادثات بين ايران ودول (5+1) في كازاخستان
تقديم هذ الاقتراح جاء بمثابة محاولة للاستفادة من موضوع العقوبات الدولية والحصار الاقتصادي المفروض على ايران والذي تستخدمه الدول الغربية كورقة ضغط لاجبار طهران على تغيير موقفها من بعض النقاط العالقة خصوصاً موضوع تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين في المائة، وإغلاق منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، فكانت سلّة الاقتراحات الغربية، وكان المفاوض الغربي يتوقع بناء على تحليلات خاصة به ان يجد ليونة لدى المفاوض الايراني، لكنه فوجىء على ما يبدو مرة جديدة بأن النتيجة جاءت مغايرة لحساباته، إذ إن الوفد الايراني أخرج من جعبته مفاجأة قلبت الأدوار فيها من جديد، ورمت الكرة في ملعب السداسية الدولية.
رزمة من المواقف الايرانية جاءت رداً على ما قدمته الخمسة زائد واحد على طاولة المفاوضات، وهي فاجأت الاطراف الغربية ودفعتها إلى إجراء لقاءات ومشاروات بين اطراف السداسية. كما أن المفاجأة الاخرى ظهرت ـ وفق ما عبر عنه المراقبون ـ بالتصلب الإيراني وعدم رضوخه للضغوطات، وهو ما اربك حسابات الغرب الذي عول كثيراً على عامل العقوبات وأُربك بمواقف طهران التي أكدت عليها في مفاوضات موسكو في حزيران/يونيو الماضي .
سعيد جليلي وكاثرين اشتون خلال المحادثات بين ايران ودول (5+1) في كازاخستان
وأكدت مصادر في الوفد الايراني لـ "العهد" ان الجمهورية الاسلامية ترفض التفريط بحقها النووي خصوصاً الاعتراف بحق تخصيب اليورانيوم والتزامها بالتطوير النووي السلمي وفق معاهدة الحد من الانتشار النووي "ان بي تي" اضافة لورقة هامة قدمت خلال الاجتماع وهي التزام ايران بفتوى الامام السيد علي الخامنئي الذي حرّم استخدام وصناعة السلاح النووي، وبحسب المصدر نفسه فإن ايران ملزمة دينيا وانسانيا بالموضوع قبل التزامها تقنيا وسياسيا".
هذه المفاوضات ستظهر عبر الاقتراحات المتبادلة نوايا الطرفين في التوصل لحل سلمي ودبلوماسي للملف النووي خصوصاً أن ايران ادخلت بنودا اضافية للتفاوض في مقترحاتها تتعلق بأمن المنطقة لا ىسيما الازمة في سوريا والازمة في البحرين كون الملف النووي يعد تهديداً للامن بنظر الغرب وما تقوم به بعض الدول الغربية في المنطقة تدرجه طهران في إطار زعزعة الاستقرار ونقطة يجب التوقف عندها والحوار بشأن تفاصيلها لتجنيب المنطقة اي انفجار قد لا يبقي ولا يذر.