افتتاح مؤتمر مقاومة التوطين والتطبيع في نقابة المحامين والكلمات حذّرت من خطر التطبيع
افتُتح صباح اليوم مؤتمر "مقاومة التوطين والتطبيع" في نقابة المحامين في بيروت، بحضور وزير العدل شكيب قرطباوي ممثلاً الرؤساء الثلاثة ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي. كما حضر المؤتمر رئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد والنائبان نوار الساحلي وغازي زعيتر، ونقيب المحامين في بيروت نهاد جبر، فضلاً عن رئيس مجلس شورى الدولة شكري صادر.
جبر: التوطين هو الوجه الآخر للاحتلال الاسرائيلي
وفي كلمة له، أكّد نقيب المحامين في بيروت نهاد جبر أن لبنان يمر "في فترة عصيبة، يعاني فيها من أزمات سياسية واقتصادية ومعيشية وقضائية"، مشيراً الى أن نقابة المحامين دعت الى عقد هذا المؤتمر "تنبيهاً لمخاطر التوطين والتطبيع وتحذيراً منه وتذكيراً برفضه رفضاً قاطعاً وجازماً ونهائياً".
وشدد جبر على أن "التطبيع هو المقدمة للتوطين، والتوطين هو وجه آخر للاحتلال الاسرائيلي، ويلغي حق العودة ويؤدي الى تصفية القضية الفلسطينية"، معتبراً أن "رفض التوطين والتطبيع يتحقق أولاً بمقاومة الفلسطينيين أنفسهم له، ورفضهم الاغراءات التي تقدم اليهم بين الفترة والأخرى، من خلال ترسيخ ارتباطهم الوثيق بدولتهم المستقلة القائمة على أرض فلسطين المحتلة، ووضع حد نهائي لفكرة الوطن البديل ولو على حساب معاناتهم الانسانية المعيشية المأزومة"، وقال "إن حق العودة أكده الاعلان العالمي لحقوق الانسان وكذلك الجمعية العمومية للأمم المتحدة في القرارات الصادرة عنها".
في هذا السياق، لفت جبر الى أن "ابقاء فكرة التوطين في التداول السياسي، الاقليمي والدولي، من شأنها أن تهدد السلم في لبنان والسلام والأمن الاقليميين، ويكفي ما يحل ببعض الدول العربية من محن وحوادث دامية، لم يزهر فيها الربيع العربي المنشود، ومن هنا واجب هذه الدول مقاومة التوطين حتى لا ترتد انعكاساته سلباً فتطال الوطن العربي على امتداد رقعته.
زغيب: شعب لبنان لن يسمح للعدو بالتسلل مجدداً من نوافذ التطبيع
كما كانت كلمة لرئيس لجنة مقاومة التوطين والتطبيع في نقابة المحامين في بيروت المحامي وجيه زغيب، أكّد فيها أنه "من الطبيعي ان نكون أول المتمسكين بحقوقنا في بلادنا وأرضها وثرواتها وفي الدفاع عن تلك الحقوق، وأن نكون دائماً الى جانب حق الشعوب في سيادتها على أراضيها وفي تقرير مصائرها، لا سيما حق الشعب الفلسطيني في العودة الى دياره وفي التعويض عليه انفاذاً للقرار الدولي رقم 194 الصادر عن الجمعية العامة للأم المتحدة، وبالتالي فمن الطبيعي أن لا نقبل بمنطق السكوت على جريمة العصر، جريمة اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها".
وأضاف زغيب "نقول بإصرار للعدو الاسرائيلي إن شعب لبنان الذي انتصر عليك بفعل مقاومته وأنهى احتلالك للأرض والانسان ودفعك للاندحار عبر بوابات الحدود مع فلسطين المحتلة لن يدعك تتسلل مجدداً من نوافذ التطبيع بأي شكل من الأشكال.
زين: التوطين هو الناتج العملي لالغاء حق العودة
من جهته، أكّد الأمين العام لاتحاد المحامين العرب عمر زين أن "التوطين هو الناتج العملي لالغاء حق العودة في عقول ونفوس الأخوة فلسطينيي الشتات الى أرض فلسطين، لذلك لا بد من التمسك بهذا الحق".
وذكّر زين بمحاولات العدو منذ عام 1953 لوضع الخطة تلو الخطة لتحقيق التوطين وانهاء الحق بالعودة،مشدداً على أنه "لا يملك أي انسان عربي أو غير عربي مهما كان موقعه أو منصبه أو لقبه التنازل عن حق العودة، فالأرض أرضنا من البحر الى النهر والقدس عاصمة فلسطين مهما عملوا على تغيير معالمها وبناء المستوطنات فيها".
وفي ما يتعلّق بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، قال زين "ان التطبيع كما نفهمه دعوة للعرب للسكوت عن الجرائم التي ارتكبها العدو في حق الامة وهي تندرج في اطار جرائم حرب، وجرائم ضد الانسانية وجرائم ابادة بشرية، بل والقبول بهذه الجرائم التي مازالت مستمرة حتى اليوم منذ النكبة، يعني بناء علاقات رسمية وشعبية واقتصادية وثقافية واستخباراتية مع العدو والتسليم له بحقه في ارض فلسطين".