مسلحو "المستقبل" يغزون مسجد الامين: غوغائية وهمجية في سبيل تسعير الفتنة
مجدداً، يغزو مسلحو "حزب المستقبل" دور العبادة والمساجد الآمنة وينتهك حرماتها ويتطاول على خطبائها، ولم يكن آخرها التهجم على مدير الأوقاف في دار الفتوى الشيخ هشام خليفة أثناء إلقائه خطبة الجمعة في مسجد محمد الأمين ببيروت، قاصدين إنزاله عن المنبر وطرده بالتزامن مع إطلاق المهاجمين سيلاً من الشتائم والاهانات، في سابقة خطيرة تهدد السلم الأهلي وتتخطى كل القيم والأعراف والأخلاق فضلاً عن إساءتها للدين الإسلامي.
التهويل والترهيب الفكري والجسدي الذي تعّود مسلحو "المستقبل" على ممارسته لغايات فتنوية وسياسية باتت مكشوفة، يضعه كل من الأمين العام لـ"جبهة البناء اللبناني" زهير الخطيب والنائب السابق عن بيروت بهاء الدين عيتاني، في خانة تحقيق أهداف العدو الاسرائيلي لجهة تفتيت لبنان وتحويله إلى دويلات طائفية ومذهبية تتقاتل مع بعضها البعض، وينبهان من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها لبنان خدمة للمشاريع الصهيو - أميركية.
ويشدد عيتاني على أن ما يجري على الساحة المحلية هو صنيعة "اسرائيل" العدو الاول للبنان، ويقول: نحن لا نقبل التحريض الطائفي ونحن ضده لانه يؤدي الى كوراث على المجتمع، وهو ما يتفق معه الخطيب الذي يعتبر أن جماعة "المستقبل" لا تمثل أهل السنة، فنحن معتدلون ومنفتحون على الجميع، ولن نسمح لمسلحي "المستقبل"، الذين يمثلون حفنة من الوحوش و"الزعران" والمأجورين للمخابرات الغربية والعربية، بتحويل لبنان إلى غابة لتصفية الحسابات.
إذاً، حزب "المستقبل" بات يصب الزيت على النار وينفخ في أبواق الفتنة سعياً وراء مغنمة هنا ومكسب هناك لاهثاً وراء السلطة. يرفض المسؤول السياسي لـ"الجماعة الاسلامية" في الجنوب بسام حمود، التعليق على تورط "التيار الازرق" في الاعتداء على الشيخ خليفة، لكنه يشدد على "ضرورة احترام المساجد ودور العبادة لانها من المقدسات فمهما اختلفنا يجب عدم التطاول على حرمة المسجد بمعزل عن حبي او توافقي مع هذا الشيخ او ذاك". ويضيف "الاعتداء على اي مسجد وأي طرف مرفوض ويجب احترام علماء الدين".
موقف الخطيب يتكامل مع الرأي السابق،"الاعتداء على مسجد الامين هو اعتداء على الاسلام والاخلاق البيروتية العريقة، والاعتداء على الشيخ خليفة المعروف بخلقه العالي أمر غير مألوف في بيروت"، الا انه يؤكد أن "المستقبل" فريق غوغائي عبثي خارج عن القانون وهو متورط من أذنيه حتى أخمص قدميه في الحوادث الأمنية المتنقلة، ويضيف "للأسف المستقبل يضرب عرض الحائط بالامن والاستقرار من اجل استعادة السلطة والحكم".
أمام هذا الواقع، يدعو كل من عيتاني والخطيب الدولة للقيام بواجباتها وعدم التساهل مع المجرمين والمخلين بالامن، ويناشدان اللبنانيين نبذ البغضاء والتطرف ومعالجة الامور بحكمة وروية لان قوة لبنان في وحدته وتضامنه، ويطالبان الحكومة بتطبيق العدالة واحترام القوانين ورفع الغطاء عن المسلحين، في حين يتهم حمود الدولة بالتنصل من تحمّل واجباتها ومسؤولياتها، ويقول "على هذه الدولة القيام بمهامها على الساحة اللبنانية كلها دون استثناء والا فلستقل".
غير أن الأطراف الثلاثة أجمعت على أن اللبنانيين لن يسمحوا بتخريب بلدهم وجعله ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية، خصوصاً أن الفتنة ستؤدي الى خسارة الجميع دون اسثتناء. ويقول الخطيب "صحيح أننا لن نسمح باشعال الفتنة لكن فريق "المستقبل" المرتبط بغرفة عمليات موسادية والمصر على اسقاط الدولة، أصبح خطرا على البلد ويجب على اهل السنة التحرك بشكل منظم لطرد مثل هذه المجموعات مهما كلف الامر حماية وحفاظا على وحدة المسلمين وكيان لبنان الذي ليس لنا بديل عنه".
تجدر الإشارة إلى أن هذا الاعتداء لم يكن الأول من نوعه الذي يستهدف أئمة الجمعة التابعين لدار الفتوى الإسلامية. فقد سبق أن تهجّمت المجموعة نفسها على الشيخ يوسف ادريس في جامع عبد الناصر في كورنيش المزرعة، كما تعرّض الشيخ هشام خليفة نفسه للموقف ذاته في مسجد الإمام علي في الطريق الجديدة. كذلك حدث تهجم مشابه على الشيخ أحمد درويش الكردي في مسجد السلام في تلة الخياط، وعلى الشيخ خالد عثمان في مسجد عائشة بكار.