عقد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي مؤتمراً صحفياً مع نظيره السوري وليد المعلّم في طهران، إثر إنتهاء مباحثات مشتركة بين الجانبين، جرى التطرّف فيها إلى آخر تطورات الأزمة السورية وجهود إيجاد حلّ ينهي إراقة الدماء في البلاد.
وفي كلمة له أكّد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن الأزمة السورية تحل عندما تتوقف الدول عن دعم المرتزقة، مشيراً إلى أنه لا يمكن الطلب من الحكومة السورية وضع سلاحها جانباً دون تأمين الأمن في البلاد.
وأوضح صالحي أن الأزمة السورية يتسع عمقها يوماً بعد آخر، معتبراً أن إحدى أسباب توسّع رقعتها هي تسلّل الرعايا غير السوريين إلى البلاد وتسلحهم وارتكابهم الجرائم التي يعجز العالم عن وصفها، لافتاً إلى أن هؤلاء يجري توجيههم ودعمهم بواسطة بعض الدول.
وجدّد صالحي التأكيد بأن الحلّ الوحيد في سورية هو في المضي قدماً بالحوار بين المعارضة والحكومة السورية، مشدداً على أن الحلّ العسكري لن يوصل إلى نتيجة.
ورأى صالحي أن على الدول الفاعلة الكفّ عن إطلاق الآراء المتضاربة مما يحصل في سوريا حقناً لإراقة المزيد من الدماء، مشيراً في هذا المجال إلى أنه لم يعد خافياُ على أحد أن بعضّ الدول تدعم وتسهل دخول المسلحين إلى البلاد لتأزيم الأوضاع.
وإعتبر وزير الخارجية الإيراني أن المطالبات من غير السوريين بتنحي هذه الشخصية أو تلك (في إشارة إلى المطالبات الغربية بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد) إنما هي تدخل أجنبي في الشأن السوري، مشدداً على أنها "مرفوضة تماماً".
بدوره، أشار وزير الخارجية السوري وليد المعلّم إلى أن السبب الأول لزيارته إلى ايران هو تقديم شكر الشعب السوري والقيادة السورية إلى شعب وحكومة وقيادة الجمهورية الاسلامية الإيرانية لوقوفها إلى جانب سوريا في أزمتها الراهنة.
وأشار المعلّم إلى أنه أجرى في كلّ من موسكو وطهران مباحثات مثمرة كانت فيها وجهات النظر متطابقة حيال ما يحصل في بلاده، معتبراً أن السوريين يواجهون اليوم معظم الكون لكنّهم صامدون.
وإذ أعرب عن تفاؤله حيال قدرة الشعب السوري على حل أزمته وتطلّعه إلى المستقبل، شدّد المعلّم على عدم السماح لأحد بالمسّ بالسيادة الوطنية لسورية عدم قبول أيّة إملاءات من أحد من منطلق تمسّك بلاده باستقلال قرارها السياسي ورفضها التدخل بشؤونها الداخلية وإيمانها بأن شعبها وحده صاحب القرار في تقرير مستقبله وقيادته عبر أبسط ممارسات الديمقراطية وهو صندوق الاقتراع.
وأكّد المعلّم أم الجيش والشعب السوريين صامدان وسيدافعان عن حقّهما في تطهير سوريا من الارهاب، داعياً في الوقت عينه "المعارضين السوريين" للكفّ عن سفك الدماء والشروع في بناء مستقبل سوريا عبر المشاركة في طاولة الحوار التي تنتظرهم.
وشدّد وزير الخارجية السوري على أن قطار الحوار وضع على السكة "نتيجة ايماننا ان الحل للأزمة هو سياسي عبر الحوار الشامل واستطلاع رأي الشعب السوري"، مشيراً إلى ـنه كلما تقدم قطار الحوار نحو محطة جديدة يتصاعد العنف على الأرض.
ورأى المعلّم أنه لابدّ لإنجاح الحوار السياسي من وقف العنف، من خلال تجفيف مصادره، بإعتبار أن الجيش السوري يواجه مجموعات ارهابية مسلحة ترتبط بتنظيم "القاعدة"، داعياً المجتمع الدولي للقيام بدوره عبر تكثيف الجهود المشتركة والضغط على تركيا وقطر والذين يدعمون الارهاب ويسلحون المجموعات الارهابية التي تسفك الدم السوري وتدمر البنية الاقتصادية والثقافية للسوريين.
هذا ومن المزمع أن يختتم وزير الخارجية السوري وليد المعلّم زيارته إلى طهران، بلقاء أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي في وقت لاحق اليوم.