المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

العالم ينعي تشافيز.. وتشييع جثمانه الجمعة


فقد الشعب الفنزويلي، كما فقدت شعوب العالم الثالث، قائداً مناضلاً صلباً، هو الرئيس هوغو تشافيز، الذي توفي مساء أمس، بعد معركة شرسة ضد مرض السرطان، بعدما خاض من موقعه اليساري، أشرس المعارك ضد الولايات المتحدة وحلفائها في الداخل والخارج، سواء على المستوى الاقليمي، وقاد أميركا اللاتينية إلى مرحلة التكامل والتحرر من خلال مشروع "البديل البوليفاري" و"اشتراكية القرن الحادي والعشرين"، او على المستوى الدولي، حيث سجلت له مواقف مشرّفة في محطات عدة، وأبرزها قطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع العدو الإسرائيلي رداً على جرائمه في لبنان وفلسطين، وهو ما لم يجرؤ عليه يومها أي رئيس أو ملك أو أمير عربي.

وأعلن نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في كلمة من خلال التلفزيون، إن الرئيس هوغو تشافيز توفي بعد معركة مع السرطان استمرت عامين، قائلاً «تلقينا الخبر الأكثر مأسوية وحزناً الذي يمكن أن نعلنه للشعب، اليوم الخامس من آذار توفي قائدنا الرئيس هوغو تشافيز فرياس».

وبعيد إعلان وفاته، أعلن في فنزويلا الحداد لمدة أسبوع بعد وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وبدأت التحضيرات لتشييع جثمانه الجمعة المقبل، ونشرت الحكومة الفنزويلية قوات من الجيش لضمان السلام في البلاد فيما ناشد قائد الجيش عبر التلفزيون الحكومي الشعب الفنزويلي تقديم الدعم لنائب الرئيس مادورو، الذي كان تشافيز نفسه قد عينه خليفة له.

وكانت الحالة الصحية لتشافيز البالغ من العمر 58 عاماً قد تدهورت بسرعة في الساعات القليلة الماضية، حيث أصيب بالتهاب حاد في الجهاز التنفسي، ما جعل حالته "حرجة".



 أنصار الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز


وفي وقت سابق، اتهم نيكولاس مادورو مسؤولاً عسكرياً أميركياً بالتآمر على بلاده، وأعلن طرده من كراكاس خلال 24 ساعة.

واتهم مادورو "أعداء فنزويلا التاريخيين" بالتسبب في إصابة تشافيز بمرض السرطان، وقال إنه سيتم تشكيل لجنة علمية وأنه لا يشك في أنها ستكشف عن أن "تشافيز تعرض لهجوم بهذا المرض .. فالأعداء التاريخيون لهذه الأمة بحثوا عن طرق لإيذاء صحة قائدنا".

وقارن مادورو وفاة تشافيز بوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

وإثر شيوع نبأ وفات تشافيز، أعرب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم عن تعازيه للحكومة والشعب في فنزويلا، معتبراً أنه تشافيز "باق مع بقاء العدالة والمودة والحرية".

ورأى نجاد، في برقية، أن "وفاة تشافيز صدمة مدوية لمحبيه في شتى أرجاء العالم، مضيفاً أن "فنزويلا فقدت إبنها الغيور والشجاع كما فقد العالم زعيم ثوري حكيم".

وأردف الرئيس احمدي نجاد أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقدم أحرّ التعازي لأبناء الشعب الفنزويلي والحكومة الفنزويلية وكذلك تدعو لذوي الفقيد بالصبر والسلوان".

بدوره، أمل الرئيس الأميركي باراك أوباما "في إقامة علاقات بناءة مع الحكومة الفنزويلية الجديدة بعد وفاة الرئيس هوغو تشافيز" مؤكداً أن "الولايات المتحدة تدعم الفنزويليين"، في أول تعليق له على وفاة الرئيس الفنزويلي الذي لم تجمعه معه علاقات جيدة.
وقال أوباما إنه "في اللحظة التي تبدأ فيها فنزويلا فصلاً جديداً من تاريخها، تواصل الولايات المتحدة دعمها السياسات التي تدعم مبادىء الديموقراطية ودولة القانون واحترام حقوق الإنسان".

بريطانيا اعتبرت من جهتها أن "وفاة تشافيز ترك تأثيراً دائماً على فنزويلا"، وتقدّم وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بالـ"التعازي لعائلة تشافيز والعب الفنزويلي".



 أنصار الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز



وعبّرت الرئاسة الفرنسية عن تعازيها برحيل "الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز بعد معركة مع السرطان"، مؤكدةً أنه "ترك أثراً عميقاً في تاريخ بلاده. وصدر عن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بيان أشار إلى أن "الرئيس الفنزويلي الراحل، بالرغم من طبعه وتوجهاته التي لا يوافق عليها الجميع، كان يبدي رغبة لا يمكن إنكارها بالسعي وراء العدالة والتطور".

من جهته عبّر أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن "تعازيه لفنزويلا على رحيل رئيسها هوغو تشافيز بعد معركة مع السرطان".

كما عبرت الرئيسة البرازيلية يدلما روسيف عن "حزنها لوفاة تشافيز"، معتبرةً أنها "خسارة لا تعوض لرجل عظيم في أميركا الجنوبية".

من جهتها، أعربت حكومة الرئيس الإكوادوري رافاييل كوريا، الذي كان حليفاً مقرباً من الرئيس الفنزويلي الراحل عن "الحزن العميق لوفاة تشافيز"، مؤكدة أنه كان "زعيم حركة تاريخية وثوريا يستحق الذكر".

وأعلنت الحكومة الكوبية أن "هوغو تشافيز رافق أب الثورة الكوبية فيدل كاسترو مثل ابن حقيقي"، وأعلنت الحداد مدة ثلاثة أيام.

كولومبيا أسفت لـ"وفاة الزعيم الفنزويلي" وذكّرت بأنه "قدّم دعماً كبيراً لعملية السلام مع متمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية".

كما عبّرت دول عدة عن حزنها وأسفها لوفاة الرئيس الفنزويلي، وتقدمت من شعبه بالتعازي، منها البيرو وهايتي وكندا.

الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، كان أعيد انتخابه لولاية جديدة من ست سنوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في فنزويلا في تشرين الأول/أكتوبر، وهو يرأس البلاد منذ عام 1999. عرفه الشعب الفنزويلي عام 1992 حين قاد انقلاباً فاشلاً على الرئيس كارلوس أندريس بيريز سجن على أثره، ثم خرج من السجن عام 1994.

تسلّم رئاسة البلاد عام 1999 بعد استفتاء شارك فيه الشعب الفنزويلي، وأعيد انتخابه مرات عدة فبقي في سدّة الحكم إلى حين وفاته بعد صراع مع مرض السرطان، بقي سراَ مدة سنتين.

بنى هوغو تشافيز، الذي قاد أكبر دولة مصدرة للنفط في أميركا الجنوبية، شعبيته على برامج اجتماعية عدة في مجال الصحة والتربية، فاعتبر الشعب الأكثر فقراً في فنزويلا أن "هذا الرئيس أعاد إليهم كرامتهم".
06-آذار-2013
استبيان