المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الشيخ حمود الى أنصار الأسير: تشوّهون الإسلام بتصرفاتكم


توجه إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود الى أنصار الشيخ احمد الاسير، بالقول "تحرككم حمية هي أقرب إلى الحمية الجاهلية منها إلى سكينة الإسلام، فإن الأهداف التي ترفع لكم إنما هي ناتجة عن ردود فعل غير مدروسة يمكن أن تؤدي إلى فتنة وسقوط دم في غير موضعه، ولو افترضنا أننا نوافقكم على هذه الشعارات، فهل هذه التحركات تساعدكم في الوصول إلى الأهداف أم أنها تساعد "خصمكم" الذي يستفيد من هزالة الشعارات والتحركات وضعف الثقافة السياسية واستهزاء الناس بها؟".

وسأل الشيخ حمود في خطبة الجمعة: "إلى أين تذهبون؟ إلى أين يذهب بكم رجل ناقص الأهلية الشرعية والذهنية متفرد برأيه، يعيش أوهاما ليس لها على ارض الواقع شيء، قد يقودكم ... إلى الهلاك والى أي هلاك... إلى هلاك باسم الدين، مما يذكرنا بقوله تعالى: {... يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ ...} البقرة79، وما هو من عند الله"، وأضاف "ليست ذمتكم بريئة عند الله، إلى أين تذهبون؟ هل تظنون أن ذمتكم بريئة عند الله باعتبار أن هنالك من يتحمل عنكم مسؤولية القرار وتبعات الفتيا... هذا ظن خاطئ، إنكم تتحملون جزءا كبيرا آو الجزء الأكبر مما تقومون به، فأين عقولكم وأين بصيرتكم؟ ألا تسمعون ما يقوله الناس؟ ألا ترون ما تفعلون بالاقتصاد، ألا ترون أنكم تشوهون الإسلام بتصرفاتكم وانحرافكم الذي تمارسونه".

وتابع "لا تكرروا ما يقوله العامة (ضعها في ظهر عالم واخرج منها سالم)، هذا المثل لا يعفكمم من المسؤولية. إن اقرب صورة لحالكم اليوم هو قوله تعالى عن فرعون {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ} الزخرف54 ، وهؤلاء القوم عطلوا عقولهم وتركوا التفكير لفرعون ففكر عنهم فاستخفهم فأطاعوه... وأدانهم الله تعالى بالفسق... فلم يبرئهم الله من المسؤولية رغم أن فرعون يملك من القدرات الهائلة التي تجعله يفرض رأيه عليهم، فلماذا يلبس عليكم دينكم من لم يتقن الفقه ولا الأحكام لا التجربة السياسية، واختزال من الأحكام الشرعية ما يحلو لأهوائه؟... وكذلك قال تعالى: {... إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ}القصص8".



مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود

واشار الى أن "الاسير يقول لكم هو انه ضد المشروع الإيراني ويقول لكم إن المشروع الإيراني يسيطر على الجيش والحكومة ومؤسسات الدولة ليظهر نفسه وكأنه مدافع عن المجتمع أمام هذا المشروع "الاستعماري" الجديد"، لافتا الى أن "كل الأحداث تثبت عكس ذلك، تصرفات ميقاتي تثبت عكس ما يقول، سواء لجهة تمويل المحكمة المسماة دولية تحكمه الزور والبهتان وسواء لموضوع سلسلة الرواتب وسواء لموضوع قانون الانتخاب ومواضيع لا تحصى، انه لا يوافق حزب الله على شيء، أما الجيش فتصرفه الهادئ والرزين بعد حادثة عرسال وانتظاره إشارة من سعد الحريري حتى ينتشر بين جبل محسن والتبانة كافية، وذلك بعد أن كان الجميع يطالب بانتشاره فلم يفعل، حتى أتت الإشارة من سعد الحريري".

الشيخ حمود أوضح أنه "في نهر البارد عام 2007 عوقب الجيش لحساب جهات معروفة بعد أن قال السيد حسن نصر الله أن المخيم خط احمر، فكانت النتيجة تدمير المخيم القديم بأوامر خارجية لكسر كلمة السيد والتأكيد أن الجيش لا يخضع لأوامره"، وقال "أما مجزرة مار مخايل فأمر آخر، وأما وجود ضباط رئيسيين في المناطق التي فيها أكثرية لتيار المستقبل ولا ينفذون أوامر الجيش إلا بالتنسيق مع تيار المستقبل وحلفائه، فأمر لا يخفى على احد. أوهام سخيفة، لو كان الجيش اللبناني كما يزعم صاحبكم تابعا لحزب الله كما يزعم، لكان الأمر شيئا آخر، ولكنه الجيش اللبناني يحاول أن يفرض الأمن بالهيبة أو بالتراضي أو بأي طريقة ضمن ظروف معقدة لا تخفى على احد، ويتعامل مع كل منطقة وفق الاتجاه الغالب فيها. لو كان هنالك مشروع "إيراني" للسيطرة على لبنان، كما تزعمون، لوقفنا قبلكم في وجهه، كما وقفنا في وجه اعتصام ساحة رياض الصلح وكما وقفنا في وجه أخطاء سرايا المقاومة، وكما قلنا وقتها أن حزب الله يتحمل مسؤولية حادث برج أبو حيدر في رمضان الأسبق مع جمعية المشاريع... عندما يخطئ حزب الله لا نسكت على أخطائه، ولكن أين أخطاؤه من حسناته، وأين زلاته من انجازاته؟ لقد أعطى حزب الله للوطن الكثير وما يخطئ به فهو تحت القاعدة الشرعية من كتاب الله  {... إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } هود114. عندما يخطئ المشروع الإيراني، كما تقولون، سنتصدى له قبلكم، وقبل أي كائن آخر، لأننا نعرفه عن كثب ونعرف أخطاءه وصوابه، إنكم الآن وقود فتنة يمكن أن تكون فتنة كبرى، وان كان التفاؤل عندي أكثر من التشاؤم وان الله محيط بالمفسدين والمصلين، ولكن احتياطا أقول لكم: إياكم أن تكونوا وقود هذه الفتنة ويذهب دمكم هدرا في الدنيا والله اعلم إن كان سيكون لكم عذر عند الله في الآخرة.. والله واسع الرحمة ولكنه شديد العقاب".

وحمّل الشيخ حمود الأسير مسؤولية مقتل لبنان العزي ومحمود سمهون، وتوجه إلى القوى "التي نختلف معها في الاجتهاد الديني أو السياسي"، سائلا "لماذا تهمسون فيما بينكم كلاما على الأسير هو اشد مما نقول وتدافعون عنه في الإعلام، لماذا تدينونه وتبخسون من أفعاله ثم إذا قلنا في الإعلام ما تقولونه في السر توجهت سهامكم علينا لا عليه ونفثتم سمومكم علينا لا عليه، أليس هذا من النفاق؟ أو بالحد الأدنى يشبه النفاق إلى حد كبير؟".

كما توجه الى المهتمين إعلاميا في ترويج أفكار الأسير المنحرفة، قائلا "شيء بسيط من الموضوعية عندما تنشرون كلامنا انشروه كلمة كلمة ولا تقطعوا الفقرات التي لا تخدم أفكاركم الواهية وأوهامكم الساقطة". وأضاف: "ان كان قد بقي من دينكم شيء بعد الفتن التي خضتم فيها فاتقوا الله في تزوير الحقائق لأنها تأتي في هذا الوقت العصيب كشهادة الزور وهي من اكبر الكبائر كما كنتم تعلمون قبل خوضكم غمار الفتن".
08-آذار-2013
استبيان