المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

فادي الجعبة: من 18 مؤبد الى الحرية


قبل ما يزيد على العام بأسابيع قليلة؛ كانت الحياة مختلفة بصورة كليّة بالنسبة للشاب الثلاثيني فادي الجعبة، من سكان مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية. يومها كانت ظلمة السجن "الإسرائيلي" الحاضر الأبرز، بعد أن غيّبته قضبان الاحتلال الحاقدة عن أهله لنحو عشر سنوات؛ والقول هنا للمحرر في صفقة التبادل الأخيرة بين تل أبيب وحركة حماس ، والمبعد إلى قطاع غزة.

في السابع من مارس/آذار عام 2003، بدأت رحلة الاعتقال بكل قسوتها. وبالرغم من أن سكان حي "الجلدة" غربي الخليل فوجئوا بالتعزيزات العسكرية الكبيرة للاحتلال، والغطاء الجوي الذي ساندها قبل أن تحاصر منزل عائلة "الجعبة"؛ إلا أن "فادي" أدرك لحظتها أنه المقصود من وراء العملية؛ فهو للتو انتهى  ـ ومجموعة من رفاقه ـ من الرد على إحدى الجرائم "الإسرائيلية" ضد أبناء شعبهم في القطاع.

لحظات مداهمة خاطفة لم تخلُ من التنكيل بأفراد الأسرة عموماً؛ وبالمستهدف من ورائها خصوصاً؛ لينقل بعدها إلى التحقيق في سجن عسقلان، ومنه إلى سجن نفحة الصحراوي.

ثبات


مرّت الأشهر ثقيلة، وفي كل لحظة تزداد المعاناة الناجمة عن أساليب تعذيب هي الأعنف على مستوى العالم، وبعيداً عن أدنى الحقوق التي كفلتها المواثيق والأعراف الدولية لأسرى الحرب أو حتى السجين العادي؛ حتى جاء الثالث عشر من شباط/فبراير عام 2005 ، كان الأحد من أيام الأسبوع .. إنها لحظة النطق بالحكم من جانب "محكمة عوفر" العسكرية ؛ وبعد حبسٍ للأنفاس أصدر القاضي الاسرائيلي حكمه الجائر بالسجن المؤبد 18 مرة.

وعن ردة فعله تجاه هذا القرار؛ قال المحرر "الجعبة" :" نظرت على الفور إلى القاضي والابتسامة تغطي وجهي .. ومن ثم بادرته بنظرة غضب وتحدي".

وتضمنت لائحة "الاتهام" الصهيونية بحق الخليلي ـ كما يُطلق عليه ـ أهالي غزة :المشاركة في الإعداد والتخطيط مع آخرين لعملية حيفا الاستشهادية بتاريخ 5/3/2003م ، والتي نفذها الفدائي محمود القواسمة  ـ وأسفرت في حينه عن مقتل 17 "إسرائيلياً" ، وجرح العشرات، إلى جانب المسؤولية عن تجهيز أحزمة وعبوات ناسفة، والانتماء لتنظيم "غير مشروع" هو كتائب القسام ـ الجناح العسكري لـ"حماس" ، وتجنيد آخرين لصالح هذا الجهاز والتدرب على السلاح.



ويستذكر المحرر "الجعبة" الواقع المأساوي الذي يعيشه الأسرى في سجون الاحتلال؛ خاصة مع زيادة وتيرة الحراك النضالي الذي يقومون به في هذه الأيام، مؤكداً أن ظروف الحياتية تدفعهم لفعل ذلك أو حتى أكثر منه.

ويُحرم الأسرى من زيارة الأهل وحرية اللقاء بهم، كما يحرمون من إدخال احتياجاتهم وأغراضهم الشخصية؛ إلا ما ندر، ووفق شروط تعسفية؛ ناهيك عن منع إدخال المواد الغذائية لهم في المناسبات الدينية وغيرها.

وجه الحياة الآخر

ولم يفُت الإبعاد إلى غزة في عضد فادي ورفاقه المحررين ـ وهم بالعشرات ـ مؤكداً أن حالة الاحتضان الشعبي والرسمي التي لاقوها منذ اللحظة الأولى لوصولهم إلى هذه البقعة الصغيرة بمساحتها، والكبيرة بصمود أهلها لم يكونوا يحلمون بها أو يتوقعوها.

وشهد العام الأول من الحرية؛ الكثير من الأحداث السعيدة على المستوى الشخصي لـفادي، حيث تزوج ورُزق بمولودة ، كما تمكن من أداء فريضة الحج بمنحة سعودية، فضلاً عن أنه نجح في افتتاح معرض خاص بالملابس والإكسسوار النسائي أطلق عليه اسم "Eve" ـ وهو يعني بالعربية حواء.

وتشير المعطيات الرسمية والحقوقية المتطابقة إلى وجود قرابة 4600 أسير فلسطيني موزعين على 20 سجناً ؛ بينهم 7 أسيرات ، و180 طفلاً، و250 معتقلاً "إدارياً" ، و1200 أسيراً يعانون من أمراض مختلفة، ويتعرضون للإهمال الطبي.

ووفقاً للمعطيات ذاتها؛ فإن عدد الأسرى المعتقلين منذ ما قبل "اتفاق أوسلو" وقيام السلطة الفلسطينية في الرابع من مايو/أيار عام 1994، بلغ 106 أسرى ، فيما يبلغ عدد عمداء الأسرى  ـ وهم الذين أمضوا ما يزيد على 20 عاماً في سجون الاحتلال ـ 69 أسيراً.

ويعتبر الأسير عبد الله البرغوثي  ـ صاحب أعلى حكم في تاريخ المقاومة الفلسطينية؛ بواقع 67 مؤبداً و500 عام.
12-آذار-2013
استبيان