منظمات فلسطينية ترحّب بحرية شراونة وتندد بإبعاده إلى غزة
نددت منظمات حقوقية فلسطينية بنفي الأسير الفلسطيني في السجون الإسرائيلية المضرب عن الطعام أيمن شراونة إلى قطاع غزة عشر سنوات كشرط لإطلاق سراحه، مشيرةً إلى أن ذلك يدخل في سياق سياسة الابتزاز التي يتبعها العدو، وخصوصاً أن الأسير قد دخل مرحلة خطيرة جداً على الصعيد الصحي.
وأكد مركز أسرى فلسطين للدراسات أن إبعاد الأسير أيمن الشراونة من الخليل إلى قطاع غزة بعد خوضه إضراباً مفتوحاً عن الطعام لمدة 7 أشهر ونصف شهر، يمكن قراءته من جانبين الأول هو ممارسة الاحتلال سياسة الابتزاز ضد الأسير حين وصل مرحلة خطيرة جداً، وثانيها هو الانتصار الذي حققه الأسير على الاحتلال بإطلاق سراحه رغم رغبة الاحتلال في إعادة الحكم السابق بحقه.
وأوضح المدير الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر أن الأسير رفض قبل شهرين أكثر من عرض لإبعاده إلى خارج الوطن أو غزة، لكنه اضطر إلى الموافقة على إطلاق سراحه في غزة لمدة عشر سنوات بعد وصول وضعه الصحي إلى مرحلة خطيرة جداً. بعد هذه الشهور الطويلة من الإضراب عن الطعام، حيث ساومه الاحتلال على الإبعاد على غزة، في ظل هذه الظروف، أو إعادة الحكم السابق بحقه من خلال محكمة عوفر لمدة 28 عاماً، التي كان يقضيها قبل إطلاق سراحه فى صفقة وفاء الأحرار.
وأضاف الأشقر إنه رغم ذلك فإن عملية إبعاد الأسير إلى غزة لا تخلو من طعم الانتصار على السجان الذي اضطر إلى إطلاق سراحه ولو إلى غزة بدل استمرار اعتقاله، وإعاده الحكم السابق بحقه، بعد صمود الأسطورى لأكثر من 230 يوماً من الإضراب المتواصل، فشل خلالها الاحتلال من إرغامه على تعليقه أو وقفه رغم خطورة وضعه الصحي، وفشل الاحتلال كذلك في محاولات نفيه إلى خارج حدود الوطن.
أيمن شراونة
وطالب المركز بضرورة استمرار فعليات التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام، لدعم صمودهم في وجه السجان، وحتى لا تصبح سياسة الإبعاد بحقهم سياسة ممنهجة ومعتمدة لدى الاحتلال، وهنأ الأسير الشراونه بتحريره من سجون الاحتلال.
من جهتها، نددت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة بقرار الاحتلال الإسرائيلي بإبعاد الأسير أيمن الشراونة، مؤكدةً ترحيبها بحرية الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام الشراونة "أنه بين أهله وذويه في قطاع غزة".
وقالت لجنة الأسرى في بيان إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي شرعت التعذيب وتعمل على إعطاء صبغة قانونية للإبعاد.
وكان "نادي الأسير الفلسطيني" قد أعلن، أمس، أن الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام في السجون الإسرائيلية أيمن شراونة وافق على إطلاق سراحه وابعاده إلى قطاع غزة لعشر سنوات.
وقال رئيس "نادي الاسير الفلسطيني" قدورة فارس إن "المعتقل الفلسطيني أيمن شراونة المضرب عن الطعام منذ أواسط تموز/يوليو الفائت توصل إلى صفقة مع الجانب الإسرائيلي تقضي بإطلاق سراحه وإبعاده إلى غزة لمدة عشر سنوات".
من جهته، أكد جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي هذا الاتفاق، وأعلن أن شراونة، الناشط في حركة "حماس" والمتحدر من الضفة الغربية سيسمح له بالعودة إلى منزله في نهاية فترة نفيه شرط أن يتعهد التخلي عن أي "نشاط ارهابي".
وأفاد مسؤولون فلسطينيون أن شراونة وصل بالفعل، مساء أمس، إلى قطاع غزة، حيث أدخل المستشفى لإجراء فحوص طبية له.
وكان الشراونة (36 عاما) قد رفض تناول الطعام منذ أكثر من سبعة أشهر. واعتقل عام 2002 وحكم عليه بالسجن لمدة 38 عاماً، لكن أُطلق سراحه في تشرين الأول/أكتوبر عام 2011 وفقاً لشروط صفقة تبادل الأسرى مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. لكنه اعتقل بعد ذلك بثلاثة أشهر واتهم بانتهاك شروط الإفراج عنه.