العثور على جسد شهيد فلسطيني ثاني في بلدة ’عنبتا’ قرب طولكرم
أعلن فجر الخميس، عن العثور على جسد شهيد فلسطيني ثاني في بلدة "عنبتا" بالقرب من طولكرم في الضفة الغربية بعد المواجهات التي جرت مساء الأربعاء قرب الحاجز العسكري على مشارف البلدة، وفي تمام الساعة الرابعة والنصف فجراً، بتوقيت القدس المحتلة، كشف عن استشهاد الشاب ناجي بلبيسي 17 عاماً، من البلدة بعد العثور على جسده بالقرب من الحاجز مصاباً برصاص حي بشكل مباشر في الرأس.
وكان جنود الاحتلال أطلقوا الناء باتجاه أربعة شبان الرصاص، ما أدى إلى استشهاد الشاب "عامر إبراهيم نصار" 16 عاماً على الفور بعد إصابته بشكل مباشر في قلبه، ومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيارات الإسعاف من الاقتراب من المكان ونقل الشهيد واحتجزت جسده لأكثر من ساعة قبل أن تسمح بتسليمه إلى ذويه، فيما بقي بلبيسي مفقوداً حتى فجر الخميس، حيث بقي ينزف جراء إصابته.
من مواجهات جنود الاحتلال مع الفلسطينيين
وأكد مسؤولون أمنيون فلسطينيون الخبر، وتحدثوا عن أن "بلبيسي قتل إثر اصابته بالرصاص في رأسه حين فتح جنود إسرائيليون النار على مجموعة من الفتيان كانوا يرشقون حاجزاً عسكرياً إسرائيلياً بالحجارة في طولكرم شمال الضفة الغربية"، موضحين انه "قريب عامر نصار (16 عاما)"، بينما قال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي إنه "إثر عمليات بحث وتقصيات اضافية جرت في المنطقة عثر على جثة احد المهاجمين".
وعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى اقتحام بلدة "عنبتا"، بعد ساعات من المواجهات، وقامت بفرض حظر تجول على البلدة، وهددت المواطنين بالاعتقال وإطلاق النار باتجاههم، وأعلنت بلدية عنبتا عن إضراب شامل اليوم، في كافة المؤسسات الحكومية والرسمية والمدارس، حداداً على استشهاد الشابين بلبيسي ونصار، وقال صلاح نجيب رئيس البلدية، إن "البلدة تعيش حالة من التوتر والحزن الشديد، حيث أن البلدية في انعقاد دائم وطارئ منذ ساعات الأمس لمواكبة ما يجري".
واستنكر نجيب "إطلاق قوات الاحتلال النار بشكل مباشر ومتعمد على الشبان، خاصة وأن الإصابات كانت في الظهر بأعيرة نارية متفجرة محرمة دولياً، خرجت من منطقة الصدر بشكل دوائر كبيرة، معتبراً أن جنود الاحتلال لا هدف لهم سوى القتل"، ولفت إلى أن "الشبان وعددهم أربعة، أصيبوا في ساعة متأخرة من الليل بالأعيرة النارية من قبل جنود الاحتلال المتمركزين على برج أقيم بالقرب من حاجز عناب شرق طولكرم، حيث استشهد اثنين وأصيب آخر، فيما تم اعتقال المصاب الرابع".
ومن المقرر أن يتم تشييع جثمان الشهيدين بعد ظهر اليوم من المسجد القديم في بلدتهما إلى مثواهما الأخير، تزامناً مع تشييع جسد الشهيد الأسير "ميسرة أبو حمدية" في الخليل، الذي قضى متأثراً بالإهمال الطبي الذي تمارسه سلطات الاحتلال في السجون، وهو ما أشعل مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في مناطق مختلفة من الضفة الغربية تنديداً بجريمة قتل الأسير أبو حمدية، وشهدت مدينة الخليل أعنف المواجهات التي أستمرت حتى ساعات الفجر الأولى، وأسفرت عن إصابة عشرات الفلسطينيين.
وكان جنود الاحتلال قد أطلقوا مساء الأربعاء الرصاص الحي، والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب متظاهرين فلسطينيين في أماكن متفرقة في الخليل، أبرزها منطقتي باب الزاوية وبئر المحجر، ما تسبب بإصابات بالغة في صفوف الشبان المحتجين، وسجلت حالات اختناق عولج بعضها ميدانياً، ونقل الآخر إلى مستشفيات الخليل، وتسببت بعض عبوات القنابل الدخانية والصوتية باحتراق مركبات للمواطنين الفلسطينيين لا سيما في منطقة بئر المحجر.