خطة للجيش العربي السوري للوصول الى نصف حلب مع ضرب مقرات قيادة واتصالات المسلّحين
حسين مرتضى
حسم الجيش العربي السوري أمره، بعد انتهاء المرحلة الأولى من تطهير الريف الجنوبي والشرقي لمدينة حلب، وبدأ بالتقدم نحو الأحياء الشرقية من مدينة حلب، معقل المسلحين ومركز ثقلهم.
وضع الجيش السوري خطة الانقضاض على أحياء حلب الشرقية بإحكام، وقدرت قيادة العمليات حتمية النجاح الذي يحقق الوصول الى نصف مدينة حلب على الأقل من القفزة الاولى، ثم الانتشار الأفقي في معظم احياء المدينة، وضرب طرق الامداد ومقرات القيادة والاتصالات للمسلحين.
هذه العملية العسكرية بدأت بتأمين محيط المطار وطريقه، من جسر عسان، إلى قرية العزيزة، المطلة على استراد مطار حلب الدولي، موقع البلدة الاستراتيجي، الذي يشرف على المثلث الاستراتيجي " طريق المطار – حي المرجة- الأحياء الشرقية لمدينة حلب"، ساعد الجيش في شل حركة المسلحين باتجاه المطار، كون من يريد الوصول لمطار حلب يجب المرور بالعزيزة، وهي مقدمة للدخول حي المرجة الذي يعتبر من اهم معاقل المسلحين في الأحياء الشرقية من حلب، الذي تبعد عنه بلدة العزيزة بحدود خمسة كيلو متر.
بعد انتشار الجيش السوري في بلدة العزيزة، بدأ باستهداف المسلحين المتمركزين في حي المرجة، وتحديداً على دوار المرجة، ليشكل الجيش السوري حول المحيط الشرقي لمدينة حلب طوقاً أمنياً، يتیح إطباق فكی كماشة على المسلحين، بعد أن أوقف تقدم المسلحين من الجهة الغربية للمدينة بالقرب من السجن المركزي، وعزل المسلحين من منطقة عسان والعامرية والسكري.
التكتيك العسكري الذي ينتهجه الجيش السوري قام بمباغتة المسلحين، في محيط حلب الشرقي، بالذات بعد أن بدأ الجيش باستهداف المسلحين في دوار حي المرجة من قرية عزيزة، وتوجيه ضربة قوية لهم، وتحديداً على دوار حي مرجة، بعد أن استطاع اعتقال سبعة من قيادي جبهة النصرة بعملية عسكرية في ذلك الحي، وفي نفس الوقت قام بمهاجمة المسلحين بشكل مفاجئ في منطقة الصاخور من محور العرقوب، ومهاجمة منطقة جسر الحاج ومن منطقة العامرية، وقام بالضغط من منطقة الميدان وبستان الباشا، ما سيؤدي إلى شل حركة المسلحين في محور الأحياء الشرقية لمدينة حلب كاملاً، ويفصل الصاخور والشعار وقاضي عسكر عن الصالحين والفردوس وسيف الدولة والشيخ سعيد، و يفصل المدينة القديمة عن المحور الشرقي لأحياء مدينة حلب.
وما تزال رحى الاشتباكات تدور في منطقة الشيخ مقصود، بعد أن وصلت سيطر الجيش السوري، إلى الشارع الثالث بعد جامع الحسن، بالجهة الشمالية من منطقة شيخ مقصود، ويتم التعامل مع جميع حالات القنص هناك بالإضافة إلى اشتباكات في مشفى الحميات ببستان الباشا.
وتستمر العمليات العسكرية في مناطق سيف الدولة والأنصاري وصلاح الدين، والسكري وحي الزرازير، أما في محيط حي الزهراء تتواص المعارك، بعد محاولة المسلحين التقدم باتجاه محيط الحي من منطقة بني زيد، فيما تستمر الاشتباكات في محاور الليرمون منطقة المعامل والكاستيلو- مشفى الكندي- دوار الجندول- بستان الباشا- الشيخ مقصود بحلب.
هذه المحاور تعد طرق امداد رئيسي للمسلحين بين الريف الشمالي والمدينة في حلب، قام الجيش السوري بالسيطرة عليها وهي دوار الجندول ومشفى الكنيدي دوار الليرمون وطريق كاستيلو، حيث قام الجيش السوري بعملية التفاف مفاجىء على محور الكاستيلوا والليرمون وحاصرهم في المنطقة الواقعة بين الكاستيلو ودوار الجندول ومشفى الكندي وداور الليرمون ودوار شيحان اضافة الى جبهة الاشرفية والشيخ مقصود،بهذه الطريقة أحكم الجيش السوري الخناق على المسلحين.
إن الواقع الجغرافي للأحياء الشرقية من مدينة حلب، والتي تم الدخول إليها من قبل المسلحين، مكّن الجيش من استعمال قدراته العسكرية دون خطر او حذر شديد من إلحاق الأذى بالمدنيين الابرياء، لذلك اتجهت المجموعات المسلحة المختلفة في مدينة حلب الى التمركز في الاحياء القديمة والتاريخية، بعد أن اتخذت المواطنيين دروعا بشرية لعرقلة عمل الجيش السوري. لتعمم هذه الحقائق بعد نجاح معركة الفصل في ريف حلب الشرقي والجنوبي، واستمرار نتائجها في مراحلها المتلاحقة، وأصبحت قناعة المسلحون تنصب في عجزهم عن اسثمار وجودهم في حلب لتحويله الى سيطرة على كافة احياء المدينة وريفها.