ككل عام، يحظى يوم الأسير الفلسطيني بخصوصية أكبر في ظل توالي المستجدات على صعيد أوضاع المعتقلين في سجون العدو "الإسرائيلي"؛ إن كان لجهة مضاعفة التنكيل بهم، أو حتى لجهة تطوير أشكال المواجهة مع ما تسمى بإدارة مصلحة السجون؛ بحسب ما يشير المدير الإعلامي لمركز "أسرى فلسطين للدراسات" رياض الأشقر الذي أكد في حديثه لـ "العهد" أهمية هذه المناسبة وأهمية استغلالها بصورة مثلى من أجل حشد أكبر قدر ممكن من التأييد لمصلحتها.
وأشاد "الأشقر" بقرار رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة إسماعيل هنية إقامة متحف وطني على أرض " السرايا"ـ مجمع الأجهزة الأمنية سابقا ـ لتجسيد نضالات ومعاناة الحركة الأسيرة، معتبراً أن من شأنه المساهمة الفاعلة والجادة في تعزيز ثقافة الصمود الذي تتجلى ملامحه في المعارك المستمرة التي يخوضها المعتقلون بأجسادهم؛ دفاعاً عن الكرامة الإنسانية جمعاء.
جانب من رسائل الفلسطينيين في يوم الأسير
وأوضح الناشط في قضايا الأسرى؛ أن المتحف المزمع تشييده سيساهم كذلك في زيادة حجم التضامن مع أولئك الأبطال في سجون الاحتلال، حيث سيكون بمثابة مصدر حي ومتجدد للمعلومات لوسائل الإعلام المختلفة؛ الأمر الذي سيضمن إيصال الرسالة إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص حول العالم.
ولفت المدير الإعلامي لمركز "أسرى فلسطين" إلى وجود حاجة ماسة لمثل هذه الأماكن منذ سنوات طويلة؛ قائلاً: "إن فكرة المتحف حازت قراراتٍ كثيرةً في السابق لتجسيدها لكنها لم تترجم عملياً؛ لذلك نأمل أن يتم فعلاً تطبيقها في أقرب وقت".
من ناحيتها، اعتبرت جمعية "واعد" للأسرى والمحررين ـ التي يقف رئيسها توفيق أبو نعيم خلف مقترح إقامة المتحف ـ قبول الفكرة نجاحاً وحدثاً مهماً له دلالاته؛ ولا سيما أنه يأتي عشية السابع عشر من نيسان/أبريل.
وأمضى "أبو نعيم" سبعة عشر عاماً في الأسر؛ علماً بأنه كان محكوماً بالسجن المؤبد مدى الحياة. ورأت "واعد" أن القرار الحكومي سيكون له أثره على الحركة الأسيرة وتاريخها من ناحية، وعلى الأجيال الفلسطينية المتلاحقة وتعاقبها من ناحية أخرى.
هنية في افتتاح معرض تكريمي للأسرى
ويحمل "يوم الأسير" المزيد من علامات الاستفهام بشأن جدوى التحركات التي تبذل فلسطينياً وعربياً من أجل إثارة هذه القضية العادلة والإنسانية دولياً. ويؤكد المسؤول التنفيذي لـ"الشبكة الأوروبية للدفاع عن الأسرى" خالد وليد أن هناك تقصيراً وضعفاً في إيصال قضية الأسرى ومعاناتهم إلى الساحة الأوروبية؛ رغم أهميتها وثقلها السياسي.
ودعا "وليد" إلى ضرورة توحيد الجهود وتضافرها؛ والعمل على توثيق وفضح جرائم الاحتلال التي تُرتكب بحق المعتقلين البواسل، والتي كان آخرها: تصفية الأسيرين ميسرة أبو حمدية نتيجة الإهمال الطبي، وعرفات جرادات إثر التعذيب والتحقيق القاسي المنافي لكل المواثيق والأعراف.
وبينما دعا وزير الأسرى في غزة عطا الله أبو السبح الجانب المصري للضغط على الكيان؛ وإلزامه ببنود صفقة التبادل التي رعتها القاهرة؛ طالب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل فصائل المقاومة بضرورة تفعيل كل أدواتها؛ وتوحيد صفوفها لوضع حد للعنجهية الصهيونية بحق الأسرى.
ويُعوّل الشارع الفلسطيني على أسر جنود "إسرائيليين" لإجبار العدو على مبادلتهم بالمعتقلين من أصحاب المحكوميات العالية والمرضى والأطفال ـ وهم بالمئات ـ كما إنه لا يلقي بالاً للتصريحات التي تصدر من هنا وهناك، وتكتفي بمجرد الحديث عن ضرورة التخفيف من معاناة هذه الشريحة المناضلة.