الامام السيد علي الخامنئي استقبل الالاف من المعلمين
اكد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي ان "سرعة التقدم العلمي في ايران كانت بحيث لم يبق امام المحافل العالمية سوى الاعتراف بها". وخلال استقباله اليوم الاربعاء الالاف من المعلمين من مختلف انحاء البلاد، اعتبر سماحته أن "التربية والتعليم جهازا مهما جدا واساسيا وبنية تحتية لبلورة مجتمع متطور وصاحب خصال انسانية عالية وانموذج الحياة الاسلامية".
وقال سماحته ان "مواصلة مسيرة التقدم المتسارعة للبلاد في مختلف الاصعدة بحاجة الى قفزة وخلق ملحمة سياسية وملحمة اقتصادية ومن المؤكد ان لقطاع التربية والتعليم الدور المؤثر فيها". وحيّا الإمام الخامنئي خلال اللقاء ذكرى الشهيد آية الله مرتضى مطهري وكذلك المعلمين والطلبة الشهداء، واعتبر مكانة ومنزلة التعليم في المجتمع الاسلامي اكثر تميزا واسمى بكثير من سائر الاعمال"، مضيفاً ان "المعلم يتولى في الواقع عملية البلورة والصقل لجواهر قيمة متمثلة بالاطفال والناشئة في البلاد وعلى هذا الاساس لا يمكن مقارنة عمل التعليم بسائر الاعمال".
واوضح سماحته أن "وصول المجتمع الى الشموخ والرخاء والثراء والتقدم العلمي والشجاعة والعلم والحرية والعقلانية رهن بالتربية والتعليم الصحيح للاطفال والناشئة وان القسم الاكبر من هذه المسؤولية المهمة جدا ملقى على عاتق المعلمين". ولفت الى ان "التاكيد المكرر على ضرورة تحقيق تحول اساسي في مجال التربية والتعليم يعود الى ان ايجاد اي تحول في المجتمع مبني على وجود البنى الاساسية اي التربية والتعليم المؤطر بالتوجه الاسلامي".
واشار الإمام الخامنئي الى تصديق وابلاغ وثيقة التحول في قطاع التربية والتعليم، واكد ضرورة تنفيذها، واضاف انه "وفي مسار تنفيذ وثيقة التحول في قطاع التربية والتعليم ينبغي تجنب اي نوع من التسرع، والتقدم الى الامام اخذا بالاعتبار جميع النواحي مع الحكمة والتأني". ووصف سماحته التحول في قطاع التربية والتعليم عملا يتسم بالعمق، واشار الى ان "الاعمال الاساسية ذات العمق ليست قصيرة الامد او ذات مردود سريع، لذا فان تنفيذ وثيقة التحول في قطاع التربية والتعليم بحاجة الى العديد من الاعمال البحثية في مختلف اقسامه لوضع السكة بصورة صحيحة".
ولفت سماحته الى أن "الكتب المدرسية احد الجوانب المهمة في مجال التربية والتعليم"، وقال انه "ينبغي الاشراف بعين ثاقبة على مضامين الكتب الدراسية للعمل بما يتناسب مع الحاجات والتطورات لادراج المعارف الالهية والاسلامية والمدنية والصانعة للحضارة والانسان وتصحيح بعض الحالات غير المناسبة".
واشاد سماحته بجهود المعلمين في تنشئة وتعليم الطلبة، ولفت الى صمود المعلمين في الدفاع عن مصالح الثورة الاسلامية ويقظتهم على مدى الاعوام الـ 34 الماضية. واضاف ان "هذا العام سمي بعام الملحمة السياسية والملحمة الاقتصادية، ومن المؤكد ان قطاع التربية والتعليم بامكانه ان يلعب دورا مؤثرا في تحقيق هذه الملحمة".
تحقيق الملحمة بحاجة الى الحماس والنشاط والدور
واعتبر سماحته ان "تحقيق الملحمة بحاجة الى الحماس والنشاط والدور الذي يلعبه كل ابناء الشعب ومن ضمنهم المعلمين والطلبة"، واضاف "رغم ان الطلبة ليسوا في سن قانونية تسمح لهم بالتصويت الا انهم بامكانهم ان يكونوا مؤثرين في عوائلهم وبامكان المعلمين ايضا اداء دور مؤثر في قضية الانتخابات كنقطة بارزة للملحمة السياسية وكذلك في الملحمة الاقتصادية بعيدة الامد".
واضاف السيد علي الخامنئي، ان "ايران دولة وشعبا وفي ضوء الاهداف والامال بحاجة الى خلق ملحمة وقفزة في مختلف الاصعدة".
واشار الى التقدم المذهل للشعب الايراني خلال العقود الثلاثة الاخيرة خاصة التقدم العلمي، مؤكداً ان "سرعة تقدم الشعب الايراني عالية في المجالات السياسية والاجتماعية وعملية البناء وامتلاك الوعي والبصيرة العامة والاقتدار الوطني والسمعة الدولية الا ان الضامرين السوء للشعب الايراني لا يشيرون في اعلامهم الى هذه القضايا".
واضاف سماحة الامام الخامنئي انه "رغم جميع هذا التقدم فان الشعب الايراني وبغية الوصول الى اهدافه وآماله ومكانته اللائقة به، بحاجة الى تحقيق المزيد من التقدم المذهل وان الضرورة لمثل هذا التقدم والقفزات هي خلق الملحمة".
واشار سماحته الى التجربة الناجحة لخلق الملاحم في مرحلة الدفاع المقدس (1980-1988) واكد انه "وبفضل الله تعالى سيحقق الشعب الايراني النجاح في خلق الملحمة السياسية والملحة الاقتصادية".