المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

حلب ومعركة الفصل الثانية


حسين مرتضى

بعد الانجازات والتطورات الميدانية في العديد من المناطق، وبعد أن نظف الجيش السوري جزءاً كبيراً من الريف الجنوبي لحلب في المعركة الأولى والتي عرفت بمعركة الفصل والتي انطلقت من اثريا بالقرب من حماة نحو بلدة السفيرة مروراً بعدة قرى حتى السفيرة ومنها استطاع فك الحصار عن معامل الدفاع والبحوث العلمية ليصل إلى مطار حلب الدولي، فإن الاستعدادات العسكرية في اقصى مراحلها .. القوات بدأت بالتجمع .. غرفة العمليات جاهزة.. فرق الرصد التي ارسلت خلال هذه الفترة جمعت المعلومات بالتعاون مع الأهالي الذين لم يبخلوا بأي معلومة عنها.

بدأ قادة العملية بدراسة هذه المعلومات، وتبين ان النجاح الأبرز والأهم السيطرة على التلال الاستراتيجية والمطلة على البلدات، كما حصل عندما تمت السيطرة على تل النبي ادريس والهدف من ذلك تجنب الدخول المباشر الى القرى والبلدات وإسقاطها عسكريا، بعد قطع طرق الامداد عن المسلحين، وقدرتهم على التواصل مع المحيط الجغرافي لهم.



القرار اتخذ .. تأمين المسافة التي تفصل الشيخ سعيد عن مطار حلب الدولي، وقطع طرق الامداد على المسلحين في جنوب المدينة، بالذات طريق الاوستراد الدولي، وفصل المناطق التي يسيطر عليها المسلحون عن بعضها بعضاً، من خلال السيطرة على عدة تلال استراتيجية.

اولى العمليات كانت في بلدة عزيزة والتي كانت تتحصن فيها المجموعات المسلحة بعد أن طردت الاهالي، حيث كانت عملية التفاف والدخول من عدة محاور. نظف الجيش السوري البلدة وتقدمت القوات باتجاه جسر عسان، والذي حاولت المجموعات المسلحة تفجيره أكثر من مرة، كونه شريانا حيويا يربط الاوتوستراد الدولي لطريق المطار، بالعديد من البلدات ومنها الذهبية وصولا الى حريبل وصقلاية، التي تعتبر خط الامداد للمسلحين.

بالمقابل كانت مجموعات أخرى من القوات الخاصة التابعة للجيش السوري والدفاع الوطني، تقوم بعملية التفاف من خارج مدينة حلب، حيث انطلقت من بلدة تل شغيب وتركان باتجاه التلة الاستراتجية، التي تعتبر بأهمية تل النبي ادريس.

تقدم الجيش السوري في المنطقة الجبلية ليصل الى تل عسان، المطل على العديد من البلدات، ودارت اشتباكات عنيفة، استمرت لعدة ساعات، خصوصا أن "جبهة النصرة" كانت تعتبر ان سقوط هذه التلة يعني بالعلم العسكري السيطرة على كل البلدات التي تشرف عليها هذه التلة، ومنها خانات عسان الذهبية وصقلاية وحدادين وغيرها.


قتلى المسلحين بالعشرات وعمليات الفرار هي السمة الابرز في العملية. مباشرة بدأت فرق الهندسة بتفكيك العبوات، وفرق اخرى قامت بإعداد السواتر الترابية على التلة، ونصب المدافع ونشر العناصر، ليستمر التقدم باتجاه تلة عزان، والتي تعتبر كذلك منطقة استراتيجية. ثم انقسمت القوات لعدة مجموعات بعد ان تم تثبيت عدة مجموعات في تل عسان.

بدأ الهجوم الاول بعد ان تقدمت احدى المجموعات باتجاه بلدة عسان.، اعتبر المسلحون ان الجيش سوف يتقدم باتجاه البلدة، فركز المسلحون اهتمامهم نحوها، بينما كان الهجوم الحقيقي من محورين باتجاه تل عزان. تقدم الجيش السوري وبعملية خاطفة وصل الى تل عزان، وسيطر على التل الاستراتيجي. كانت ساعات النهار قد انتهت وبدأ الغروب، وعندها بدأت مواجهات عنيفة في محاولة للمجموعات المسلحة استرداد هذا التل.

المعركة تدور رحاها.. والفاصل أمتار .. أصوات المسلحين نسمعها ..استمرت الاشتباكات لعدة ساعات وقتل عدد كبير منهم، بعد ان فر العدد الآخر لتدخل احدى المجموعات الى بلدة عسان، والتي اصبحت بالكامل تحت سيطرة الجيش السوري. ثم بدأت عملية الانتشار وتثبيت المواقع، لتسقط كذلك بلدة حدادين ويبدأ الاستعداد لاستكمال التقدم باتجاه تل حريبل وبلدة حريبل، من اجل قطع كل طرق الامداد عن المسلحين الذين يستخدمون هذه البلدات لنقل العناصر والسلاح الى الاحياء التي يوجدون فيها على اطراف مدينة حلب والأهم من كل ذلك هو فتح الطريق الرابط بين طريق المطار وداخل المدينة وسهولة حركة نقل العتيد والعديد للجيش السوري خصوصا بعض المعسكرات والثكنات التي توجد في هذه المنطقة.
10-أيار-2013
استبيان