فضل الله: أي اتجاه نحو حكومة أمر واقع هو مغامرة غير محسوبة
رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن "التمثيل في الحكومة يجب أن يكون تمثيلاً صحيحاً وهذا في صلب الدستور والميثاق الوطني وأي محاولة للمس بهذا التمثيل تعني تهديداً لصيغة لبنان ما بعد الطائف وتحدث إخلالاً خطيراً بتركيبة البلد، إذ لا يمكن لشخص أو لشخصين أن يختصرا البلد ويعيّنا حكومة تمثل كل اللبنانيين، فبعد الطائف السلطة الفعلية بيد الحكومة ولم يعد الوزراء موظفين عند رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة يعيّنون كيفما كان، لأن الحكومات هي التي تدير البلد وتشّكل على قاعدة ميثاقية بتمثيل صحيح وعادل لمكونات الشعب اللبناني".
وأضاف خلال إزاحة الستاره عن نصب شهداء مدرسة بنت جبيل الفنية الذين قضوا في حرب تموز، إن "ما يحكى عن حكومة أمر واقع يأخذ البلد إلى مشكلة كبيرة، لأنه في لبنان لا مكان لشيء اسمه حكومة أمر واقع، ولا يمكن لها أن تمارس السلطة"، محذراً من أن "أي اتجاه نحو مثل هكذا حكومة هو مغامرة غير محسوبة تجر نتائج وخيمة على لبنان الذي هو بغنى عنها، وعلى الذين يراهنون على إمكانية تمريرها مراجعة حساباتهم جيداً وعدم القراءة الخاطئة والتنبه الشديد إلى المخاطر التي يجرون لبنان إليها جراء هذا السلوك، فهم جرّبوا سابقاً الحكومة الأحادية غير الميثاقية ولم يستطيعوا أن يحكموا لبنان".
وأشار فضل الله الى أنه "لا يمكن لأحد أن يصادر التمثيل والقرار والسلطة وأن يعيّن وزراء، لأن الموضوع لا يتعلق فقط بمرسوم، فالجوهر هو الشراكة الفعلية، ولا يجربنّ أحد التعاطي معنا كأعداد أو أرقام في لبنان بل شركاء فعليين، ولا يمكن لأي حكومة أن تبصر النور بمعزل عن التمثيل الصحيح الذي نصّ عليه الدستور، لذلك نقول لهم إلعبوا غير هذه اللعبة لأنها لعبة خطرة ستكون أكبر من قدرتهم على تحمل نتائجها السياسية والقانونية والدستورية والشعبية، فأي مغامرة بهذا الإتجاه تعني إدخال البلد في مأزق كبير في ظل اضطراب إقليمي كبير".
ولفت الى وجود مناخ سياسي متوتر في لبنان يكاد يبدد كل الايجابيات التي تحققت بفعل شبه الإجماع على تسمية الرئيس المكلف، وقال "كان هناك فرصة جدّية أعطيناها لكن هناك من يصر على تضييع هذه الفرصة وتبديد المناخ الإيجابي، والمغامرة بالبلد الأمر الذي يهدد صيغته الحالية".
وسأل فضل الله "هناك من يطرح مفهوم الحياد، لكن الحياد في أي إتجاه، هل يمكن للبنان أن يكون حيادياً في مواجهة إسرائيل أو أي عدوان إسرائيلي على أي بلد عربي؟ وبالتالي فإن موقفنا واضح وهو أن لا حياد في المعركة مع إسرائيل"، وأضاف "فيما يتعلق بسوريا هل الذين مارسوا التحريض والتجييش السياسي والإعلامي ضد الدولة السورية كانوا على حياد ويطبقون سياسة النأي بالنفس؟ والذين هرّبوا السلاح وشاركوا في الدم السوري كانوا يطبقون هذه السياسة وأين كان المطلب الحيادي؟".
وأكد فضل الله أن "الذين يتحملون المسؤولية هم الذين عطلوا الحوار ورفضوا الاستجابة للدعوة إليه في المرات السابقة، لأن الحوار عملية مستمرة ويحتاج إلى آليات لتطبيق بنوده".