المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الفلسطينيون يحيون الذكرى الـ65 للنكبة


فلسطين المحتلة ـ العهد

"الحق عصيٌّ على الضياع رغم مرور الزمن، وقساوة الوجع لن تهزم الأمل بالعودة. هذا هو لسان حال ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين باتوا أكثر إصراراً على مواصلة طريق التحرير؛ رغم توالي فصول الخذلان الرسمي العربي لهم، والتواطؤ من جانب ما يسمى بالمجتمع الدولي المشغول دوماً في تعزيز أمن الكيان الغاصب.

الحاجة السبعينية "أم أكرم"؛ تحلم كغيرها من الذين هُجّروا إبان نكبة العام ثمانية وأربعين بلحظة الرجوع إلى مسقط رأسها في قرية بيت داراس التي أُجبرت على الخروج منها تحت وطأة إرهاب العصابات الصهيونية. وتقع " بيت داراس" شمال شرق مدينة غزة، وتبعد عنها 32 كم، وأقيمت على أراضيها مستعمرات: "جفعاتي"، و"أمونيم"، و"إزريقام" وذلك بعد عامين من طرد أهلها، وفيما بعد أقام المحتل مزرعة باسم "زموروت".


تقول "أم أكرم" ـ وقد حطت رحالها في مدينة خانيونس جنوبي القطاع ـ "إنها أجمل لحظات عمرها كانت في القرية السليبة؛ وإنها تستذكرها بأدق تفاصيلها". وتعيش الفلسطينية السبعينية برفقة أولادها الستة؛ بعدما توفي زوجها قبل أربع سنوات؛ وهي تحرص باستمرار على الحديث عن بيت داراس لأحفادها البالغ عددهم (21)؛ بعضهم أنهى دراسته الجامعية.

ولم تتخلَّ "أم أكرم" طوال العقود الماضية عن عادات القرية؛ لا سيما ارتداء الثوب الخاص بـ"البدارسة" ـ كما يعرفون بين أوساط الغزيين ـ ؛ وتحرص أيضاً بحسب ما تقول ـ على إعداد الأكلة الأشهر للقرية وهي "المفتول" في كل المناسبات العائلية والسعيدة.

ولا يختلف حال الحاج "أبو جميل" ـ من مُهجري قرية "كوكبا" ـ عن سابقته؛ فهو يتوق لزيارة أرض الآباء والأجداد؛ وخاصة أن والديه قد فارقا الحياة وهما يحلمان بذلك. ورغم قصر المسافة الفاصلة بين أبو جميل ومسقط رأسه؛ يعجز عن بلوغها بفعل الجدران والحواجز "الإسرائيلية".

ويقول الرجل السبعيني: "إن المرة الوحيدة التي نجح في الوصول إلى كوكبا كانت قبل نحو 23 سنة؛ وقد وجدها مختلفة بصورة كلية عما كانت عليه الحال قبل النكبة؛ بفعل سياسة طمس المعالم وتزوير الوقائع التي تتبعها حكومات العدو المتعاقبة". ويؤمن "أبو جميل" بأن العودة إلى الديار المسلوبة ما هي إلا مسألة وقت؛ مؤكداً في الوقت عينه رفضه لأية مقترحات لا تضمن عودة الحق لأصحابه؛ بما في ذلك الحديث عن تعويضات.


ولم يوقف دوران عجلة الزمن عربدة الكيان؛ بحسب ما يؤكد عضو لجنة الدفاع عن الحريات في الداخل الفلسطيني المحتل عام ثمانية وأربعين قدري أبو واصل؛ الذي نبه في حديث لـموقع "العهد" الإخباري إلى أن الهجمة " الإسرائيلية" باتت الآن تستهدف حسم منطقة النقب بشكل كامل؛ عبر مخطط تهويدي يرمي إلى تدمير 40 قرية.

وانتقد "أبو واصل" بشدة مواقف الجامعة العربية وأنظمتها إزاء ما يجري في فلسطين المحتلة؛ متهماً إياها بالدوران في الفلك الصهيو ـ أمريكي. وطالب القيادي في الداخل المحتل صناع القرار في شطري الوطن المسلوب بالعمل الجاد على استعادة الوحدة؛ بعيداً عن أية مصالح فئوية وحزبية، إذا ما كانوا يرغبون حقاً في إنجاز التحرير والعودة.
14-أيار-2013
استبيان