تخوّف أميركي اسرائيلي من تزويد روسيا لسوريا بـ اس 300
أكدت روسيا، التزامها بتزويد سوريا منظومات صاروخية من نوع "ياخونت" وفقا لصفقة اتفق عليها مسبقا، ونقلت وكالة "انترفاكس" للأنباء الروسية، عن رئيس إدارة التعاون العسكري والفني الروسية مع الدول الأجنبية ميخائيل دميتريف، قوله إن "الصفقة الخاصة بتزويد سوريا بهذه الصواريخ قيد التنفيذ"، مؤكدا أن "التعاون بين بلاده وسوريا في المجالات العسكرية مستمر وهو يجري على قدم وساق".
وتتميز المنظومات الصاروخية الروسية من نوع "ياخونت" بفعالية كبيرة في حماية المناطق الساحلية والمراكز الإستراتيجية. وكانت سورية تعاقدت على شراء صواريخ "ياخونت" في عام 2007، القادرة على حمل كمية من المتفجرات يزيد وزنها عن 200 كيلوغرام إلى هدف يبعد 300 كيلومتر ويتمتع صاروخ (ياخونت) بقدرته على التحليق على ارتفاع خمسة أمتار فقط، وهو ما يجعل من المتعذر على الرادار اكتشافه. وتتسلح بهذه الصواريخ منظومة "باستيون" التي صممت لحماية السواحل وتدمير السفن الحربية. وتسلمت سورية أول بطارية منها في العام 2010. وسبق أن اشترت 72 صاروخاً و36 منصة إطلاق مع معداتها. وتحوي كل بطارية «ياخونت» صواريخ وراجمة لثلاثة صواريخ وسيارة سيطرة وقيادة. ويبلغ طول الصاروخ 6,7 أمتار، ولديه رادار عام يوجه الصاروخ، فيما لكل صاروخ رادار خاص به للتملص من منظومات الدفاع في السفن.
شرح لمنظومة اس 300
وقد اشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن "روسيا أرسلت إلى سوريا نسخة مطورة من صواريخ أرض بحر متطورة". ونقلت الصحيفة عن مصادر أميركية قولها إن "إرسال هذه الصواريخ يشهد على عمق الدعم الروسي للرئيس السوري بشار الأسد". ولفتت الصحيفة الى أن "روسيا سلّمت سوريا صواريخ ياخونت أكثر تطوراً من تلك التي زودتها بها في الماضي". وقالت إن "هذه المنظومة تملك راداراً جديداً يجعل منها أشد نجاعة".
وتوفر صواريخ "ياخونت" توفر للجيش السوري قوة ردعية كبيرة في وجه العدو الصهيوني، واعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي أن "شحنة صواريخ روسية مضادة للسفن إلى دمشق يمكن أن تزيد القوات السورية جرأة وتطيل أمد الصراع".
وقال إنه "على أقل تقدير قرار يدعو للأسف سيزيد النظام جرأة ويطيل المعاناة، ولذا فهو في وقت غير مناسب ويدعو للأسف الشديد".
وحذر وزير الحرب الأميركي تشاك هيغل من أن تصعيد الحرب السورية يشكل مخاطر كذلك للمصالح الروسية. وقال هيغل في المؤتمر الصحفي مع ديمبسي "ما لا نريد رؤية حدوثه وما لا يرغب الروس في رؤية حدوثه هو انفجار الوضع في سوريا إلى الحد الذي قد نجد أنفسنا فيه في حرب إقليمية في الشرق الأوسط".
كذلك أدانت وزيرة العدل الصهيونية تسيبي ليفني تزويد روسيا صواريخ (اي-300) لسورية، ورأت في تصريح نقلته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن "هذا الدعم الروسي لنظام الأسد غير إيجابي ولا يساهم في دعم استقرار المنطقة".
وكانت روسيا أعلنت، عام 2005، عن عزمها بيع أسلحة إلى سوريا من بينها عدد غير محدد من الصواريخ (اس ايه- 18) والتي اعتبرتها إسرائيل مصدرا لتهديد طائراتها فوق سوريا وجنوب لبنان، كما أشارت صحف روسية إلى أن الصفقة تتضمن صواريخ أرض أرض من طراز (اسكندر اي.) يمكن أن تجعل "إسرائيل" بأكملها في مدى النيران السورية. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد كرر في الأيام الأخيرة التزام بلاده بتنفيذ الصفقات الموقعة مع سوريا وتأكيده أنها دفاعية.