القاهرة ـ حسن القباني
اتهم سياسيون مصريون الكيان الصهيوني بالوقوف خلف بناء سد النهضة الأثيوبي لتهديد الأمن المائي المصري، وكشف مرشح رئاسي سابق كان على علاقة مباشرة برئيس جهاز الاستخبارات المصرية السابق عمر سليمان، عن تورط الموساد الاسرائيلي في قرار البدء في انشاء السد بعد زيارة الرئيس المصري إلى اثيوبيا مباشرة.
وكشف المرشح السابق لرئاسة الجمهورية ورئيس حزب الاستقامة المهندس عادل فخرى دانيال في بيان صحافي عن اجتماع ضم أعضاءً من الموساد الإسرائيلى مع رئيس الحكومة الأثيوبية حيلى مريام ديسالين خلال الأيام القليلة الماضية على الأراضى الأثيوبية تم بعده الإعلان عن بداية تحويل مجرى نهر النيل فور عودة الرئيس إلى الأراضى المصرية، مشددا على أن "إسرائيل" هي التي تشرف وتخطط وتدير عملية إنشاء سد النهضة منذ سنوات وأنها استغلت فرصة تخاذل القيادة السياسية الحالية لبدء التنفيذ.
ورأى دانيال أن الخطوة الاثيوبية تهدف الى إظهار العجز الشديد في إمكانية القيادة الإخوانية في احتواء الأزمات الناتجة عن فقدان 30 %من الكهرباء وعن قلة وصول الحصة المخصصة لمصر من مياه النيل حتى تتفجر الساحة السياسية وتضر ضررا مباشرا بالأمن القومي المصري بحسب ما قال.
وطالب بضرورة طرد السفيرين الإسرائيلي والاثيوبي من مصر اعتراضا على ما وصفه بـ"العمل العدائي المباشر" الذي تقوده "إسرائيل" والحكومة الأثيوبية ضد الشعب المصري لمنع وصول مياه النيل إلى الأراضي المصرية.
وربط التحرك الشعبي بين بناء سد النهضة و"اسرائيل"، حيث وجه شريف جاد الله المحامي ومنسق حركة المحامين الثوريين إنذارا قضائيا إلى سفراء أثيوبيا و"إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية حمل رقم 6847 لسنة 2013 احتجاجا على ما حدث، مؤكدا أن ما قامت به أثيوبيا يشكل خرقا لقواعد القانون الدولي واعتداءً مباشرا على مصر يبيح لمصر اتخاذ كافة السبل.
وقد شهدت مصر قرارا اثيوبيا مماثلا في كانون الأول/ ديسمبر 2010، عندما خرج رئيس الوزراء الأثيوبي الراحل ميليس زيناوي في تصريحات مفاجئة تحدث فيها عن حرب تستعد مصر لشنها ضد أثيوبيا بسبب النزاع حول مياه النيل، وأن مصر لن تكسب مثل هذه الحرب، كما اتهم مصر بأنها تدعم جماعات متمردة لزعزعة الوضع في أثيوبيا، واعتبرها مراقبون في حينه بأنها (تصريحات زيناوي) تحريض من "اسرائيل".
وقال الخبير الاستراتيجي اللواء حسام سويلم في مقالة نشرتها وقتها جريدة الأهرام : "في ضوء العداء الإسرائيلي المعروف لمصر، وأطماعها القديمة والحديثة في مياه النيل، فليس من المستبعد أن يكون لإسرائيل ومعها الولايات المتحدة المتعاطفة معها أيضاً دور في تحريض أديس أبابا على مصر ودورها في المنطقة، في شقيه العربي والإفريقي".
من جهته أكد الخبير الاستراتيجي ومدير مركز الدراسات المستقبلية اللواء عادل سليمان في تصريح لموقع "العهد" الاخباري أن أزمة السد الاثيوبي، قديمة، بدأت بمجهودات كثيرة، في عام 1964، تنطلق من كون اثيوبيا، كدولة منبع، تعاني من كثرة الامطار لا قلتها، وتواجه الفقر والتخلف اللذين يحاصران افريقيا، موضحا أن دول حوض النيل تبلغ 11 دولة، لا تستخدم سوى 5% بينما 95% منها مهدرة.
وقلل اللواء سليمان من قدرة الكيان الصهيوني على احداث اي ضغط او نجاح في هذه الملف، مؤكدا ان علاقات العرب في افريقيا تمتد الى اكثر من الفي سنة، بينما "اسرائيل" علاقاتها لا تتجاوز اكثر من 50 عاما.
وشدد اللواء سليمان على عدم قلقه مما يحدث في اثيوبيا، مؤكدا ان المطالب بالتدخل العسكري، هي مطالبة ساذجة وكانت مقبولة في عصور انتهت، فيما أكد أن مصر تحتاج الى التعاون والتوازن مع اثيوبيا، على قاعدة المصالح وعدم ترك الساحة خالية من دون تعاون حقيقي لدول حوض النيل، خاصة ان مصر تضيع اكثر من 17 مليار متر مياه داخليا من دون استفادة.
إلى ذلك، رأى الأمين العام لحزب مصر الثورة المعارض الدكتور عصام أمين أن حل الأزمة الحالية يجب ان يمر بعدد من المراحل تبدأ بتقديم شكوى دولية للأمم المتحدة لتدويل القضية والعمل الدبلوماسي مع بقية أعضاء حوض النيل ومنظمة الوحدة الافريقية للضغط على اثيوبيا للالتزام بالاتفاقيات الموقعة، وعدم اتخاذ أى خطوات من دون استشارة مصر والسودان ومساعدة حركة حماس لشن حملات على "اسرائيل" التى تساند اثيوبيا فى بناء السد للضغط عليها، والتلويح بافتتاح سفارة كاملة لإيران كرسالة واضحة للولايات المتحدة الامريكية التى تدعم اثيوبيا، على ان تنتهي بالتدخل العسكري اذا لزم الامر لتدمير أي منشآت تؤثر على الامن القومي المائي للشعب المصري.
وطالب امين مؤسسة الرئاسة بتوضيح ملابسات ما حدث خلال زيارة الرئيس محمد مرسى إلى أثيوبيا مؤخراً وإعلان المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع بشكل واضح ومناقشة البدائل والخطط التى سيتم البدء فيها لحل الأزمة مع اثيوبيا، مؤكدا أهمية الاصطفاف بعيدا عن كل الخلافات السياسية لإجهاض محاولات بناء هذا السد بالطريقة التي تهدد الأمن القومي المصري إعلاءً لمصلحة الوطن.