الانتخابات الرئاسية الإيرانية قبل ايام من استحقاقها
طهران ـ حسن حيدر
ضبابية في مشهد الانتخابات الرئاسية الايرانية، انسحابات تكتيكية كان متفقاً عليها لم تتم حتى الآن داخل التيار المحافظ وسط معلومات متضاربة عن نية لدى التيار الاصلاحي وداعميه بتقديم مرشح واحد ليشكل قطباً رئيسياً في المنافسة.
وكان التيار المحافظ قد قدّم أربعة مرشحين شكّل ثلاثة منهم ائتلافاً ثلاثياً على أساس انسحاب اثنين لاحقاً لمصلحة المرشح الثالث، الا أن المؤشرات قبيل أيام من الانتخابات لا تدل على نية لدى المرشحين الثلاثة علي أكبر ولايتي ومحمد باقر قاليباف وغلام علي حداد عادل بالانسحاب، وهذا الأمر في حال عدم حصوله سيؤدي بحسب المراقبين الى تعزيز موقع التيار الاصلاحي والمستقلين على حساب توزع أصوات الناخبين للتيار المحافظ بين المرشحين الثلاثة الذين يضاف اليهم كبير المفاوضيين النوويين سعيد جليلي.
استطلاعات الرأي التابعة لماكينة التيار المحافظ وغير الموثقة رسمياً تشير الى تقدم رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف وأمين المجلس الاعلى للامن القومي سعيد جليلي على زملائهما في نفس التيار من دون إغفال ما يمثله البقية من ثقل سياسي، وخاصة علي أكبر ولايتي ومحسن رضائي المستقل والذي سيحظى بنصيب لا بأس به من نسبة أصوات المحافظين، وبالتالي فإن خطر توزع الأصوات كبير جداً على المرشحين ما يضعهم أمام خيارات صعبة أسهلها انسحاب مرشحين على الأقل من السباق لحفظ التوازن بين كفتي الميزان الذي ترجح التحليلات أن يكون التيار الاصلاحي في إحدى كفتيه.
ومن هنا يدرك المحافظون أهمية تقديم مرشح واحد او اثنين كأبعد تقدير لأن علامات الائتلاف والتوحد ظهرت مؤخراً في الجبهة الأخرى لدى التيار الاصلاحي ومن يدور بفلكه من أحزاب مقربة لهم لأن الاصلاحيين دخلوا الانتخابات بالمرشح محمد رضا عارف الذي يعبر بشكل واضح وصريح عن الرؤية الاصلاحية، فهو ليس محسوباً أو مقرباً منه، كما هي حال الشيخ حسن روحاني الا أن الأخير يحظى بحسب المعلومات الواردة من المعسكر الاصلاحي بدعم الشيخ هاشمي رفسنجاني، فيما عارف يعد من رجال الرئيس السابق السيد محمد خاتمي عندما كانا نائباً له لأربع سنوات على مدى عمر حكومة الاصلاحات.
وبما أن التيارات المحافظة قدمت شخصيات قادرة على جذب أصوات الشارع المحافظ دخل الاصلاحيون في معركة وجودية لهم عبر تحريك أحجار الشطرنج بوجه المحافظين بإعلانهم عن نية للاصطفاف خلف مرشح واحد سيمثل الخط الاصلاحي ما سيشكل منافسة حقيقية للتيار المحافظ وربما يسمح للاصلاحيين بحجز موقع متقدم في التصويت على حساب تشتت أصوات التيار المحافظ بين مرشحيه الأربعة، ما يسمح للاصلاحيين ربما بحجز أحد مقاعد المرحلة الثانية الحاسمة بعد جزم أغلب المراقبين بعدم قدرة أي مرشح وفق التقسيمات الحالية على حسم الانتخابات من الجولة الأولى بحصد أكثر من نصف أصوات المقترعين.