ورشة إعادة إعمار القصير تنفض غبار الإرهاب!
علي العبد الله
تشهد القصير حالياً ورشة عمل كبيرة تتآزر فيها كافة المديريات الخدمية والفنية والإنشائية التابعة لمحافظة حمص من أجل إعادة إعمار ما دمرته المجموعات المسلحة طيلة فترة سيطرتها على المدينة وريفها. في غضون الأيام المقبلة ستنتهي محافظة حمص من إعادة تأهيل البنى التحتية والخدمية للمدينة بعد أن كانت شبكات المياه والكهرباء والهاتف والطرقات خراباً وركاماً.
وجاء الاهتمام بإعادة إعمار مدينة القصير من أعلى المستويات، وقد ترجم بزيارة وفد حكومي رفيع المستوى ضم نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات المهندس عمر غلاونجي، ووزراء الكهرباء والصحة والموارد المائية والأشغال العامة للمدينة من أجل الإطلاع على أعمال التأهيل والترميم الجاريّة في كافة مرافق المدينة، وتبع هذه الجولة توقعات إيجابية أطلقتها محافظة حمص التي ابلغت موقع "العهد" بقرب انتهاء مختلف أعمال الصيانة والتأهيل لمرافق المدينة خلال مدة وجيزة وقياسية جداً.
اعادة تأهيل طرقات القصير وإزالة الركام
وقد أكد محافظ حمص أحمد منير محمد في حديث لـ" العهد" الإخباري أنه "منذ أن أعلن الجيش العربي السوري تطهيره لمدينة القصير عقد اجتماعاً في مبنى المحافظة مع أعضاء المكاتب التنفيذية ومديري المؤسسات والدوائر الخدمية، وذلك لمناقشة الاستعدادات اللازمة لإعادة إعمار كافة البنى التحتية والمباني الحكومية بعد تعرضها للتخريب من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة"، مشيراً إلى أن المحافظة تعمل على تذليل كافة العقبات التي تعتري عملية إعادة التأهيل بما يمكن أن يساهم في إعادة الحياة إلى طبيعتها وضمان عودة تدريجية للأهالي".
من جانبه قال أمين شؤون محافظة حمص محمد عامر خليل لـ" العهد" إن "إعادة تأهيل المرافق الخدمية في المدينة سينجز في غضون أيام قليلة وذلك بعد مباشرة المحافظة بكافة أجهزتها ومديرياتها العمل على إعادة تأهيل البنية التحتية للمدينة من كهرباء ومياه وهاتف وغير ذلك".
ولفت خليل إلى أن "الحكومة السورية حولت 300 مليون ليرة إلى محافظة حمص كرقم أولي قابل للزيادة لتوزيعها كسلف على المواطنين في القصير لمساعدتهم في إجراء أعمال الترميم والصيانة لمنازلهم ومحالهم التجارية التي تضررت جراء إرهاب المجموعات المسلحة"، مؤكداً أن "كل أسرة متضررة ستحصل بشكل فوري على مبلغ يقدر بـ 100 ألف ليرة، هذا فضلا عن وجود لجان لتقدير الأضرار وتعويض الأسر". وبحسب أمين شؤون المحافظة فإن "عودة تدريجية للأهالي تشهدها المدينة حالياً".
تأهيل شبكات الكهرباء والهاتف
وأوضح خليل أن "الأضرار التي لحقت بشبكة الكهرباء تفوق 800 مليون ليرة سورية"، وقال: "قامت وزارة الكهرباء بإعادة التيار الكهربائي بشكل شبه كامل إلى المناطق المحيطة بمدينة القصير في حين أنها ستعود إلى المدينة خلال الأيام المقبلة وذلك بعد تأمين كل ما يلزم لتأمين التيار الكهربائي للمدينة".
إلى ذلك أكد مدير الشؤون الفنية في الأمانة العامة لمحافظة حمص جلال فاخوري لـ"العهد" أن "كافة الورش من كهرباء ومياه وهاتف وشؤون فنية تعمل على قدم وساق حالياً في القصير"، مشيراً إلى أن "إعادة تأهيل منازل المواطنين يمكن أن تتم من خلال قروض تمنحها الحكومة للأهالي أو أن تقوم الحكومة نفسها بذلك وعلى نفقتها".
وأوضح فاخوري أن "المحافظة تعمل على تقييم المخطط التنظيمي للمدينة بعد تعرضه للتخريب من قبل المجموعات المسلحة، فضلا عن نيتها تنظيم المدينة وإزالة كافة التجاوزات والمخالفات السكنية، مؤكداً أن "لدى المحافظة نية لاقامة مركز إداري ونافذة واحدة يعمل على تقديم كافة الخدمات للمواطنين عبر كوة واحدة ويستطيع أي مواطن أن يدفع من خلالها كافة رسوم المياه والكهرباء والهاتف".
من جهته قال مدير مؤسسة مياه حمص حسن حميدان إن "مؤسسة المياه ستقوم بإعادة المياه للجزء الشرقي المأهول من المدينة اليوم (الخميس) بعد صيانتها لكافة خطوط وشبكات المياه التي تصل لطول 200 كم لكافة أرجاء المدينة"، مؤكداً أن "المؤسسة قامت بإصلاح كافة أعطال شبكات المياه المتوزعة في المدينة".