القاهرة ـ حسن القباني
خطاب جديد للرئيس المصري محمد مرسي بدأ مساء أمس الاربعاء وانتهى صباح اليوم الخميس. وقال انه لكشف الحساب وفضح بعض المخططات التي تهدد الثورة، ولكنه لم يغير من خطابات الموالاة والمعارضة، فقيادات فعاليات 30 يونيو المرتقبة لاسقاط الرئيس اعتبروا الخطاب كأنه لم يكن، فيما اعتبرته قوى الموالاة بداية جديدة لمواجهة مع الثورة المضادة وترشيد العمل السياسي بحسب ما قالوا.
وأكد مؤسس التيار الشعبى المصري حمدين صباحى أن خطاب مرسي لم يساهم فى تخفيف حالة الاحتقان التي يشهدها الشارع المصري في الوقت الراهن مشددا على أن مظاهرات 30 يونيو الجاري هي موجة جديدة من الثورة التي بدأت في 25 يناير.
وأضاف صباحي في تصريح صحافي نشره موقعه صباح اليوم أن القرارات التي اتخذها الرئيس اليوم كان من الممكن ان يتخذها محافظ أو وزير تموين، وليست على مستوى حدث جلل ينتظره الشعب ألا وهو مظاهرات 30 يونيو، على حد قوله.
وشدد على أن القرار الوحيد الذي انتظرناه ولم يأخذه مرسي، كان احترام الإرادة الشعبية والرحيل وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة يطرح نفسه فيها على الشعب مرة اخرى، فيما استنكر صباحي حديث الرئيس عن الثورة، واحتكاره لها لحساب جماعة الاخوان المسلمين من دون غيرها من باقى التيارات.
أما المديرة التنفيذية لمركز بن خلدون المعارض، الحقوقية داليا زيادة، فأكدت أن خطاب الرئيس طويل جداً ومحبط ومخيب لآمال أغلب المواطنين الذين كانوا يتطلعون إلى سماع حلول عملية للمشاكل اليومية التي يواجهونها بسبب فشل النظام الحاكم وحكومته في إدارة شؤون البلاد.
وأشارت الى إن اعتذار الرئيس واعترافه بتحمل المسؤولية ٥ مرات هو أمر طبيعي ولا يحتاج الى ١٥ مليونا، ويجب أن يتبع هذا الاعتراف بأفعال تثبت أن الحكومة بالفعل على قدر المسؤولية.
وطالبت الرئيس بالدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة بقولها: "نطالب الرئيس بالالتزام بكلمته أنه مستعد لتداول السلطة "من بكرا" وفقاً للدستور والقانون، ونحن نطالبه بتنفيذ ذلك فوراً حيث تم انتخابه بالفعل وفقاً للدستور القديم وبما أنه أصبح في مصر دستور جديد (عقد اجتماعي جديد) وجب عليه إجراء انتخابات رئاسية جديدة وفقاً للصلاحيات المنصوص عليها في الدستور الجديد".
وقالت نسرين المصري مؤسسة حركة "الضغط الشعبي" المعارضة ان خطاب الرئيس لم يأت بجديد وحمل العديد من التهديدات والاتهامات لكل القوى الثورية والتيارات المعارضة وحمّلهم مسؤولية الانقسام الموجود بين الشعب".
وأضافت المصري أن الرئيس زاد من حالة الاحتقان بالشارع المصري وذلك لانه لم يستجب لأي من المطالب التي أثارت غضب الجماهير وحفزتهم للدعوة للتظاهر خلال 30 يونيه.
وأشارت الى أن مرسى شبّه شباب الثورة والقوى المعارضة له بـ "الفلول" وذلك عندما حاول تصوير أزمته معهم على أنها صراع مع فلول النظام السابق، كما انه حمّل مسؤولية انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر للعمال، وهو ما يعتبر استخفافاً بعقول الشعب.
وأكدت المصري ان خطاب الرئيس مرسي زادنا اصرارا على النزول يوم 30 يونيو لاسقاط الاخوان واستحواذهم على جميع المناصب في الحكم مشيرة الى ان الاخوان هم من تسببوا فى انقسام المجتمع وانشقاقه بممارساتهم الاخوانية الاقصائية على حد تعبيرها.
وفي المقابل أكد حسين رضا عضو الأمانة العامة للشباب في حزب"الحرية والعدالة" الذراع السياسية للاخوان المسلمين في تصريح لموقع "العهد" الاخباري أن خطاب الرئيس فيه ايجابيات كثيرة، منها اعترافه بأنه اخطأ في بعض المسارات وأن نيته كانت اصلاح من في مؤسسات الدولة، ولكن تيقن ان المسار الصحيح للحفاظ على الثورة هو التغيير الجذري باقالة كل فاسد في مؤسسات الدولة.
وأوضح أن الرئيس لم يخلط الاوراق وفرق بين المعارضة الشريفة التي وجه اليها اللوم بكل حب على تخليهم عنه ووقوفهم عقبة امامه وتحالفهم مع بعض رجال النظام البائد، وبين رجال المخلوع مبارك المفسدين والذين لا امل في اصلاحهم، وكانت رسالته لهم واضحة اما التصالح واما السجون.
وأشار رضا الى ان الرئيس أكد احترامه لشعبه ومكاشفة بعض ما يدور في الكواليس وفضح رجال اعمال مبارك بقنواتهم الفضائية الهدامة، وأبرز شعوره بآلام الناس وتعايشه معهم ومعرفة كل ما يدور بالشارع، فهو ليس بمعزل عما يجري في مصر وشوارعها بل وحاراتها.
وثمّن رضا احترام الرئيس لمؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة التي قدّم لها كل ما تحتاجه لتجهيزها ورفع كفاءتها، ومؤسسة القضاء التي اشاد بها لكنه نبههم الى عدد يكاد لا يذكر منهم يحتاج ان يقوم او يخرج من صف القضاء حتى تبقى المؤسسة فى مكانتها العالية التي يحفظها لها الشعب المصري، كما قام بتوضيح التحديات الجسيمة التى تواجه مصر وبث الامل فى قلوب الناس، إضافة الى تفاؤله بمستقبل مصر وثقته بشعب مصر اللا محدودة.
بدوره قال رئيس المركز العربي للبحوث السياسية والاقتصادية المقرب من قوى الموالاة الدكتور أحمد مطر: "الخطاب كان رائعاً وموفّقاً وواثقاً دالاً على نهاية الثورة المضادة حيث طمأن الشعب وفضح كل المجرمين وتندّر على قضاة البراءة للجميع الذين يثيرون الإشمئزاز وأنذر الإعلام الفاسد وفضح المعارضة المتحالفة مع النظام السابق والقوى الخارجية المعاونة وشرح الإنجازات بالأرقام بكل تواضع و وعد بالمزيد".
وأشار الي ان أهم ما في الخطاب أن الرئيس دعا لانتخابات البرلمان وأمهل المسؤولين اسبوعا لإقالة كل الفلول مسببي الأزمات، وقرر تعيين مساعد تحت الأربعين لكل وزير ومحافظ، وتشكيل لجنة للتعديلات الدستورية ووحدات لإبادة البلطجية وسحب تراخيص محطات البنزين المتواطئة.