المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

فضل الله: لا دخل للسنة والشيعة في الخلافات السياسية في لبنان والاتهامات المتبادلة جعلت الاستحقاق بيد المحاور الدولية


18/11/2007
أكد آية الله السيد محمد حسين فضل الله، أنه لا دخل للسنة والشيعة فيما يثار من خلافات سياسية في لبنان، رافضا تلويح البعض من هنا وهناك بفتنة سنية ـ شيعية لمجرد اختلاف هذا الفريق السياسي مع ذاك. ورأى أن الخلفيات السياسية التي تدفع فريق لاتهام فريق آخر بالخضوع للوصاية الخارجية، جعلت الاستحقاق الرئاسي في عهدة المحاور الدولية، حتى أصبح اللبنانيون صدى ضعيفا لكلمة السر الخارجية ولا علاقة للسنة والشيعة بهذا الواقع كله.

وأكد فضل الله وجود عقلاء في لبنان لن يسمحوا بإدخال المسألة المذهبية في الصراع السياسي، مشددا على أهمية استمرار المسعى السعودي ـ الإيراني لتطويق كل محاولات إثارة الفتنة في المنطقة أو في لبنان. وقال: "لا نزال نسمع بين وقت وآخر من فريق من اللبنانيين أو من خلال بعض التصريحات، بأن المواقف السياسية التي تنطلق من فريق آخر تساهم بدفع الأمور نحو فتنة على المستوى المذهبي، أو أن هذا الأمر سيؤدي إلى تعقيد العلاقات بين السنة والشيعة في لبنان، وكأن هذه العلاقات باتت هشة إلى المستوى الذي يستطيع فيه أي موقع سياسي معترض أو أي تصريح يختلف فيه هذا الفريق السياسي مع ذاك الفريق أن يحدث فتنة أو اهتزازا في الواقع اللبناني وفي الوسط الإسلامي منه على وجه الخصوص، وهو أمر غير مقبول ولا يجوز التلويح به عند كل شاردة وواردة، أو حتى الإيحاء بإمكان حصوله انطلاقا من الخلافات الحاصلة في وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين هنا وهناك ".

أضاف: "إننا نناشد كل المسؤولين عن سلامة البلد وتوازنه واستقراره، وعن إيجاد أسس التعايش بين الطوائف، ألا يدخلوا الجانب المذهبي الإسلامي في التعقيدات السياسية اللبنانية، وخصوصا المعارضة أو الموالاة لا تقتصر على طائفة معينة، لأن كل منهما يتمثل في الطوائف اللبنانية كلها، كما أن الخلفيات السياسية التي قد تدفع فريق من هنا أو فريق من هناك لاتهام الفريق الآخر بالخضوع لوضع دولي على مستوى بعض المحاور الدولية في العالم أو وضع إقليمي في المنطقة، في اتهامات الوصاية على اللبنانيين، جعلت ما يسمى "الاستحقاق الرئاسي" يدخل أكثر في عهدة المحاور الدولية في العالم، حتى أصبح اللبنانيون صدى ضعيفا لأصوات الآخرين، وباتوا ينتظرون كلمة السر من هذا المحور الدولي أو ذاك، فيما لا علاقة للسنة والشيعة في هذا الواقع كله. وإذا كان بعض سياسيي السنة يعارضون بعض الشيعة في الموقف السياسي وبالعكس، فإن ذلك لا يؤثر، ولا يفترض أن يؤثر، في العلاقة الإسلامية القوية على المستوى الشعبي بين السنة والشيعة الذين يعيشون الاندماج في العمق الإسلامي وفي الالتزام بالقضايا السياسية المصيرية على مستوى الأمة، كالقضية الفلسطينية والعراقية، وفي العلاقات الاجتماعية في المصاهرة بين العوائل من هذا المذهب أو ذاك".

وتابع:" نناشد الجميع، ولا سيما الشخصيات الإسلامية الفاعلة، الكف عن إثارة المسألة المذهبية على المستوى الديني، وليتقوا الله في الوطن وفي الناس ويبقوا الخلافات المتبادلة في بعدها السياسي، تماما كما هي القضية في الخلافات السياسية بين المسيحيين والمسلمين، لأن الفتنة إذا انطلقت فستحرق البلد كله وسيسقط الهيكل على رؤوس الجميع".

ودعا آية الله فضل الله السياسيين من غير المسلمين، " إلى عدم تشجيع هذه الاتجاهات الفتنوية، لأنها إذا انطلقت فلن توفر أحدا، لأن النار عندما تندفع في الهشيم السياسي فستحرق الجميع كله، تماما كما أحرقت النيران بالأمس القريب أشجار لبنان الخضراء ومساحاته الحرجية الكبيرة ". وقال: "إننا في الوقت نفسه نعرف أن هناك في لبنان الكثير من العقلاء في الوسط الإسلامي وغيره ممن أدركوا مسبقا، أن لا دخل للمسألة الإسلامية في عمقها بالخلافات السياسية الداخلية، وأن هؤلاء وغيرهم لن يسمحوا بإقحام المسألة الإسلامية والعناوين المذهبية بالمسألة السياسية المثارة. إننا، مع ذلك كله، نريد للمسعى الذي انطلق من الجمهورية الإسلامية في إيران ومن المملكة العربية السعودية أن يتواصل على كل المستويات في لبنان والمنطقة لتطويق ومحاصرة كل الحالات التي قد تندفع من العناوين السياسية إلى المسألة المذهبية، وللالتفاف على كل من يسعى للتلويح بالفتنة في واقع سياسي مضطرب بفعل التدخلات الدولية والعوامل السياسية المحلية أو الخارجية بعيدا عن كل ما يتصل بالسنة أو الشيعة أو غيرهم ".
18-تشرين الثاني-2007

تعليقات الزوار

استبيان