مستوطنون يقتحمون الأقصى ومعتقلون في الضفة الغربية
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، عدداً من المواطنين الفلسطينيين في مناطق جنوب بيت لحم وشمال الخليل وفي مدينة طولكرم بالضفة الغربية، ورافق عملية الاعتقال مواجهات مع سكان القرى والبلدات أسفرت عن إصابات، فيما يواصل الأسرى الأردنيون في معتقل 'سوروكا' الإضراب عن الطعام على الرغم من وضعهم الصحي الخطير، في وقت دنس نحو 200 من المستوطنين عتبات المسجد الأقصى وباحاته.
"مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أفادت، في بيان لها الاثنين، أن "نحو 200 من أطفال المستوطنين والشباب اليهودي اقتحم ودنس المسجد الاقصى صباح اليوم، وسط حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي"، وأضافت المؤسسة أن "حالة الغضب الشديد من المصلين وطلاب العلم المنتشرين في المسجد الاقصى، والذين تعالت أصواتهم بالتكبير تعبيرا عن رفضهم لهذا الانتهاك لحرمة الاقصى، خاصة وانه يأتي عشية حلول شهر رمضان المبارك".
وأوضحت المؤسسة أنه "منذ ساعات الصباح تتوالى اقتحامات المسجد الاقصى، حيث قامت نحو خمسة مجموعات باقتحام الاقصى وتدنيسه من جهة باب المغاربة، في وقت تشدد قوات الاحتلال من تواجدها حول مصاطب العلم في المسجد الأقصى"، وأشارت إلى أن "المجموعة الأولى والثانية التي اقتحمت الاقصى صباحا هي مجموعة من المستوطنين، تبعها اقتحام من مجموعتين من أطفال المستوطنين برفقة والديهم ومرشدين ، اما المجموعة الرابعة فكانت من شباب يهود من الذكور والاناث تتقدمهم جندية تلبس الزي العسكري اقتحموا الاقصى بلباس فاضح، وقاموا بحركات مشينة، حيث تعالت أصواتهم بالضحك والكلمات الساخرة ، وقاموا بتصوير انفسهم بوضعيات غير لائقة".
وذكر منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في بلدة الخضر (جنوب بيت لحم) أحمد صلاح، بأن قوة عسكرية إسرائيلية اعتقلت فجراً، الشابين أحمد رشاد عيسى (20 عاما)، ومحمد علي عيسى (18 عاما)، بعد مداهمة منزلي والديهما في البلدة القديمة وتفتيشهما، كما داهمت قوة أخرى كبيرة مدينة طولكرم عند الساعة السابعة صباحا، واعتقلت الشاب حسيب العلي (25 عاما)، بعد مداهمة منزله وتكسير محتوياته، والاعتداء بالضرب المبرح على شقيقه ضرغام، ما أدى إلى إصابته بكدمات شديدة في أنحاء جسمه خاصة في رجليه، وتم نقله إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي لتلقي العلاج، واعتدى جنود الاحتلال أيضاً بالضرب المبرح على الشاب نبيل أبو طاحون (31 عاما) وهو أسير محرر.
وذكرت مصادر محلية فلسطينية، أن قوات الاحتلال داهمت مخيم العروب شمال الخليل واعتقلت ثلاثة مواطنين، وهم: رباح بلال فضيلات (17 عاماً)، ويوسف محمد أبو عفيفة (17 عاماً)، وفتى من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويدعى علاء حلمي أبو غازي (16 عاما)، وصاحب عملية الاعتقال مواجهات عنيفة في المخيم أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز والصوت باتجاه منازل المواطنين، ما أدى إلى إصابة عدد من الأطفال بحالات اختناق جراء دخان قنابل الغاز.
وتكرر الأمر نفسه في بلدة بيت أمر، بحسب ما أفاد منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في البلدة محمد عوض، الذي تحدث عن أن قوات الاحتلال اعتقلت المواطن أحمد خليل أبو هاشم (46 عاما) ونجله محمد (17 عاما) خلال عملية دهم في البلدة، أعقبها مواجهات عنيفة ألقى خلالها الشبان الحجارة والزجاجات الفارغة على جنود قوات الاحتلال الذين ردوا بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق تم إسعافهم ميدانياً من قبل سيارة إسعاف الهلال الأحمر.
وفي منطقة الأغوار بطوباس، هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الإثنين، عدداً من الخيام والمنشآت الزراعية في منطقتي الرأس الأحمر شرق عاطوف، والحديدية في البقيعة، كما اقتحمت قوات إسرائيلية منطقة الجنيد غرب مدينة نابلس، وداهمت عدداً من العمارات التي يسكنها طلبة من جامعة النجاح الوطنية، وفتشتها، فيما عمد 300 مستوطن إلى اقتحام قرية عورتا شرق نابلس، وسط حماية مشددة من جنود الاحتلال بذريعة أداء طقوس دينية في مقام العزير وسط البلدة.
من جهة ثانية، أفاد نادي الأسير، في بيان له الإثنين، بأن وضع الأسرى الأردنيين المضربين عن الطعام في مستشفى معتقل 'سوروكا' الإسرائيلي في تدهور مستمر، بسبب إضرابهم المفتوح عن الطعام منذ أكثر من شهرين، وأوضح النادي أن "الأسرى الأردنيين يعانون من انخفاض في الوزن، وانخفاض في مناسيب المعادن والأملاح، وعدم اتزان في المشي، وعدد منهم يعاني من آلام شديدة في الصدر والمعدة"، وأضاف أن "حالة الأسير محمد الريماوي والمصاب بحمى البحر الأبيض المتوسط تعتبر أكثرها صعوبة، بسبب المشاكل التي يعاني منها في الرئة، والقرحة في المعدة، وانخفاض كبير في الوزن، وبدأ يتقيأ دما من فمه، عدا عن الآلام الحادة في وقلبه، وتخوفات بشأن تعرضه لخطر حقيقي، إذا لم يعطَ العلاج اللازم.
ونقلاً عن إفادات الأسرى الذين قام محام بزيارتهم، أشار الأسرى إلى أنه "منذ نقلهم إلى المستشفى يرقدون على أسرة المرض مكبلين بالقدم اليمنى واليد اليسرى، ولا يسمح لهم بأداء الصلاة إلا وهم مكبلون، وتتعمد 'إدارة السجون' بعزلهم بتاتاً عن العالم الخارجي، حيث يتناولون الأطعمة داخل غرفهم"، وقال المحامي إن "الأسيرين منير مرعي وعلاء حماد أكدا استمرارهما في الإضراب المفتوح عن الطعام، كما قامت إدارة السجون بنقل الأسير حمزة الدباس إلى 'عيادة سجن الرملة'، على الرغم من خطورة وضعه الصحي".