المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

مصر: الحكومة في طورها النهائي و"الإخوان" على رفضهم


اتضحت ملامح التشكيلة الحكومية الجديدة في مصر، والتي يتوقع أن يؤدي اعضاؤها اليمين القانونية أمام الرئيس الموقت عدلي منصور خلال أيام، فيما تعددت المبادرات للجم الاستقطاب بين مؤيدي عزل الرئيس السابق محمد مرسي ومعارضيهم، وأيضاً لتدشين "مصالحة وطنية" تضمن للجميع الانخراط في العملية السياسية المستقبلية. لكن تلك المبادرات ما زالت تقف أمام "تصلّب" موقف جماعة "الإخوان المسلمين" التي ترفض التعاطي مع كل مكوّنات خريطة الطريق التي أعلنها الحكم الجديد، وتصر على اللجوء إلى الشارع لتلبية مطلبها الوحيد وهو "عودة مرسي إلى القصر".

وفي حين تسعى الولايات المتحدة حالياً إلى الدفع في اتجاه حكم انتقالي يضم مختلف الأطياف السياسية بما في ذلك "الإخوان"، لوحظ أن فرنسا أجرت اتصالاً بالحكم الجديد من خلال إعلانها عن اتصال هاتفي بين وزير خارجيتها لوران فابيوس والدكتور محمد البرادعي الذي عيّن نائباً للرئيس الموقت للشؤون الخارجية. وسمع فابيوس من البرادعي إقراراً بصعوبة المرحلة الحالية في مصر، وسط مخاوف فرنسية من "سيناريو جزائري".

كما أكد وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي خلال اتصال هاتفي اجراه صباح اليوم السبت مع البرادعي على أن الشعب المصري هو سيد موقفه وسيحدد مصيره بنفسه.

وقال صالحي بأن الجميع يحترم مواقف ومطالب الشعب المصري لمستقبله السياسي داعيا مشاركة جميع القوی والنخب السياسية في العملية السياسية الوطنية في البلاد لتحقيق مطالب وأهداف الشعب المصري ودفعها إلی الأمام بناء علی الوحدة الوطنية.

بدوره أشاد البرادعي بإتصال صالحي الهاتفي مشيرا إلی المكانة الممتازة التي تتمتع بها الجمهورية الإسلامية في ايران، داعيا إلی إقامة علاقات جيدة بين إيران بمصر ومواصلة  المشاورات الثنائية حول الملفات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

إلى ذلك، حشدت جماعة "الإخوان" أمس آلافاً من أنصارها في جمعة "الزحف"، إذ توافد أنصار مرسي من مختلف المحافظات على ميداني "رابعة العدوية" في حي مدينة نصر و "النهضة" في الجيزة، وبعدما أدوا صلاة الجمعة بدأوا في تنظيم مسيرات صغيرة في محيط الاعتصامين. كما خرج مئات في مسيرة إلى قصر الاتحادية الرئاسي حيث يتظاهر أيضاً معارضو مرسي، ما دفع قوات الجيش إلى إغلاق الطرق الطرق خشية وقوع مواجهات بين الطرفين. لكن عشرات خرجوا من المساجد القريبة من القصر وتجمعوا على مقربة منه ورفعوا صوراً لمرسي وظلوا يهتفون باسمه.

وأعلنت المنصة الرئيسية لاعتصام "رابعة العدوية" عزم الآلاف تنظيم مسيرات إلى قصر الاتحادية ودار الحرس الجمهوري حيث دارت مواجهات بين أنصار الرئيس المعزول والجيش قبل ايام، سقط فيها عشرات القتلى. وفي المقابل، نظم معارضو مرسي إفطاراً جماعياً في ميدان التحرير وفي محيط قصر الاتحادية الرئاسي.

وفي شأن متصل، أعلن رئيس الحكومة حازم الببلاوي أن التشكيلة الوزارية في طورها النهائي، وأن الشكل النهائي للحقائب سيظهر قبل الاثنين المقبل، على أن يؤدي الوزراء اليمين القانونية قبل نهاية الأسبوع، فيما علم أن من بين المرشحين لشغل الحقائب وزير التموين السابق الدكتور جودة عبدالخالق (للحقيبة نفسها)، والدكتورة درية شرف الدين أو الدكتور صفوت العالم لحقيبة الإعلام، وهاني قدري دميان لوزارة المال، وعصام محمد حجي لوزارة البحث العلمي، وعمرو حسب الله لحقيبة الصناعة، والدكتور أحمد مجاهد لوزارة الثقافة، وخالد عبدالعزيز للشباب. وأفيد بأن هناك اتجاهاً لدمج وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم، على أن يستمر نحو عشرة وزراء من الحكومة السابقة في الحكومة الجديدة.

في غصون ذلك، قال حزب "النور" السلفي إنه يتواصل مع كل الاتجاهات الموجودة على الساحة السياسية بلا استثناء من أجل إنجاح المبادرة التي كان قد أطلقها تحت عنوان "حكماء من أجل المصالحة الوطنية"، والتي يتولى رعايتها الأزهر.

وفي المقابل، شن نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" عصام العريان "هجوماً حاداً" على معارضي مرسي. وخاطب العريان، في بيان نشر على صفحته على "فايسبوك"، الجهات التي "تخاذلت" عن الدفاع عن الرئيس، ومنهم الإدارة والكونغرس الأميركيين وأنصار حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وغيرها، وقال إن "أوراق التوت سقطت" عنهم.

من جهة أخرى، بدأ الجيش المصري أمس هجوماً على جبل الحلال المعقل الرئيسي للمتطرفين في شبه جزيرة سيناء. وقال مصدر عسكري إن قوات الجيش نفذت هجوماً بالمروحيات القتالية والصواريخ على جبل الحلال بعد تزايد نشاط العناصر المتطرفة في سيناء خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى أن قوات الجيش والشرطة حاصرت الجبل، ودعت عبر المكبرات المتحصنين بداخله إلى تسليم أنفسهم، أو إطلاق النساء والأطفال لكنهم لم يستجيبوا تلك النداءات. وأشار المصدر إلى أن العملية العسكرية تتضمن شقين.

هذا وشن مجهولون مسلحون هجوما على أربعة كمائن للجيش المصري في مدينتي رفح والعريش بشمال سيناء، وأطلقوا نيرانا مكثفة علي مجلس مدينة رفح.

واستخدم المسلحون قذائف "آر بي جي"، ورد أفراد الكمين بإطلاق النار على المسلحين الذين لاذوا بالفرار وسط أنباء تفيد بوجود إصابات بين أفراد الكمين، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان. وأكد مصدر أمني إصابة اثنين من أفراد الكمين بشظايا من الانفجار وتم نقلهما إلى مستشفى رفح العام.

 في سياق متصل هاجم مسلحون كمين سكر وكمين المحاجر وكمين المطار على الطريق الدائري في مدينة العريش دون وقوع إصابات من الجانبين. وتحلق مروحيات الأباتشي في سماء سيناء لمطاردة المسلحين في العريش.
13-تموز-2013
استبيان