لبنان: 5 عناصر من "النصرة" في قبضة الجيش وإحباط محاولة تهريب ذخائر حربية وصواعق من عرسال
لطيفة الحسيني
غنائم الجيش اللبناني من أسلحة وذخائر وقذائف لا تتوقف.. ربطاً بالأزمة السورية وممارسات الجماعات التكفيرية، تُحبط دوريات المؤسسة العسكرية من وقت الى آخر عمليات تهريب أسلحة خفيفة وثقيلة وأغلبها من منطقة عرسال.. أمس تحديداً، أعلنت قيادة الجيش في بيان لها أن أحد الحواجز الأمنية التابعة لها في عرسال وفي إطار مهمة الحفاظ على الامن والاستقرار، أوقف سيارة "بيك آب" يقودها أحد الاشخاص، وهي محمّلة بكمية من الاسلحة والذخائر الحربية والرمانات اليدوية ومجموعة من الصواعق وآلتي تفجير عبوات عن بعد، بالاضافة الى كمية من الألبسة الخاصة.
ليس بعيداً عن عرسال، ألقت مخابرات الجيش أمس أيضاً القبض على خمسة عناصر تابعين لجبهة النصرة في بلدة مقنة البقاعية (سوري ولبناني وفلسطينيين) كانوا داخل "فان" أبيض وبحوزة كل منهم 5000 دولار ومنشورات وأحزمة ناسفة كُتب عليها "لا إله الا الله"، وسريعاً سُلّم الموقوفون مع المضبوطات إلى المراجع المختصة، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء العسكري.
مرجع أمني رفيع ربط بين إحباط شحنة الأسلحة في عرسال وبين حادثة مقنة، كاشفاً لـ"العهد" أن "أحد حواجز الجيش أوقف عند مفرق وادي الرعيان في عرسال سيارة "بيك آب" كان يقودها طارق أحمد البريدي (لبناني من عرسال) الذي ضُبط معه صواعق تفجير وأشرطة كهربائية وآلات تفجير و"عصبات" سوداء اللون"، لافتاً الى أن "التحقيقات الأولية أظهرت أن البريدي مرتبط بمجموعة سورية تعمل لصالح "الجيش الحر"، وأن لا علاقة له بأي جهة في مخيم عين الحلوة".
المرجع ينبّه الى أن "عرسال أصبحت سنترالاً يعمل على تنسيق عمليات تهريب الاسلحة الى الأراضي السورية وتخزينها"، محذّراً من خطورة ما يجري في المنطقة هناك.
الخطورة التي يتحدّث عنها المرجع المذكور تعود الى سلسلة حوادث أمنية شهدتها المنطقة البقاعية على الأقلّ منذ نهاية العام 2012، ففي 3 كانون الأول من السنة الفائتة، اشتبك الجيش مع مجموعة في مشاريع القاع حيث جُرح أحدهم وهو بشار آمون من عرسال الذي اعترف بأنه كان هو وثلاثة آخرين بصدد تهريب السلاح الى سوريا مستعينين بالبغال.
وفي 20 آذار 2013، كشفت المحكمة العسكرية عن خليةٍ تعمل على تأمين معدات للمتفجرات كانت تُرسل من عين الحلوة ومن ثمّ الى الاراضي السورية يقودها سوريان هما سليمان د. وسيف الدين.أ ينتميان الى تنظيم "القاعدة".
في مطلع نيسان الماضي، أوقفت دورية للجيش عند أطراف بلدة عرسال حافلة ركاب، يقودها شخصان، تبيّن أنها محمّلة بالأسلحة المتوسطة من نوع قذائف "آربي جي" وذخيرة.
ولاحقاً في 7 نيسان نفسه، وقع ستة أشخاص في قبضة الجيش في منطقة عين حزلتا فيما فرّ ثمانية منهم.. اعترافات الموقوفين أشارت حينها الى أن هذه العملية لم تكن الأولى، وأن كميات كبيرة من الاسلحة كانت ستُهرّب الى سوريا عبر عرسال.
6 أيار الفائت تاريخ جديد للجيش.. مخابراته أوقفت بعد تحريّات طويلة ومكثّفة عناصر تابعة لخلية مشبوهة ضُبطت في حوزتهم كمية من العبوات المتفجرة والصواعق في عين الرمانة.
اللبنانيان محمد بشير موسى وسعد محمد موسى أوقفا كذلك في 2 حزيران في بلدة إهدن وبحوزتهما قاذفات وأعتدة عسكرية كانا في طريقهما الى عرسال.
في الليل والنهار، تنشط مخابرات الجيش لإحباط أي مخطّط إرهابي يجري التحضير له لضرب الاستقرار في لبنان، خاصة أن المعلومات والمعطيات تُشير الى أن المجموعات التكفيرية والمتطرّفة ستُكثّف من تسليح مجموعاتها في مختلف المناطق تحت راية "الجهاد"، فهل حقاً تَحوّل لبنان الى أرض "الجهاد" بالنسبة لها بعد "الشام" أو أنها تسعى الى تخفيف الضغط عن مجموعاتها داخل سوريا بعد الانكسارات المخيّبة والمتلاحقة أمام الجيش العربي السوري؟