الموسوي: الوضع الاستراتيجي للمقاومة اليوم أقوى بكثير من عام 2006
شدّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي على أنه "ليس من حق الاتحاد الأوروبي أن يكرم مقاوماته ثم يتطاول على المقاومة في لبنان وليس من حقه أن يسلب لبنان حقه المشروع في حماية نفسه من العدوان "الإسرائيلي"".
وفي كلمة له خلال ذكرى أسبوع أقامه حزب الله للشهيد علي مسلم وهبي في حسينة بلدة ميس الجبل، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الاولى في حزب الله أحمد صفي الدين ولفيف من العلماء وعدد من الشخصيات والفعاليات، علّق الموسوري على قرار الإتحاد الأوروبي الأخير ضد حزب الله بالقول إن" الاتحاد الأوروبي بموقفه هذا يؤكد وقوفه إلى جانب العدو الصهيوني في اعتدائه على لبنان، فأي اعتداء على لبنان يصبح الاتحاد الأوروبي شريكا في تغطيته وفي إبقائه مشروعا من باب أنه قام بتوصيف المقاومة على أنها إرهاب، وبالتالي فإن الحرب "الإسرائيلية" على لبنان ستأخذ وفق القاموس الأوروبي تسمية الحرب على الإرهاب".
وأردف "إن الدول الأوروبية تزعم ويزعم معها البعض أنها صديقة للبنان، فماذا فعلت حين كان لبنان تحت الاحتلال "الإسرائيلي". وماذا فعلت حين كان لبنان يتعرض للعدوان "الإسرائيلي"، وحين كان الشباب اللبناني في معتقلات التعسف "الإسرائيلي"، فهي وقفت على الدوام موقف الداعم للعدو الصهيوني، والمبرِّر أفعاله، والمتواطيء الساكت عنها".
وأضاف الموسوي" لقد أنكرت سفيرة الاتحاد الأوروبي أن يكون في القرار تغطية لعدوان "إسرائيلي"، وهذا الإنكار لا قيمة له لأن الأمر سيكون واضحاً، فالعدوان فيما لو وقع سيقع على لبنان تحت عنوان الحرب على منظمة إرهابية وحينها لن تكون سفيرة الاتحاد الأوروبي قادرة على أن تقول سوى الموقف السياسي الذي تقوله دولها، وبالتالي لن تكون إلاّ في موقع المتواطئ والشريك في العدوان على لبنان، لذلك فإن التصريحات التي تدلي بها والتي تحاول التخفيف من قوة هذا القرار لا قيمة لها ولا تساوي شيئا، ولا تعدو في أن تكون لغوا دبلوماسيا لا قيمة سياسية له ولا قيمة استراتيجية له لأن الموقف الذي اتخذ هو موقف وضع الاتحاد الأوروبي في موقع الشراكة مع العدو "الإسرائيلي" حين وقوع أي عدوان على لبنان".
وتابع الموسوي "هنا أسجل أننا نلاحظ تهويلاً مستجداً بحرب "إسرائيلية" على لبنان، في المقابل فإن المقاومة تتصرف دائما من موقع التحسب للأسوأ، وتتخذ الاستعدادات لمواجهة أقصى التهديدات خطورة، كما أن المقاومة اليوم هي على قدر من الجهوزية القادرة على إلحاق أذى بالغ بالعدو الإسرائيلي وبُنيته، وهذا ما يجعل القرار "الإسرائيلي" بالعدوان قراراً يصعب على مسؤول "إسرائيلي" اتخاذه بسهولة"، مؤكداً "أن الرهان الإسرائيلي على تطورات الأزمة في سوريا يجعل الموقف الإسرائيلي في حال من الانتظار والترقب للإستفادة من ناتج الوقائع الميدانية والسياسية، لذلك فإننا نرى أن التهويل بالحرب الإسرائيلية محاولة لتوظيفها في الضغط على فريقنا السياسي لكسر إرادته السياسية".
وشدّد الموسوي على ان" المقاومة هي حق مشروع لكل شعب يتعرض لعدوان خارجي، فالدساتير والقوانين لا تمنح هذا الحق بل تكرسه في نصوص مكتوبة، لأن الحق بالمقاومة هو قائم بذاته مؤسس على نفسه، ولا ينشأ من إقرار الآخرين به، فأياً كان موقف الآخرين من هذا الحق فإنه لا يغير في كونه حقاً مشروعاً مكتسباً، ومن ينكر هذا الحق لا ينتقص من حقانيته بل يَصمُ نفسه بوصف المحتل والمستعمر، لأنهما كانا وعلى الدوام ينكران حق الشعوب في مقاومة المحتل وفي الدفاع عن الوطن. من هنا فإن قرار الاتحاد الأوروبي الذي يشكل اعتداء على المقاومة وشعبها ووطنها، يمثل سياسة استعمارية إزاء لبنان، فضلا عن كونه استجابة للإملاءات الأمريكية الإسرائيلية".
ولفت الموسوي الى ان حزب الله دعا الى الحوار لأنه يدرك حجم المخاطر التي تحدق بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي، مشدداً على أنه حاجة وطنية لجميع الأطراف لا سيّما إذا قدمت أولوية المصلحة الوطنية الجامعة على المصالح الفئوية والمحدودة".
وفي ذكرى النصر الإلهي على العدوان الصهيوني في تموز 2006 ، لفت الموسوي الى أننا لا بد من استخلاص العبر في أن" العلاقات الدبلوماسية ليست بشيء إذا كانت قائمة على ضعف استراتيجي، بل تكون علاقات عامة شكلية تخفي واقع التبعية للأقوى، لذلك في أي علاقة سياسية يجب النظر إلى الوضع الاستراتيجي لا إلى الشكل الدبلوماسي، فإذا كنت قويا استراتيجيا، كنت قويا فعلا في ميزان القوى الدولية".
وأوضح الموسوي ان "الوضع الاستراتيجي للمقاومة اليوم قد أصبح أقوى بكثير من عام 2006 حين حققت النصر بالمشيئة الإلهية، ولقد تعزز وضع المقاومة على مستوى التسليح والخبرات القتالية التي تكتسبها من ميادين المواجهة المختلفة، وبذلك فإن تغيير نمط العلاقات الدبلوماسية معها لا يقدم ولا يؤخر، لأن حضورها وفعاليتها في معادلة القوة ليسا مرتبطين بنمط العلاقة بل بحقائق القوة الميدانية".