فياض: قرار الإتحاد الأوروبي يشكل رضوخاً واضحاً لمطلب ’إسرائيلي’ وضغوطات أميركية وتدخلات عربية ولبنانية
أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض ان قرار الإتحاد الأوروبي بتصنيف الجناح العسكري في حزب الله على لائحة الإرهاب يشكل رضوخاً واضحاً لمطلب "إسرائيلي" قديم وضغوطات أمريكية ملحة وتدخلات عربية ولبنانية تتصل بالمشكلة الدائرة في سوريا".
ورأى فياض ان" لا فائدة من قرار الإتحاد الأوروبي وهو يتعارض مع مصالحه"، مشدداً على أنه" لن يؤدي إلى تغيير لا في مواقف حزب الله ولا قناعاته تجاه مقاومة الإحتلال "الإسرائيلي" أو تجاه الأزمة السورية، بل هو يتعارض مع حرص الإتحاد الأوروبي وإدعاءاته في أولوية الإستقرار في لبنان، لأن في التوقيت رسالة سلبية تجاه اللبنانيين ودفعهم إلى معالجة مشاكلهم وتجاوز إنقساماتهم".
وفي كلمة له خلال الإفطار الذي أقامته هيئة دعم المقاومة الإسلامية في بلدة الطيبة، لفت فياض الى صدور القرار في وقت لم تنته تحقيقات بورغاس بعد، موضحاً أن الملفات التي وصلت إلى وزارة الخارجية اللبنانية تعتبر فارغة ولا تتضمن أي شواهد ذات صدقية أو قيمة قانونية، مشيراً الى ان" المقاومة تعرضت على مدى تاريخها لاستهدافات كثيرة، وكان هذا طبيعياً لأنها كسرت المألوف ووقفت في وجه القوى الكبيرة وكشفت انهزام الكثير من القوى والشخصيات أمام الإحتلال وأمام إرادة القوى المستكبرة، وكانت هذه المقاومة كلما تعاظمت قوتها وكبرت إنجازاتها كلما تفاقمت الأخطار والإستهدافات بوجهها".
وتابع فياض "استهدفت مقاومتنا بثلاث حروب كبرى في تموز 93 ونيسان 96 وتموز 2006، استهدفت مقاومتنا بضغوط ومحاولة عزل وترهيبها من أعتى القوى الدولية، ومن ثم تعرضت لتآمر إقليمي وداخلي، تعرضت كذلك لمحاولات تشويه صورتها وإفتراءات واتهامات ظالمة، وتعرضت كذلك لحملة تأليب مذهبي وطائفي، ومع ذلك المقاومة لم تتراجع، كانت تتجاوز المحنة والحرب والضغط والأزمة لأنها كانت تدرك أنها على حق وأن الآخرين ظالمون، وكانت المقاومة تدرك أن الضغوطات عليها إنما هي جزء من المعركة التي تخوضها، لم تكن تتراجع ثم تظهر النتائج والتطورات وما تؤول إليه الأحوال صحة خيارات المقاومة وصحة رهاناتها".
وأردف فياض" إن شيئا ما أساسيا انكسر في علاقة شعبنا بالاتحاد الأوروبي وبات الود مفقودا، ويخطئ هذا الإتحاد إذا كان يعتقد أن حزب الله سيستجدي العلاقة معه. هذه ليست طريقة حزب الله في التعاطي مع الدول ومع الآخرين، لقد كان حزب الله دائما حريصا على علاقات متوازنة مع الاتحاد الأوروبي، وأطلقت مبادرات تعاون عديدة على مدى السنوات العشر الماضية، لكن دائما في قضايا أمتنا ومجتمعاتنا الإرادة الأوروبية مصادرة من قبل الأميركيين ومهيمن عليها بالتهويل "الإسرائيلي"".
وأوضح فياض ان" الموضوع برمته لدينا لا يزال محل درس وسيخضع لتقويم دقيق لتحديد طريقة التعاطي مع القرار الأوروبي، وإن يكن ليس واردا في حساباتنا الإنجرار إلى لعبة التمييز بين الجناح العسكري والجناح السياسي لأن كل البنى في حزب الله هي في خدمة المقاومة، كما أنه لن نتعايش مع القرار وكأن شيئا لم يكن".