المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

أرسلان: الحكومة خططت للوصول الى الفراغ واللعب بالتوازنات الطائفية سيؤدي إلى انفجار داخلي وخراب البلد

وطنية - 27/11/2007
عقد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب السابق طلال أرسلان مؤتمرا صحافيا في دارته في خلدة، في حضور أعضاء من المجلس السياسي للحزب.

واستهل ارسلان المؤتمر بالقول: "لا قيمة لصرخة الضمير إن هي خلت من ادانة الفاعل عبر تغييبه لأن التغييب هذا يدل عن قلة ضمير ونقص في الشجاعة، ومساواة ما بين الحق والباطل. كنا، كلنا، أمام مشهدين: مشهد رئيس للجمهورية يغادر القصر الجمهوري لحظة انتهاء ولايته، فيتصرف باحترام لنفسه وللدستور ولأهل الوطن من دون إن يكلف البلاد أي اشكال قد يتسبب به اجراء يتخذه. وفي المقابل، مشهد رئيس مجموعة الانقلابيين، المتعلق بالسلطة ولو كلف ذلك انهيارا للدولة ودمارا للبلاد مشهده وهو يقوم بزيارة الخداع الى الصرح البطريركي ويستفيض بالكلام المعسول، الملغوم، المسموم فيتظاهر بالحزن على فراغ الرئاسة لكن ملامحه فضحت مشاعره وعمق سعادته لوقوع المؤسسات بين يديه هو الفاقد للشرعية الميثاقية، الفاقد للشرعية الدستورية المشكوك بكفاءته والمشكوك بوطنيته أصبحت المؤسسات بين يديه فانفرجت أساريره".


اضاف: "هذه الزيارة التي شاهدها اللبنانيون صدرت عن شخص يعي جيدا فظاعة ما حدث، خصوصا وان زيارته الى الصرح البطريركي أتت مبرمجة مسبقا مثلما الفراغ كان مبرمجا ومعدا له سلفا. فلو كان عنده ذرة وطنية، أو ذرة حرص على لبنان التجربة الفريدة في الشرق بل في العالم، ولو كان عنده ذرة شعور بالمسؤولية لكان يفترض بزيارته ان تكون تتويجا لقرار بالتنحي ووقف احتلاله للسراي والدعوة الى تشكيل حكومة انتقالية، فاذا بالزيارة تهدف الى تكريس اغتصاب صلاحيات رئاسة الجمهورية من خلال مؤامرة مدروسة محبوكة، منسوجة خيوطها بدقة بحيث تضع اللبنانيين أمام أحد خيارين: التفجير الكبير أو الفراغ الخطير الذي يؤدي بدوره الى الفوضى الخلاقة".


وتابع: "إن فظاعة ما حدث ويحدث أخطر من أن تكون أزمة مؤسسات أو أزمة نظام. إنها بكل صراحة ووضوح محاولة إلغاء للكيان اللبناني عبر شطب بعض مكوناته من معادلة الدولة. إن رئيس طغمة الانقلابيين المغتصب لصلاحيات رئاسة الجمهورية الذي يحظى بدعم مستمر ومدهش وعلني من أولمرت وليفني وبيريس ورايس وبوش ومساعديهم، يدرك تمام الادراك إن ما يفعله هو تمزيق اجرامي للنسيج الاجتماعي السياسي للبنان وعبث بالمعادلة الكيميائية اللبنانية، بقدر ما يندرج في سياق مخطط شيطاني مخادع يهدف الى اشاعة قناعة عند اللبنانيين وعند الاعراب مفادها أن مئتي رأس نووي في اسرائيل لا يشكل أي تهديد للبنان والاعراب وان الخطر كل الخطر يأتي من تخصيب اليورانيوم في ايران".


واردف ارسلان: "إن شطب المسيحيين من معادلة الدولة، عبر الفراغ، أو عبر وضع رئيس يكون عبدا مأمورا عند رئيس حكومة هو بدوره عبد مأمور عند سلطة الوصاية. إن شطب المسيحيين من معادلة الدولة هو محاولة لتغيير شخصية الكيان ووجهه ودوره. إن لبنان يمتاز في كونه ذا وجه مسيحي، وهي ميزة تعطيه فرادة وتألقا بين دول العالم، وتجعل منه منارة حضارية في هذا الشرق الصاخب الغاضب المظلم إن فقد وجهه المسيحي فإنه يفقد روحه ودوره. والشرق كما العالم هو بأمس الحاجة الى نهضة مسيحية كبرى، ولبنان هو ساحة هذه النهضة. فهل يعقل أن يطعن الوجود المسيحي في لبنان بدلا من ان يعزز، فيقوى به لبنان ويقوى الشرق؟. إن الاشكالية مطروحة على المسيحيين كما على المسلمين في لبنان. من هنا ضرورة إن تأتلف الاحزاب والتيارات المسيحية حول تحديد المهمة الحضارية للمسيحيين في لبنان، فيسود بينها الحوار الديموقراطي بدلا من النكايات السخيفة التي تجعل من بعضها ادوات في خدمة المشروع الهادف الى شطب المسيحيين من معادلة الدولة. لذا، فمن الضروري التجاوب مع الدعوة التي وجهها الرئيس العماد ميشال عون للتشاور، لأن في ذلك مصلحة لكل المسيحيين بل ولكل اللبنانيين".


واستطرد: "ان الحوار بين الافرقاء المسيحيين يجب إن يكون مدخلا لحوار وطني فعلي موسع بين مختلف الفئات اللبنانية. فطاولة الحوار كما شكلت لم تعد صالحة لأنها شكلت وفق صيغة بدائية فوجب توسيعها ليتوفر فيها التمثيل الصحيح لمعظم الفئات السياسية اللبنانية، ولممثلي المجتمع المدني، كالنقابات والهيئات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وذلك لوضع حد لنهج الصفقات المعتمد سابقا وراهنا، والقائم أساسا على التكاذب وتقاسم المغانم".


وقال: "أود التأكيد على ان مشاركة الانقلابيين في مؤتمر أنابوليس، جريمة اضافية بحق لبنان إذ لا يحق لهذه الطغمة، الجاهلة بتركيبة البلاد، أن تضاعف من عملها التخريبي تفريطا بمصالح الوطن والمواطنين. فالشخص الذي أرسلوه الى أنابوليس ضرب رقما قياسيا بالخفة والفشل، يوم أرسلوه الى الامم المتحدة خلال العدوان الخماسي في العام الماضي. إن آخر ما سيفعله هذا الشخص هو الدفاع عن لبنان بدليل ان المجموعة الانقلابية ما زالت ترفض تقديم شكوى أمام القضاء الدولي لادانة اسرائيل على جرائمها بحق لبنان واللبنانيين إبان حرب تموز. إن لبنان لا يحتمل المزيد من التطبيع مع إسرائيل لأن أقصى ما يستطيع تحمله أن يتقبل في مجال التطبيع حكومة إتحاد وطني تضم إلى جانب السنيورة بعض حلفائه من رموز السياسة الاسرائيلية. المهم اليوم وقف التدهور ومنعهم من شطب المسيحيين من معادلة الدولة".


حوار
سئل: بعد مغادرة رئيس الجمهورية واستلام حكومة الرئيس السنيورة كيف ستتعاملون مع هذه الحالة؟ اجاب: "لن نتعامل مع هذه الحكومة تحت أي ظرف من الظروف، وهذه الحكومة فاقدة للشرعية الميثاقية والدستورية وللشرعية الشعبية، وهذه الحكومة خططت للوصول إلى الفراغ مع الوصاية الدولية واعتبروا أنهم حققوا ما كانوا يطمحون إليه لتسليم مقاليد السلطة إلى فؤاد السنيورة اللاشرعي. وبالنسبة الينا كمعارضة، أي خطوة ستقوم بها سنعتبرها غير شرعية".


سئل: هل سيطول الفراغ؟ اجاب: "لقد دق ناقوس الخطر بالنسبة للمعارضة، وأريد أن أذكر بأن معادلة اللعب بالطوائف والمذاهب في لبنان بدأت بالطائفة الدرزية في موضوع مشيخة العقل، ولقد حذرت من هذا التلاعب الذي يمس التوازنات الطائفية في البلد طالما هذا النظام قائم على التوازن الطائفي، وإن ما جرى من قرصنة على حقوق الطائفة الدرزية قد سرى على الطائفة الشيعية. واليوم ضربوا بعرض الحائط التمثيل المسيحي الحقيقي بسياسة مقصودة لتفريغ موقع رئاسة الجمهورية".

أضاف: "اللعب بالتوازنات الطائفية سيؤدي إلى خلل في الاستقرار وإلى إنفجار داخلي وخراب على البلد إذا استمر هذا التعاطي في إدارة مؤسسات البلد".


سئل: ما رأيك بمواقف النائب وليد جنبلاط الأخيرة وهناك إجتماعات تعقد في الجبل وفي القرى تحت عناوين التهدئة؟ اجاب: "سأبدأ بالشق الثاني من السؤال، بالنسبة للجبل ليطمئن الجميع ان هناك توازنا في الجبل ولا أحد قادر على أن يضعه في جيبه، الجبل خرج من القمقم، والمعادلة التي كانت سائدة في الماضي ان الجبل في القمقم أصبحت مقولة فارغة المضمون. هناك توازن سياسي وتوازن حزبي، وبالتالي أطمئن الجميع لهذه المسألة. أما بالنسبة لمواقف جنبلاط الأخيرة، فأهلا وسهلا بمن يريد أن يتحول من الخندق الذي كان فيه إلى خندق الوطنية لأننا نحن كنا في نزاع مستمر ليس على مسألة الثلث أو الثلثين إنما الصراع السياسي أصبح له شكل آخر أو مضمون آخر وهو قائم على أي لبنان نريد. البعض كان يراهن على أن يكون لبنان إسرائيليا وهذه المقولة سقطت، إنما أهلا وسهلا بكل من يريد أن ينضم إلى صفوفنا، إلى الموقف الوطني الذي تعبر عنه المعارضة إنما على قاعدة المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين". واستبعد أرسلان "حصول صفقة على حساب لبنان في مؤتمر أنابوليس".

27-تشرين الثاني-2007

تعليقات الزوار

استبيان