المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

آية الله فضل الله: الاصطفاف العربي في أنابوليس يمهد لحرب ضد المنطقة العربية والإسلامية

الخميس 29/11/2007
أبدى آية الله السيد محمد حسين فضل الله، في تعليق على مؤتمر انابوليس، خشيته من أن يكون الاصطفاف العربي في مؤتمر أنابوليس عنصرا مساعدا في تمهيد السبيل لأجواء عدوانية إسرائيلية وأميركية ضد المنطقة العربية والإسلامية، ولشن حرب إبادة جماعية ضد قطاع غزة. مؤكدا أننا لم نعد نخاف على فلسطين وحدها أمام حال الانسحاق العربي الرسمي أمام إسرائيل داعيا الشعوب العربية والإسلامية والأحزاب والهيئات النقابية وعلماء الأمة إلى الاستعداد لمواجهة أخطار هذا المؤتمر وتداعياته من خلال التخطيط الإعلامي والسياسي والحركة الشعبية والميدانية.
واشار الى ان الشعب الفلسطيني، الذي تتوالى المجازر الإسرائيلية ضده يتساءل عن مؤتمر أنابوليس الذي انطلق في تظاهرة دولية وعربية في حماس منقطع النظير عن الغايات البعيدة المدى التي لا يزال يخفيها، وذلك إضافة إلى الأهداف الواضحة التي بدأت معالمها تظهر تباعا في وصول الانسحاق العربي أمام إسرائيل إلى المستوى الذي لم نعد نخشى فيه على فلسطين فحسب، بل حتى عن مصير هذا الواقع العربي في ظل حال الانهزام التي تسوده في مواقعه الرسمية.
وأضاف: إننا أمام هذا الجو الاحتفالي الذي تمظهر في الحركة السياسية والإعلامية من حول المؤتمر وفي الخطاب الحماسي والانفعالي للرئيس الأميركي والذي يستبطن محاولة لإعادة تقويم رئيس وزراء العدو بعد فشله في الحرب على لبنان، وإعادة تلميع أكثر من شخصية انهزامية وإضفاء حال من الصدقية على الإدارة الأميركية نفسها والتي سقطت مصداقيتها داخل أميركا وخارجها بفعل سياساتها الخاطئة في العالم، وخصوصا في الشرق الأوسط، وانحيازها المطلق لإسرائيل والذي جعلها تنجرف انجرافا أعمى إلى الحروب وإشاعة أجواء الفوضى في حمى الدفاع المطلق عن كيان العدو.
وتابع: إننا نخشى من أن يكون الاصطفاف العربي في هذا المؤتمر عنصرا مساعدا في تمهيد السبيل لأجواء عدوانية أميركية ـ إسرائيلية على المنطقة العربية والإسلامية، لأن إسرائيل لم تعد تفكر في التطبيع المجاني مع العرب فحسب، بل باتت ترغب في حشد الأنظمة العربية إلى جانبها في أية عملية عدوانية قد تستهدف هذا البلد العربي أو ذاك البلد الإسلامي، فضلا عن تخطيطها لشن نوع جديد من أنواع حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، وهي التي لم تتورع عن ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين حتى في الوقت الذي كان المؤتمر منعقدا.
وأكد إننا نقول لبعض المسؤولين العرب الذين يتحدثون عن شهرين مقبلين حاسمين لمعرفة مصير التحرك الأميركي، إن عليهم أن يتعظوا من الماضي وكيف أن التجربة التاريخية مع أميركا ومن خلفها إسرائيل كانت فاشلة في مدى الزمن، وكيف عمل الصهاينة بالتواطؤ مع الإدارات الأميركية المتعاقبة على تقطيع الوقت وإضاعة القضية الأساس المتمثلة بالاحتلال في ثنايا القضايا الأخرى لتبدو المسألة مسألة أمنية وليكون المطلوب من الفلسطينيين أن يتحركوا من خلال ما يضعه هذا الجنرال الأميركي أو ذاك من قواعد لهم لصوغ أمنهم الداخلي من خلال متطلبات الأمن الإسرائيلي ولينتهي الحديث بعد ذلك ليس عن فلسطين التاريخية وأرضها، بل حتى عن القدس واللاجئين وغيرها من العناوين التي بات الحديث عنها من المحرمات الأميركية والإسرائيلية أمام عنوان الدولة اليهودية غير القابل لاحتمال تقبل أي عنوان فلسطيني في داخله بما في ذلك فلسطين العام 1948.
ودعا سماحته الشعوب العربية والإسلامية إلى الاستعداد لمواجهة المفاعيل الخطيرة لهذا المؤتمر، وإعداد العدة الشعبية والميدانية لذلك، إلى جانب التخطيط الإعلامي والسياسي الذي لا بد من أن يكون دقيقا وشاملاً وبحجم الأخطار الكبرى التي أطلقها هذا المؤتمر، كما ندعو الهيئات النقابية والفاعليات الشبابية والطلابية والجامعية والحركات السياسية والثقافية والاجتماعية إلى التحرك ضمن لقاءات مدروسة لرسم خطط فاعلة في حركة المواجهة، ويبقى على علماء الأمة من الطوائف والمذاهب كافة أن يتحركوا بسرعة لتوحيد الصف الداخلي وتشكيل حركة إسلامية وعربية تكسر الطوق والأغلال الفئوية والمذهبية لتنطلق إلى ميدان الأمة لحماية قضاياها وقيمها وآخر قلاعها التي تكاد تسقط أمام تهويل المعتدين وخوف المنهزمين.
29-تشرين الثاني-2007
استبيان