المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الوزير فنيش: مواقف النائب جنبلاط ايجابية وبداية تحول ونأمل ان يثبت والمطلوب التعامل بواقعية وباحترام قواعد التمثيل

الخميس 29/11/2007
رأى وزير الطاقة والمياه المستقيل محمد فنيش، في حديث الى اذاعة لبنان، ضمن برنامج لقاء الاسبوع، ان بعض السياسيين في لبنان يحاولون دائما الهروب الى الامام بربطهم الاستحقاق الرئاسي في لبنان بالتطورات الخارجية الاقليمية والدولية.
وقال فنيش: هناك استنتاج لدى البعض بأنه اذا كان هناك تقارب سوري - اميركي في انابوليس قد ينعكس على الاستحقاق، معتبرا ان هذه بداية قد تطول، ومسار تقدم العلاقات السورية - الاميركية قد يحتاج الى اشهر وسنوات، وبالتالي هل يعني ذلك ان نربط مشكلتنا في لبنان بهذا المسار الذي قد يحتاج الى وقت طويل.
واعتبر ان هذه القراءة مبتورة وناقصة ومتسرعة، ولذلك فان من مصلحتنا عدم ربط ازمتنا بأزمة المنطقة واذا ربطنا الاستحقاق الرئاسي بما ستؤول اليه العلاقات الاميركية - السورية معنى ذلك اننا تركنا بلدنا في الفراغ، لذلك من مصلحتنا ان نحسم امرنا، وعندما يكون هناك وفاق داخلي فهذا سيحصن البلد مهما كانت نتائج انابوليس.
وردا على سؤال اوضح ان الاداء السياسي القائم بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي لا ينبىء بمؤشرات ايجابية، لان التعاطي مع هذا الاستحقاق يأتي في اطار المبارزة والكباش السياسي وسعي كل طرف الى تسجيل نقاط على الطرف الاخر فإن ذلك لن يؤدي الى حل وبالتالي لن نصل الى تفاهم وتسوية.
واوضح ان متطلبات التسوية في حاجة الى اداء مختلف لانه لا بد اولا من قراءة القوى المؤثرة في المعادلة السياسية والقواعد التي يمكن اتباعها للوصول الى توافق يحمي الاستقرار الداخلي وينتج حل لازمة او لادارة ازمة، مؤكدا انه حتى الان لا يتم احترام هذه القواعد وبالتحديد التعامل مع التيار الوطني الحر بما يمثل مسيحيا، واذا لم يتم تغيير هذا التعامل لجهة الاقرار بأن دور التيار اساسي في انتاج هذا الوفاق ، ولا يمكن تجاهل دور العماد عون في انجاز التوافق، فلن يكون هناك توافق حقيقي ولن ينتج توافق.
واعتبر انه في مجرد الرد السلبي على مبادرة عون دون قراءة ودون تأمل في التغييرات والاضاءات والاشارات، التي تحملها هذه المبادرة، هذا يعني ان هذا الاداء يجهض المبادرات ولا يبني على ما يظهر من ايجابيات في هذه المبادرة.
واكد ان المطلوب جدية في البحث عن التوافق وقراءة الواقع السياسي وابعاد مخاطر استمرار التأزم القائم، والمطلوب التعامل بواقعية وباحترام قواعد التمثيل المطلوبة في التركيبة المجتمعية والسياسية اللبنانية.
وردا على سؤال عن اعلان حزب الله ان العماد عون هو نقطة ارتكاز في الحل، وهل يعني ذلك ان الحزب سحب التفويض من رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال فنيش:عندما نقول ان عون ركيزة التفاهم نأخذ في حساباتنا ان عون قوة اساسية في المعارضة وكذلك دور الرئيس بري التفاوضي، لكن هذا الدور التفاوض لا يتعارض مع مبدأ يكون هناك اخذ بعين الاعتبار لموقع عون التمثيلي، وبالتالي فان الرئيس بري من موقعه التفاوضي لا يمكن ان يقبل بتسوية يشعر معها ان هذه التسوية لا تراعي الحجم التمثيلي للعماد عون اولا تراعي موقف ميشال عون، ايضا العماد عون عندما نقول اننا نقف معه ونقف الى جانبه يعتبر نفسه جزء من المعارضة، وهذا الشأن ليس شأنا مسيحيا فقط بل شأنا وطنيا، كما المطلوب ان يكون منسجما مع المعارضة، المطلوب ايضا في طروحاته ان يصل الى حد ملاقاة الطرف الاخر.
وردا على سؤال قال فنيش: نحن حلفاء والتيار الوطني الحر، نلتقي في رؤية مشتركة، وهذا جزء من الاصطفاف السياسي القائم.
وقال: عندما نقول نريد توافق، ونحن نؤيد ما يتفق عليه الفرقاء المسيحيون نأخذ بعين الاعتبار موقف حليفنا، وعندما نقول ان عون ركيزة التفاهم نكون بذلك قد ايدنا مبادرة بكركي، لان مبادرة بكركي لا يمكن ان تنتج مفاعيل بمعزل عن قبول التيار الوطني الحر فيها.
واضاف: نحن لم ندخل في عملية فرز مرجعيات انما نحن في صدد عملية سياسية نتعاطى فيها مع واقع تمثيلي، موضحا ان بكركي لم تفرض نفسها كفريق سياسي بل هي استدرجت لتلعب دور توفيقي، وهذا الدور التوفيقي لا يكتمل بتجاهل التيار الوطني الحر.
وردا على سؤال، قال: عندما نقول ان عون هو ركيزة التفاهم هو تأكيد على الاصطفاف السياسي الذي نحن فيه الى جانب التيار الوطني الحر، كما التيار الوطني الحر الى جانب المعارضة في موقعها السياسي.
واعتبر ان الانقسام موجود والتوصيف هو توصيف لواقع، والاصطفاف السياسي امر مشروع ولا صلة له بمسألة توهين مرجعية روحية او تعزيز انقسام بين المسيحيين.
وردا على سؤال عن مطالبته النائب وليد جنبلاط بالثبات على مواقفه، قال: هناك تبدل يحصل عند بعض الفرقاء منهم السيد وليد جنبلاط حيث كان بين خطابه في بنت جبيل وبعض مواقفه تحولا ب 180 درجة، اما اليوم فلديه اعادة قراءة بنى عليها حسابات وعلى اساسها اصدر مواقفه الاخيرة، وانا اعتبر ان ذلك ايجابيا وبداية تحول ونأمل ان يعمم وان يثبت وان لا يطرأ تغيير ما ونعود الى تحول ب 180 درجة، وبالتالي انا لا اشكك، ولكن اريد ان اطمئن واتثبت ان هذه القراءة وما صدر من موقف على الاقل ثابتة لمرحلة ما.
وعما اذا كان التبدل في المعطيات تفرض على حزب الله قراءة جديدة في ضوء النظرة السورية والاسرائيلية الى مؤتمر انابوليس المختلفة خصوصا وانتم حلفاء لسوريا وإيران قال الوزير فنيش: نحن لا نربط الوضع الداخلي بتطورات انابوليس.
واوضح ان نكون حلفاء لايران وسوريا في ما يختص دعم قضايانا في مواجهة اسرائيل لا يعني ابدا التطابق في المواقف ولا يعني ابدا التبعية في القرار، نحن حلفاء ونختلف في الرؤية وفي التقدير وفي الموقف، ونحن متفقون في المسائل الاساسية، ولكن قد نختلف في التفاصيل وتشخيص الموقف المطلوب مع الاخذ بعين الاعتبار طبيعة موقع كل منا، فنحن حركة مقاومة لنا حساباتنا ولنا رؤيتنا لطبيعة الصراع مع اسرائيل، ليس بالضروري ان يكون تطابق تفصيلي في المواقف وان كنا نتفق في الاساسيات.
وعن موقف النائب ميشال المر الاخير وتأثيراته على الموقع التمثيلي للعماد عون، اعتبر ان جهد النائب ميشال المر لم يخرج عن اطار التفاهم والتحالف مع عون، وللوزير المر دائما خصوصيته وحركته التي يتحرك فيها من اجل تقريب المواقف، ولكنه في النهاية اكد انه حليف اساسي للعماد عون، تاركا لنفسه هامشا ان يتحرك بوسائل لعله يستطيع ان يجد ثغرة في جدار المواقف المسدودة.
وعن تقدير المر للحكومة لانها تسعى وتدعو الى انتخابات رئاسية لملء الفراغ، اكد انه لا يخفى على ميشال المر ان هذه الحكومة مبتورة وانها منتقصة الشرعية ولا تحظى بالمشروعية الميثاقية والدستورية بغض النظر عن موقفه الاخير، وبالتالي فان النائب المر ربما يسعى الى شيء ما وهو يحاول التعاطي مع امر واقع اكثر مما هو اقرار بمشروعية.
وعن طرح موضوع ترشيح قائد الجيش مجددا لرئاسة الجمهورية وامكان تعديل الدستور وموقف الحزب من الترشيح والتعديل، قال فنيش: يجب التمييز بين الموقف الشخصي من العماد سليمان الذي يحظى بكل احترام وتقدير ولدوره كقائد للجيش ولمواقفه الوطنية المعروفة والمشهودة التي هي محل تقدير الجميع وبين مسألة الاستحقاق الرئاسي، مشيرا الى ان موقفنا واضح وهو ان اي توافق ينبغي ان يكون المدخل اليه التفاهم مع التيار الوطني الحر والعماد ميشال عون. اما في مسألة تعديل الدستور هناك اشكالية كبيرة اليوم في هذه المسألة فهل هناك جدية بطرح العماد ميشال سليمان ليكون مرشحا توافقيا من قبل الفريق الاخر ام هي مناورة ومحاولة ايجاد نوع من الشرخ في صفوف المسيحيين ومحاولة لعب ورقة الجيش في مواجهة وضع سياسي معين بدأ الجنرال عون يعمل عليه، مؤكدا انه لم يتضح لديه ان كان هذا الطرح هو طرح جدي بمعزل عن النتائج التي يمكن ان تصل اليها.
واوضح ان فريق الاكثرية عندما عطل امكانية اقامة حكومة شراكة هو عطل ايضا امكانية تعديل الدستور.
واضاف: هناك حكومة منتقصة المشروعية الدستورية، وهذا الفريق اوجد مشكلة كبيرة في البلد.
وتساءل: كيف يتم تعديل الدستور في ظل فراغ في موقع رئاسة الجمهورية وفي ظل مشكلة مع مشروعية الحكومة الدستورية؟
وردا على سؤال عن اعتراف المعارضة بشرعية الحكومة من خلال المشاركة في الانتخابات الفرعية والاعتراف بنتائجها، قال فنيش: ان التعاطي بايجابية، هو شهادة للمعارضة وليس بانتقائية وكانت تفرق بين موقعها المبدئي لجهة عدم دستورية قرارات الحكومة وخصوصا تجاوزها لصلاحيات رئيس الجمهورية وعدم مشروعيتها الميثاقية والدستورية وبين ان تتعامل مع نتائج منبثقة من ارادة شعبية، وبالتالي جرى التعامل مع النتائج، والتعامل مع النتائج لا يعني اقرارا بمشروعية قرارات الحكومة لجهة عدم دستورية هذه الحكومة او لجهة عدم القبول بتجاوز صلاحيات رئيس الجمهورية.
وعما جاء في خطاب الامين العام ل حزب الله السيد حسن نصرالله الاخير وما طرحه من قضايا تتعلق بالحكومة وتشكيلها وقيادة الجيش والاجهزة الامنية على الرئيس المقبل، وهل يعتبر ذلك شروطا على من يأتي رئيسا للحكومة ايضا قال فنيش: نحن نتكلم عن التوافق الذي نراه قائما من وجهة نظر المعارضة منذ البداية على قاعدة احترام الشراكة في السلطة سواء كانت شراكة بالمعنى الدستوري لمراعاة التوازن السياسي والطائفي او المشاركة بمعنى المعادلة السياسية القائمة بين المعارضة والموالاة، وعندما نقول اننا شركاء في اختيار رئيس الجمهورية فهذا بداية المدخل للتوافق، لكن ليس هذا هو التوافق، لان التوافق يكون توافقا نتجاوز فيه الازمة وفي ان نلحظ الامرين معا الاتفاق على الرئيس ويكون هناك اتفاق ايضا على الحكومة التي ستشكل ستكون حكومة شراكة وطنية لما يحفظ للمعارضة حجمها التمثيلي هذا هو باختصار مضمون الخطاب السياسي لكلام سماحة الامين العام.
وعن تقييمه لمؤتمر انابوليس قال: المؤتمر ليس اكثر من محاولة لادارة اميركية في آخر عهدها ان تظهر اهتماما بناء لشكوى عربية من عدم التفات هذه الادارة الى ما تشكو منه الانظمة العربية المتحالفة معها.
واعتبر ان بوش في آخر عهده يريد ان يبدو مهتما، ولكن الوقت لم يعد عامل مساعد.
وعن الحملة على مشاركة الحكومة اللبنانية في اعمال مؤتمر انابوليس قال فنيش:
اولا: هذه الحكومة غير معترف بشرعيتها ودستوريتها، وبالتالي ما يصدر عنها غير مقبول بالنسبة الى المعارضة.
ثانيا: ان تقييم ما سينتج عن المؤتمر بالنسبة الى مصلحة لبنان هو محل خلاف حاد بين اللبنانيين، وان قرار المشاركة في ظل هذا الخلاف كان خطيئة اخرى تضاف الى خطيئة الممارسة غير الدستورية لهذا الفريق.
واكد ان لبنان ليس معنيا بهذه العملية التفاوضية القائمة في انابوليس، وهو بالتالي ليس معنيا بالدخول في البازار التفاوضي والمساومة على الحقوق انما هو معني بما لديه من مصلحة في القرارات الدولية التي تقول بانسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية ورفض التوطين.
وتساءل: ما هي مصلحة لبنان في المسار التفاوضي وفي ظل انقسام داخلي، في وقت للبنان قضية معروفة في مزارع شبعا ولديه قوة المقاومة يستفيد منها.
وعن المشاركة السورية في انابوليس، قال فنيش: نحن نتفهم موقف سوريا لان لها حساباتها كدولة ولها قراءتها للاوضاع وان حسابات سوريا تنطلق من انها ترى في المؤتمر فرصة لاعادة نوع من مد الجسور مع الوضع العربي العام ومع الدور الاميركي، وطالما ان الاميركي يحتاج الى هذا الدور السوري هناك امكانية استفادة من اعادة بناء هذه العلاقة مجددا لاكثر من حسابات مؤتمر انابوليس، والسوري اذا وجد فرصة لطرح قضية الجولان فهو لن يترك هذه الفرصة.
29-تشرين الثاني-2007
استبيان