المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

مهرجان خطابي حاشد للمعارضة لمناسبة مرور سنة على الاعتصام وسط بيروت: المعارضة جاهزة لتسوية سياسية عبر رئيس توافقي

وطنية - 1/12/2007
أقامت المعارضة مهرجانا خطابيا حاشدا، لمناسبة مرور عام على اعتصامها في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، في حضور عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب سليم عون وعضو كتلة الوفاء للمقاومة الدكتور حسين الحاج حسن، والنواب السابقين زاهر الخطيب، عدنان عرقجي، فيصل الداوود، وممثلين عن التيار الوطني الحر يتقدمهم اللواء عصام أبو جمرة، وعن تيار المردة منسق الشؤون السياسية في التيار يوسف سعادة، وعضو المكتب السياسي لحركة أمل محمد برجاوي، عضو المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي، الحزب الديمقراطي اللبناني زياد شويري، عن الحزب القومي السوري نائب رئيس المكتب السياسي توفيق مهنا، أمين سر حركة الناصريين الديمقراطيين خالد الرواس، التنظيم الشعبي الناصري، ممثلين عن هيئة علماء الشمال وعكار، حركة الناصريين المستقلين المرابطون، وفد من حزب الإتحاد، وفد إتحاد الجمعيات والهيئات البيروتية، ووفود تمثل القوى والهيئات والجمعيات والنقابات المنضوية في قوى المعارضة، وحشود شعبية من مختلف المناطق البنانية.

وقد رفعت خلال الإعتصام الأعلام اللبنانية والحزبية، ويافطات تطالب بالشراكة والوحدة الوطنية. استهل الإعتصام بالنشيد الوطني اللبناني، وأناشيد قدمتها فرقة الولاية من وحي المناسبة.


الرواس
والقى كلمة حركة الناصريين المستقلين أمين السر خالد الرواس الذي وجه تحية الى المعتصمين، وعدد مراحل الإعتصام خلال عام وقال: " اولا رفع هذا الإعتصام منذ بدء عناوين المشاركة في إطار حكومة وحدة وطنية، يراعي تشكيلها نسبة التمثيل النيابي، وهذا المطلب ينسجم مع ميثاق العيش المشترك.
2- بدأت المعارضة تحركها الشعبي في أقامة الإعتصام، كتعبير سلمي وديمقراطي عن رفض سياسات الإستئثار والتسلط، التي يمارسها ولا يزال هذا الفريق الحاكم، فشهدالإعتصام هذا العام مشاركة شعبية واسعة شملت كل الفئات والأحزاب والتيارات، بلغت ذروتها بحشد تجاوز المليون ونصف المليون مواطن في أكبر احتجاج شعبي عرفه لبنان.

3- جسد هذا الإعتصام الوحدة الوطنية الحقيقية بثين اللبنانيين وكسر الحواجز الطائفية والمذهبية، وأسقط مخططات الفتنة التي كان يراد إشعالها، ونجح عبر ماطلبه بأن يظهر الخلاف القائم في البلاد، هو خلاف سياسي وليس خلاف طائفي.
4- كما شهد الاعتصام محاولات استفزازية عديدة لإخراجه عن سلميته، عندما جرى الإعتداء على المعتصمين العائدين في منطقة قصقص، حيث استشهد الشهيد الأول للمعارضة أحمد محمود، ومع ذلك فإن المعارضة التي انتصرت مقاومتها على إسرائيل لم تنجر الى تلك الإستفزازات، وضبطت أعصاب جماهيرها وقطعت الطرق على الفتنة.

5- جرت محاولات عديدة بحق الإعتصام من قوى التسلط والهيمنة، لاستهدافه وإظهاره بأنه اعتصام غير مجدي، وأن على المعارضة إنهاءه بحجة أنه أصبح عبئا عليها ويلحق الضرر بالإقتصاد الوطني، كل ذلك اشتغل عليه الفريق الحاكم لإخفاء عيوبه، بالعجز عن معالجة الملف الإقتصادي الإجتماعي المتدهور أصلا من جراء النهج الحكومي القائم، والذي يهدف هذا الإعتصام الى تغييره.

6- شهد الإعتصام محطات عديدة من المشاركة الشعبية المتنوعة، كان الهدف منها تعزيز الرؤيا الوطنية ومفهوم بناء الدولة استنادا الى عوامل الوحدة الوطنية، وتعزيز ثقافة المقاومة.

7- حرصت المعارضة خلال اعتصامها على عدم أقفال الشوارع المحيطة بالإعتصام، فحصرته في مربع خال من المحال التجارية، حرصا على أرزاق الناس، مع تأكيدها على أن يبقى هذا الإعتصام قبالة السراي، شاهدا على استمرارية الخلل القائم في سياسات هذا الفرق، هذه السياسات التي أغرقت البلاد في حالة من عدم الإستقرار السياسي والإقتصادي، ترافقت مع حجب المساعدات عن مستحقيها أبان االعدوان، ممن هدمت إسرائيل بيوتهم، ناهيك عن الأعباء الضريبية التي رزح تحتها المواطنون، وارتفاع معدلات الهجرة وأسعار السلع ونسبة البطالة، وبدل أن يذهب هذا الفريق باتجاه العمل على تمتين الوحدة الوطنية لتحصين الساحة الداخلية، عمل على تمين المربعات الأمنية لتمتين استئثاره بالسلطة، ولكي يبقى في موقع المواجهة مع من حرر واسترد الأرض، بدل من أن يكون في موقع المواجهة مع من يحتل الأرض وينتهك الكرامة".


رفول
ثم ألقى منسق عام التيار الوطني الحر الدكتور بيار رفول كلمة أشار فيها الى ان "الثورة هي مشروع وطني لا يرتبط بزمن محدد، لا يتم ولا ينتهي إلا بالوصول الى الأهداف"، وقال أنه بعد سنة على الإعتصام، "أثبتنا أن لبنان وأهله أغلى من الغالي، وأن المعارضة متماسكة ضد موالاة تتفكك".

وتطرق الى حرب تموز التي "انكسرت فيها أقوى قوة في المنطقة، وكشف تأخر الحكومة وحقدهم على الأبطال وعلى الذين تهجروا"، لافتا الى المساعدات التي "تمت المتاجرة بها، والى الأموال التي وزعت على الأزلام".

أضاف: "نحن في اعتصامنا هذا تم التأكد من هشاشتهم ومن مخططاتهم لضرب لبنان النموذج الإنساني للعالم كله"، مشيرا الى أن الإعتصام "لم يعطل الوسط التجاري بل هم الذين عطلوا كل مقومات الوطن والدستور، وأفلسوا المؤسسات".

واعتبر أن الحكومة "مازالت ممعنة بغطرستها، والدولة أصبحت بلا رأس"، لافتا الى أن هدف المعارضة "أصبح مزدوجا، إسقاط حكومة الإستئثار والتسلط وانتخاب رئيس للجمهورية".
واعتبر أن الحكومة "شارفت على النهاية"، داعيا الى "انتخاب رئيس وليس مرؤوس، يثبت الإستقرار ويحفظ ثروة الوطن، ويعيد السيادة والحرية والإستقلال، ويرجع كل مهجر وكل من في سوريا وإسرائيل".


عرقجي
ثم تحدث النائب السابق عدنان عرقجي فخاطب المعتصمين قائلا: "قبل سنة وقفتم في هذه الساحات رافعين الصوت ضد مخططات تستهدف الوجود والكيان، مطالبين بشراكة وطنية في القرار والمصير. إن الصرخة المدوية التي أطلقتموها مجتمعين مازالت حتى اليوم تتردد خلف جدران السراي الكبير حيث اعتصم الغاصبون، وأن السنة المنصرمة على إقامتكم في هذا الساحات، حملت الى لبنان الكثير من المآسي نتيجة التسلط الذي مارسته الزمرة الحاكمة التي ظنت للوهلة الأولى ان باستطاعتها إلغاء الآخرين وتهميش دورهم. لكن إرادتكم الثابتة أسقطت الحلم الأميركي- الإسرائيلي، وفوتت على عملاء الداخل إمكانات الولوج الى ضرب الصيغة، تمهيدا لقيام كيانات مذهبية متناحرة، تبرر قيام الدولة اليهودية".

أضاف:"لقد حاولوا بشتى الوسائل، نزع صفة المقاومة عن حزب الله، تارة من خلال ربطه بمحور سوري - إيراني يخدم مصالح الدولتين الصديقتين، وتارة أخرى من خلال تصويره بأنه حزب شمولي يسعى لإقامة ولاية الفقيه في لبنان. ولما عجزوا عن إقناع اللبنانيين بأفكارهم التقسيمية، لجأوا الى التحرشات المسلحة وازدادوا إصرار على التفرد بالحكم والإستئثار بالسلطة، لكن المقاومة ظلت ثابتة على مبادئها وتحملت كل الإتهامات والإساءات بصبر عظيم، متسلحة بإيمانها الصادق، وبتحالفاتها الراسخة مع قوى الخير، في مواجهة قوى الشر".

تابع: "إن بيروت التي انطلقت منها الرصاصة الأولى ضد الإحتلال الأسرائيلي، لن تنحني أمام المشاريع الأميركية المشبوهة، التي يتولى نزلاء السراي الكبير تنفيذها. إن بيروت المقاومة لن تخضع للتركيع والإذلال والتجويع الذي تمارسه الطغمة الحاكمة المتمترسة في حمى كونداليزا رايس. إن بيروت كانت وستبقى منارة الشرق بمقاومتها وثقافتها وعلومها ووحد أبنائها، وإيمانها بصيغة العيش المشترك".

اضاف: "وهنا يسأل الرأي العام اللبناني ونتساءل معه:" إذا كانت الطغمة الحاكمة حريصة على حياة مواطنيها ومستقبل أولادهم لماذا لم تتخذ خطوة واحدة منذ سنة الى اليوم لمعالجة أسباب الإعتصامات؟ لماذا تصر على الإستئثار والتسلط وترفض مطلب المعرضة بجقها الوطني في الشراكة؟ لماذا تصر على التفرد بحكم أكثرية الشعب الذي نزل الى الساحات مطالبا برحيلها؟ لماذا تصر على عزل وتهميش للقوى الأكثر تمثيلا في المجتمع اللبناني".


الداوود
ثم تحدث النائب السابق فيصل الداوود الذي حمل على "الحكومة اللاشرعية واللاميثاقية"، مؤكدا "اننا لن نتنازل عن ثوابتنا التي آمنا بها لانها ترتكز على رفض التجزئة والتقسيم والطائفية والارتهان للمخطط الاميركي الصهيوني في الشرق الاوسط".
وقال: "نحن في المعارضة طلاب وفاق وتوافق، ونؤمن بالتعددية الفكرية والسياسية والمذهبية مع الاعتراف بالآخر، ولسنا طلاب استئثار او احتكار، لان الوطن للجميع وعلى الجميع ان يضعوا مصلحة لبنان واستقراره فوق اي اعتبار".

ورأى الداوود "ان الحكم بين المعارضة وما يسمى بالاكثرية لن يكون الا الدستور اللبناني وهو الضمانة والخلاص"، وقال: "ان مدخل الحل للوفاق الوطني هو انتخاب رئيس توافقي، واننا كمعارضة مع ترشيح العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية لأنه مرشح توافقي لما يمثل من قيم واخلاق عالية وقيادة حكيمة جعلت من المؤسسة العسكرية مدرسة للتلاحم الوطني وبرهنت في حرب تموز التكامل مع المقاومة في صد العدوان الصهيوني. وتكلل انتصار هذه المؤسسة في معركة نهر البارد لتفشيل مخطط التقسيم الذي رسم للبنان".

وأكد ان "انتخاب الرئيس يجب ان يتلازم مع حل متكامل وذلك بتشكيل حكومة وطنية متكافئة بين جميع الاطراف ضمن ثوابت اساسية تتلخص بأربع نقاط: الحفاظ على سلاح المقاومة كعامل لاستقلالية القرار اللبناني، الحفاظ على المقاومة التي تمثل الضمانة للوحدة الوطنية، تعيين قائد للجيش اللبناني على صورة ومثال العمادين اميل لحود وميشال سليمان، الالتزام بعروبة لبنان والعلاقة المميزة والودية والاخوية مع الشقيقة سوريا".


ابو جمرة
ثم القى اللواء عصام ابو جمرة كلمة التيار الوطني الحر، فقال: "سنة مرت على اعتصامكم الوطني في ساحة الشهداء، سنة مرت على وقوفكم في وجه المقوقعين امامكم في السراي لتقولوا لهم، لن يغمض لنا جفن قبل ان نوقف استئثاركم بمقدرات لبنان، قبل ان نقضي على صفقاتكم المشبوهة ضد شعب لبنان. لن يغمض لنا جفن قبل ان تغادروا السراي الى غير رجعة".
اضاف: "يطالبون بافضل العلاقات مع سوريا، واذا طالب بها العماد عون فهو متعامل معها، يتحالفون مع "حزب الله" في الانتخابات والحكومة واذا تفاهم العماد عون مع الحزب فهو ارهابي. لا يريدون عون رئيسا، لان عون يقول كلا للاستغلاليين وعنده حل للفاسدين، لان عون يقول كلا للتوطين ويقترح حلا للفلسطينيين. لان عون دفع غاليا في سبيل السيادة والاستقلال ويريد التفاهم مع الشرفاء الذين دفعوا الدم في سبيل لبنان.
وقال: "لقد كان دولة الرئيس عون وطنيا كبيرا في ماضيه وكبيرا في حاضره وسيبقى وطنيا كبيرا في مستقبله، ومبادرته كانت اكبر دليل وستبقى خارطة الطريق لمن يريد خلاص لبنان.
يزايدون علينا بترشيح قائد الجيش العماد سليمان للرئاسة ونحن نعتز ونفاخر بمن قاد هذه المؤسسة وخلص لبنان من الارهابيين وشرهم.
ايها الصامدون، قولوا لهم سترحلون قريبا وقريبا جدا مهما كان الثمن، وسيعود الحكم والقرار الى الشرفاء، الى رجال السيادة والحرية والاستقلال، الى رجال الشرف والتضحية والوفاء. ليعيدوا الى الرئاسة وزنها وباقي المؤسسات والمستكبرين فيها الى احجامهم ليستقر لبنان ويزدهر".


الخطيب
بعد ذلك، القى النائب السابق زاهر الخطيب كلمة حيا فيها المعتصمين، وقال: "احييكم لانكم تمكنتم ان تمثلوا نموذج القوة في المقاومة التي هزمت القوة التي لا تقهر، وقدمتم بالروحية ذاتها قوة النموذج للنضال السلمي الحضاري الديموقراطي باعتصامكم هذا، على بضعة امتار من السراي الذي تحول الى وكر في بعض كواليسه للتآمر مع السفراء الاميركيين وغيرهم من السفراء".

أضاف: "لقد قدمتم قوة النموذج لحركتكم الاحتجاجية الاعتراضية السلمية الحضارية وصدقنا بوعدنا. بعد عام نأتي لنقول لن نفك الاعتصام الا برحيل الحكومة الفاقدة للشرعية والوطنية والاخلاق والقيم والمناقبية. واما وعدنا الذي صدقنا به حتى اللحظة وحققناه فهو الوفاء لشهداء حركة المعارضة الذين جابهوا الاستفزازات والتحرشات والافتراءات والاعتداءات وسقط منا الشهداء وبقينا اوفياء بدماء الشهداء بصون السلم الاهلي والاستقرار والامن".

وتابع: "لقد قدمنا نموذجا للرد على اولئك الذين يعترضون على اتهامنا لهم، بأنهم في دائرة تلقي الاوامر والاملاءات والانصياع للارادة الاميركية ولخططها متحالفة مع الغرب ومع العرب الاستسلامي، واعتبرت ان الوحدة التي تجسدت في ساحات الاعتصام قهرت الحرب الاهلية وانتصرت بالصيغة التي بدأت تطل برأسها اليوم. ونحن نرحب بالصيغة التي رفعها العماد ميشال عون، والمعارضة من ورائه تعزز موقفه المقاوم ونعزز معه كلنا وحدتنا ونجدد عهدنا بالوفاء للسلم الاهلي وبالوفاء بوعدنا بان تذهب بقايا هذه الحكومة الناقصة بشرعيتها ووطنيتها".


شويري
ثم القى كلمة الحزب الديمقراطي اللبناني أمينه العام زياد الشويري الذي اعتبر: "أن المعتصمين وقفوا في وجه القضاء على الديمقراطية في لبنان، ضد من احتلوا السراي قبل عام وفرضوا سلطتهم الإنقلابية، بغطاء من الدول الكبرى، ووصل بهم الأمر الى التواطؤ والتآمر على لبنان الى حد نسف تركبية لبنان الإجتماعية والتاريخية"، مشيرا الى "الدعم الذي توفر لهذه الحكومة من الولايات المتحدة الأميركية، والدول الكبرى كافة ومن الإتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وأجهزة الإعلام الغربية والصهيونية".

أضاف: "اليوم بالذات نعيش ما يؤكد على ذلك، كيف انتقلوا من غلاة المعادين لترشيح قائد الجيش، الى غلاة المؤيدين لوصوله الإنقاذي"، لافتا الى "كلمة السر والأمر اليومي الذي وصلهم من سلطة الوصاية الدولية"، واعتبر أن أمرين "رسما حدود الديمقراطية والسلم الأهلي في لبنان، هما وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، والإعتصام الذي لم يعط حقه كما يجب، بل طاله الظلم بتحميله مسؤولية مديونية الخمسين مليار دولار، كل ذلك خدمة لشركة سوليدير".

وختم بأن رئاسة الجمهورية "يعيد اليها اعتبارها رئيس قوي، يحمي السلم الأهلي ويحفظ عقيدة الجيش، وأن العماد ميشال عون هو مرشح المعارضة، والقرار في شأن ترشيحه يعود له، منوها بالقيادة الحكيمة للجيش، بشخص العماد ميشال سليمان، الرجل الموثوق والمؤمن والأمين، وبمبادرة العماد ميشال عون، التي هدفها تحصين موقع رئاسة الجمهورية".


سعادة
وألقى منسق الشؤون السياسية في تيار المردة يوسف سعادة كلمة قال فيها:" هذا الإعتصام بات خبز تصريحاتهم اليومية، وجعلوا منه المشكلة والقضية، فيما ضربوا ميثاق العيش المشترك في السراي الحكومية، وسخروا من إرادة أكثر من نصف الشعب اللبناني، ولم يرف لهم جفن، بئس مسؤولين لا يسمعون صوت الشعب، بئس سياسيين يبكون الإنتصار ويعملون للاستئثار. واليوم وبعد مرور سنة على المطالبة بالشراكة وبحكومة وحدة وطنية وانتخابات نيابة مبكرة، وهي مطالبة متواضعة ومحقة، تحصن البلد والعيش المشترك، الذي يشكل الهوية الفعلية للبنان. وبالرغم من تواضع مطلبنا وأحقيته قدمنا التسهيلات، إنقاذا للبلد ووفاء لشعب وفي ارتضى الإعتصام وصولا الى الحق".

أضاف:" نريد اليوم رئيس قوى، رئيس قادر، رئيس يعيد الأمان الى الشارع المسيحي والشارع اللبناني، ومن هذا المنطلق طرحنا الجنرال عون، رفضوه لأنهم يهابوه لأنهم يرفضون الشركة الحقيقية، وعندما طرح إسم العماد سليمان، سارعوا الى الرفض حد الإستنكار، بالأمس سقط وحي على بعضهم، والبعض الآخر لم يدر وسمى أحد النواب إسم العماد ميشال سليمان. إقتراح لم يصل الى حد المبادرة فهل هو شكل من أشكال المناورة؟ ألا يستحق موقع رئاسة الجمهورية وموقع قيادة الجيش، أنيجتمعوا ويصدروا بيانان واضحا وصريحا، بترشيح العماد سليمان للرئاسة".

وقال: "ميشال سليمان قائد ملتزم بعقيد الجيش، خارج حدود الطائفية، وحريص على الوطنية، قائد معركة ضد الإرهاب وخرج منها منتصرا لكل الوطن، حافظ على السلم الأهلي في مختلف التظاهرات، وبقي على مسافة واحدة من الجميع حرصا على وحدة الوطن. بندقيته مصوبة أبدا ودائما نحو العدو الوحيد، نحو إسرائيل صونا للوطن، ووصوله الى سدة الرئاسة انتصارا واضح للمعارضة وللوطن، وموقف المعارضة بدأ يظهر ويتظهر، معارضة أثبتت تماسكها، والسنة التي مرت وأنتم معتصمون من كل الأطياف والطوائف خير دليل وشاهد. أخيرا نأمل أن نصل الى رئيس قوي وحكومة مقاومة وقادرة ومجلس نيابي، يمثل خير تمثيل لنكون قد حصدنا ثمار اعتصامنا الذي هو اعتصام للحق".


مهنا
والقى كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي نائب رئيس المكتب السياسي توفيق مهنا فخاطب المعتصمين بالقول: "يا من اعتصمتم من اجل لبنان، لبنان المقاوم، الموحد، السيد الحر بإرادة شعبه".

اضاف: "هي ساعات قليلة ويبدأ تاريخ جديد، تاريخ يليق بكم يا انبل الناس، يا اشرف الناس، يا اخلص الناس يا اكثر الناس تعبيرا عن ديمقراطية حرة وتعبيرا عن ارادة ماضية نزلت الى الساحات وكانت بحق ارادة نظيفة، لم يحصل خلال هذه السنة حادثة مما اثبت انكم شعب عظيم جدير بالانتصار في المقاومة وجدير بالانتصار بالديمقراطية".

واضاف: "نزلتم الى الساحات الى قلب بيروت، بيروت المقاومة وخالد علوان وبيروت العروبة وجمال عبدالناصر الذي قبل ايام واسابيع اعتدوا على رمز المقاومة فيها. خالد علوان ولم ترف لهم جفن ولم ينبسوا ببنت شقه تماما كما كان الحال مع اعتصامكم، فكيف لا يرف جفن لشعب حي عظيم نزل ليقول نريد المشاركة وان نتحمل المسؤولية وان نبني دولة وان نحرر لبنان من الوصاية الدولية لنعيد الوصاية فقط لإرادة هذا الشعب العظيم".

وقال: "هي ساعات يتغير فيها التاريخ وينتصر صبركم وجهادكم رغم كل حملة التخوين والتهويل والفتنة، الا انكم انتصرتم بوحدتكم وتنوعكم وبمعارضتكم التي هي تعبير حي عن كل الوطنيين وعن كل الاحرار في لبنان".

وانتقد الحكومة التي "باعت القرار الوطني بالوصاية الاجنبية، وتخلت عن المقاومة في اصعب الساعات وتآمرت وتواطئت وحاولت جاهدة ان تقلل من حجم الانتصار، لا بل تمادت اكثر عندما حاولت ان تنال من رمز المقاومة ومن قدسية المقاومة".

وقال: "انها الساعات التي نقول فيها لا احد لا في لبنان ولا في العالم العربي ولا في هذا العالم قادر ان ينال من قدسية المقاومة ابطالا وقيادات واحرار. هي ساعات ونكتب تاريخنا بيدنا بصمودنا وبمقاومتنا، نعم تحملوا مسؤولية ايصال البلد الى هنا وظنوا انهم قادرين على الاستمرار، نقول ان الزمن سيكون فاصلا بيننا كما انتصرنا في الميدان على العدو الاسرائيلي سننتصر في معركة التغيير. كيف لا ننتصر وقد وقف مع المقاومة جيشنا الوطني بقيادته وضباطه وجنوده، فتحية من المعتصمين الى كل مقاوم والى كل جندي وطني وقف الى جانب المقاومة".


الحراش
ثم تحدث منسق ندوة علماء الشمال وعكار الشيخ عبد السلام الحراش فقال ان ساحة الاعتصام "اصبحت ساحة وطنية ارست ثقافة السلام التي سمعناها ممن ارسى ثقافة السلام العماد ميشال عون".

اضاف: "لقد قالوا لنا حين وقفنا يوم من الايام قبالتكم نشحن من قوتكم وعزمكم قالوا لنا سنحاسبكم ولان حاسبتمونا على اعتدالنا لنحاسبكم على تطرفكم ودعمكم للتطرف، تقفون في تلك الساحة تغطون بزيكم الديني حزب الله ونحن قلنا لهم ان من يحظى بعباءة المقاومة وسيد المقاومة المنسوجة بخيوط الشرف والكرامة العربية لا تستهويه ازياء تغطي القتلة في اكثر من مكان في لبنان".

اضاف: "ساحتكم ابقوا على زخمها وقوتها، مارستم ديمقراطيتكم يوم قالوا لكم انتم في بلد ديمقراطي ويوم مارسنا الديمقراطية قتلونا في الجامعة العربية، وبالامس في ابي سمرا وقبلها في التبانة واذا بتيار العلم والمتعلمين والمتحضرين يتحول قلمهم الى بنادق في طرابلس ونحن امام "بلوك واتر" جديدة وشركات امنية جديدة وانا اقول ان من يحول الحبر الى دم الناس سيسقط مع اول هبة رياح شرقية مصدرها انتم لاتبقي ولا تذر وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون".

اضاف: "قد نكون خارج البرنامج ولكننا في قلوبكم في قلب مقاومتكم، نحن شيعة المقاومة ونحن سنة الحسين ونحن انصار سيدنا محمد وسيدنا المسيح".


النائب الحاج حسن
و اخيرا ألقى النائب الحاج حسن كلمة، استهلها بتحية "شهداء المعارضة والمقاومة وآخرهم شهيد حركة التوحيد الاسلامي"، وقال: "قبل عام انطلقت المعارضة الوطنية اللبنانية بتحركها الشعبي عبر اعتصامها السلمي المفتوح وتظاهرتيها المليونيتين اللتين تعبران عن الاكثرية الشعبية الحقيقية، والتي لطالما تهرب فريق الرابع عشر من شباط من استحقاقاتها الانتخابية عبر رفض الدعوة الى انتخاب نيابية مبكرة كحل للخروج من المأزق السياسي. لقد كانت تظاهرة الاول من كانون الاول من العام الماضي وتظاهرة العاشر من كانون الاول، في مدى عشرة ايام فقط، استطاعت المعارضة الوطنية اللبنانية ان تقيم تظاهرتين مليونيتين وان تحافظ على اعتصام سلمي جماهيري مفتوح، نستعيد اليوم نشاطه، وهذا في بداية الكلمة يؤكد على ان الحجم الشعبي في لبنان هو لصالح المعارضة الوطنية اللبنانية، وتشير الى ذلك كثير من الدراسات والاحصاءات والاستطلاعات. واذا كانوا اليوم يهربون من الاستحقاق بوسائل دستورية وغير دستورية فان غدا لناظره قريب وسوف تعيد الجماهير اللبنانية الاكثرية النيابية الى اصحابها الحقيقيين وهو انتم يا جمهور المعارضة الوطنية اللبنانية".

أضاف: "سمعنا في الايام الماضية وقرأنا خلال العام الماضي وخلال الايام الماضية خصوصا، سمعنا وقرأنا وشاهدنا من يتحدث عن انجازات هذا الاعتصام ويشكك، وعن انجازات تحرك المعارضة ويشكك. تعالوا نستعرض معا بعضا من الواقع القائم الآن:
اولا: بعد اكثر من عام، المعارضة الوطنية اللبنانية اكثر تماسكا واكثر تنسيقا واكثر وحدة، اما قوى الرابع عشر من شباط فهي تخرج من مأزق لتدخل في مأزق آخر ليتبين من هو الديموقراطي ومن هو الذي يصادر القرار او الذي يخبىء عن شركائه القرار.
ثانيا: كان خطابنا ومطلبنا طوال عام واكثر من عام الشراكة والتوافق وصيغة العيش المشترك والتواصل والحكم معا في الحكومة وفي المجلس النيابي، فردوا علينا باجوبتهم، الشراكة انتحار، حكومة الوحدة الوطنية مسألة حياة او موت، لن نعطيكم لتعطلوا القرار (يعني الثلث الضامن)، لن نشارككم ونحن نختلف في المشاريع وهناك برامج ومشاريع مختلفة في لبنان لا تتلاقى. ردوا علينا في مطلبنا بالانتخاب بنصاب الثلثين واحترام الدستور بالتهديد بالنصف زائد واحد. كنا نطالبهم بالشراكة، كانوا يردون علينا بالاستئثار. اما اليوم، فلقد تبدلت خطابات قوى 14 شباط، الذين كانوا يعتبرون التسوية انتحارا اصبحوا يطالبون بالتسوية، والذين كانوا ينعتون التسوية بالخيانة اصبحوا يحضون على التسوية، والذين هددوا باعدام من يطالب بالتسوية اصبحوا في طليعة الذين يطالبون بالتسوية".

وتابع: "منطق من انتصر؟ منطق من غلب؟ منطق المعارضة الوطنية اللبنانية، لانه منطق السلم الاهلي والطائف والعيش المشترك والتواصل بين اللبنانيين ومنطق بناء المؤسسات واحترام الدستور لذلك انتصر. ولسنا هنا لنسجل انتصارا بل لنقول ان لبنان انتصر بهذا المنطق، ان الشعب اللبناني في كل اطيافه هو الذي انتصر بهذا المنطق".

وقال: "ولو انهم تجاوبوا مع المبادرات التي تلاحقت منذ اكثر من عام، منذ طاولة التشاور التي دعا اليها احد ابرز قادة المعارضة الوطنية اللبنانية دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري، لو انهم تجاوبوا مع طاولة التشاور ومع المبادرات التي اتت الواحدة تلو الاخرى في حكومة الوحدة الوطنية، اما كنا لنوفر على اللبنانيين كثيرا من المعاداة والخسائر والوقت، اما كنا لنواجه الغلاء الذي ترعاه هذه الحكومة، اما كنا لنوفر فرص العمل، اما كنا لننطلق في بناء ما هدمه العدوان، بدل ان تحجز المساعدات عن الناس، كنا لنحقق الكثير للبنان".

أضاف: "واليوم نكرر أثبتوا لنا صدقيتهم في طروحاتكم، اثبتوا لنا صدقكم في ما تطرحون وفي ما تقترحون، فان في تصريحات بعض نوابكم وبعض ساستكم ما يتناقض بين الساعة والاخرى وقادتكم الاساسيون ساكتون لا يعلقون ولا يصرحون ولا يقترحون، فهل هكذا تبنى الوساطات والاقتراحات والحلول للبنان بالتهريب ام بالسكوت ام بالصمت. او ليس هناك مدعاة للسؤال عما يجري فعلا في ما يقترح اليوم؟ اثبتوا صدقكم أثبتوا مصداقيتكم، كفاكم تضييعا للوقت لن يدوم الحكم لكم لان ما كتب على باب السراي هو حكمة بالغة لكل الحكام "لو دامت لغيركم لما وصلت اليكم"، ولن تدوم لكم باذن الله".

وتابع النائب الحاج حسن: "وفي جانب آخر، طوال العام الماضي كانت لنا في كل صباح في الصحف، في الاذاعات، في التلفزيونات، محطات مع الاميركيين، بدءا من الرئيس بوش وقراراته التي طالت نوابا ووزراء وسياسيين من لبنان تهديدا وترهيبا،الى رايس التي جعلت حكومة السنيورة ولبنان في خط الصدام والصراع كما تقول هي بين التطرف والاعتدال في المنطقة، الى تهديدات دايفيد ولش التي طالت سياسيين من لبنان من كل اطياف المعارضة ومنهم قادة اساسيون في المعارضة الوطنية اللبنانية، الى ساعي البريد السفير جيفري فيلتمان وناقل الرسائل الذي، يا سبحان الله، تبدلت تصريحاته حول 1559 وتغيرت مقولاته عن سلاح المقاومة، اقول لك يا فيلتمان اذا كنت انت قد غيرت فنحن لم نغير ولن نغير .تغير شيء ما في السياسة الاميركية على الاقل في الظاهر ، لماذا؟ الجواب لان شعوب المنطقة وعلى رأسها وفي طليعتها الشعب اللبناني العزيز والمقاوم والصابر والصامد والثابت هزم السياسات الاميركية في المنطقة الى جانب كل شعوب المنطقة وسوف يهزمها شر هزيمة باذن الله".

وقال: "تغيرت اشياء كثيرة في هذا العام ، كنا نسمع تصريحات في عواصم القرار تحريضا على المقاومة، تحريضا على تنفيذ القرارات الدولية وفي طليعتها المشؤوم 1559 ، اليوم ونحن نضع امام المعارضة ملخصا لهذا العام، تلخيص لنضالكم ، ولنتائج نضالكم وجهادكم ، وتضحياتكم. سمعنا تبدلا في التصريحات حول القرارات الدولية، حول سلاح المقاومة، اليوم بعض الناس استفاقوا، ان 1701 لا يأتي على ذكر نزع السلاح المقاومة،استفاقوا على ان تطبيق القرار 1559 لا يتم على جثث اللبنانيين، استفاقوا على ان القرارات الدولية ليست اهم من الوحدة الوطنيةاللبنانية، مرحى بهم اذا عادوا الى صفوف الشعب اللبناني والمصلحة الوطنية اللبنانية ، فالاولوية هي للمصلحة الوطنية اللبنانية وليس للقرارات الدولية ذات الصنع والماركة الاسرائيلية والاميركية والتي تؤمن المصلحة الاميركية والاسرائيلية".

وختم بالقول: في الختام، نحن معا استطعنا في عدوان تموز مقاومة، وجيشا، وشعبا، وهنا بالذات نتذكر واحد منا، سوف يبقى في ذاكرتنا وضميرنا ووجداننا ولو انه بارح القصر، هناك حكام في العالم يحكمون خمسين عاما وعندما يخرجون من الحكم لا ينساهم الناس بل يتمنون لو لم يكونوا في الحكم، وآخرون يأتون ليحكموا فيبقون في ضمائر الناس ووجدانهم وذاكرتهم، اكيد تعرفون من اقصد، من في عهده كان انتصاران كبيران انتصار العام 2000 وانتصار العام 2006 ، عنيت به فخامة الرئيس العماد اميل لحود.
في حرب تموز كنا معا، شعبا،وجيشا، ومقاومة ورئيسا وسياسيين واحزاب وعلماء دين من كل الطوائف، منا من قاوم بالسلاح واستشهد، ومنا من قاوم بالرأي والفكر والتصريح والموقف، ومنا من قاوم بايواء النازحين من اهله فآزر، وانتصرنا وسجل الانتصار كله لنا.
وهنا من ساحة الاعتصام سوف يسجل انتصار الشعب اللبناني بأكمله بما فيه جمهور قوى 14 شباط، فهم اهلنا وناسنا وأقرباؤنا، واهل قرانا، عندما يحين الاوان الذي نسعى له هو الشراكة الوطنية اللبنانية، نحن نسعى لرئيس توافقي وحكومة شراكة، نحن نسعى لاعادة لحمة الشعب اللبناني، وعندها من شاء من اولئك السياسيين ان يلتحق بالشعب فليلحق به، ومن شاء ان يلتحق بالاميركيين فليرحل معهم لان الشعب باق وهم الى رحيل.
المعارضة الوطنية اللبنانية تقول اليوم لجماهيرها وللشعب اللبناني، ان منطقها بدأ بتحقيق الانتصار لصالح الشعب اللبناني وسوف ينتصر منطقها باذن الله. وهنا نقول ختاما، ان المعارضة الوطنية اللبنانية الجاهزة لاجراء تسوية سياسية عبر رئيس توافقي وحكومة شراكة، وشراكة في كل مؤسسات الدولة جاهزة ايضا، وهذا المهرجان اليوم هو دليل في عدة اتجاهات، جاهزة اليوم لاستكمال تحركها اذا أمعن الفريق الآخر في غيه، اذا شاء ان يتخذ سبيلا غير سبيل التوافق والشراكة واذا عاد الى سيرته وسياسته في المماطلة والتسويف والغي لا سمح الله".



02-كانون الأول-2007

تعليقات الزوار

استبيان