المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

شبكة رافع تعترف باغتيال المقاومين ديب وصالح والأخوين المجذوب ونجل جبريل والقضاء اللبناني أحالها للمحكمة العسكرية


صحيفة "الراي" الكويتية - 07/12/2007
أصدر القضاء اللبناني قراره الاتهامي بحق أعضاء شبكة التجسس الإسرائيلية التي يرأسها الموقوف محمود رافع والفلسطيني الفار حسين خطاب والتي نفذت سلسلة اغتيالات طاولت مسؤولين في حزب الله والمقاومة الفلسطينية هم علي حسن ديب (أبو حسن سلامة) وعلي حسين صالح، وجهاد جبريل نجل الأمين العام لـ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، والمسؤول في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اللبناني محمود محمد المجذوب الملقب بـ«أبي حمزة» وشقيقه نضال، وزرعت عبوات ناسفة في غير منطقة لبنانية بهدف الاخلال بالأمن.

وقد اتهم قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر أفراد هذه الشبكة بتأليف عصابة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس، والتجنّد في جيش معاد، ودسّ الدسائس لديه وإجراء اتصال بالعدوّ الإسرائيلي، وإفشاء معلومات لمصلحته وإقامة علاقات معه بغية تسهيل تنفيذ مآربه ومهمّاته، والقيام بأعمال إرهابية بوضع عبوة ناسفة وإحداث تخريب على جسر الناعمة بتاريخ 22 آب من العام 1999 ووضع عبوة عند مثلث الزهراني - النبطية بتاريخ 18 حزيران من العام 2005 وقتل المسؤولين في المقاومة الإسلامية غدراً أبو حسن سلامة، وعلي حسين صالح وجهاد جبريل، والأخوين مجذوب.

وطلب مزهر عقوبة الاعدام للموقوف رافع وأحاله على المحاكمة أمام المحكمة العسكرية الدائمة بينما ستتمّ محاكمة الفارين غيابياً بعدما استطاع خطاب الهرب من لبنان على اثر اعتقال رافع في شهر حزيران من العام 2006.

وتنشر «الراي» اعترافات رافع كما جاءت في قرار القاضي مزهر:

رحلة البداية
خلال العام 1993 كان الرقيب أوّل في قوى الأمن الداخلي محمود رافع (والدته فوزية، من مواليد العام 1949 رقم سجل نفوسه 214 حاصبيا)، متوجّهاً إلى بلدته الواقعة داخل الحزام الأمني المحتلّ عبر معبر كفرتبنيت الخاضع لسلطة جيش العدو وعملائه من ميليشيا أنطوان لحد، فاستطاع أحد ضبّاط» الموساد «ويدعى «أيوب» تجنيده للعمل لصالحه عن طريق تزويده بما يتوافر لديه من معلومات عن مواقع حزب الله ونشاطاته ضمن نطاق عمله في مدينة النبطية وجوارها وذلك مقابل تحسين وضعه المادي، فوافق وتسلّم أوّل مئة دولار أميركي. ثمّ توالت اللقاءات بينهما بمعدّل مرّة كلّ أسبوع كان خلالها رافع يزوّد «أيوب» بكلّ مشاهداته ومعلوماته عن نشاطات الحزب في منطقة النبطية في جنوب لبنان، ويمدّه الأخير بالمال ومنه مبلغ ألف دولار أميركي دفعها له من ثمن سيارة «مرسيدس» لشرائها بهدف استخدامها في تنقّلاته.

رسائل مشفّرة
وما لبث «أيوب» أن عرّفه إلى زميله الضابط «أزاك» فاصطحباه خلال العامين 1994 و1995 عشرات المرّات إلى فلسطين المحتلة وتحديداً إلى فندق «هاغوشريم» الكائن في مستعمرة كريات شمونة حيث جرى في البدء جمعة بالضابط «سامي»، وهو يهودي لبناني من منطقة وادي أبو جميل في بيروت، والذي شجعه على التعاون بصدق وجدّية معهم. ثمّ تمّ جمعه بعدد من الخبراء في الجيش الإسرائيلي وعرضوا عليه صوراً جوّية لعدد من المخيّمات والمواقع الفلسطينية وطلب منه تجنيد أحد الفلسطينيين لمصلحتهم بغية الحصول على معلومات عن هذه المخيّمات، وبدأوا بتدريبه على كيفية استعمال جهاز لاسلكي لاستلام الرسائل منهم وإرسالها إليهم بواسطته، وكيفية تلقي الرسالة عبر جهاز الراديو على موجة محدّدة وهي SW1 وبالطرق المشفّرة، وأجريت له اختبارات عدّة كانت ناجحة داخل فلسطين المحتلة على جهاز موضوع داخل صندوق خشبي يرسل رسائل صوتية فقط سلّم إليه في نهاية دورة التدريب مع كتاب للشيفرة.
وبعودة رافع إلى بلدته، وبناء لطلب الإسرائيليين، قام بتجربة هذا الجهاز من أماكن حدّدت له في محيط مدينة النبطية في جنوب لبنان وهي مفرق حبوش ـ الكفور ـ شوكين بعد توجيهه نحو جبل الشيخ عبر إرساله رسائل تجريبية لم تكن ناجحة فأعاده لاحقاً إليهم في فلسطين حيث جرى تدريبه مجدّداً على جهاز آخر مزوّد بطابعة ويرسل رسائل خطّية وكيفية تلقي الأسئلة عبر الجهاز والراديو وقاموا بتسليمه الجهاز المذكور ضمن طاولة خشبية، وطلب إليه فتح الراديو ما بين الساعة الثانية والساعة الثالثة من بعد ظهر كلّ يوم على الموجة SW1 وأعطي لقب «الفاروميو تانفو». كما سلّم حقيبة جلدية سوداء اللون بداخلها مخبأ سرّي لاستعمالها في نقل المستندات والمعلومات ودفتر شيفرة الجهاز. وعندما عاد رافع إلى منزله في بلدة حاصبيا الجنوبية وضعه في غرفة نومه وأجرى منه رسائل تجريبية كانت ناجحة وحدّد بواسطته للعدوّ، معالم بارزة في منطقة النبطية من مسجد ومدرسة ومفارق طرق وغيرها.

تجنيد خطّاب
ونجح رافع في تجنيد صديقه حسين خطّاب (والدته فاطمة، مواليد العام 1965) المنتمي إلى القيادة العامة والذي راح يزوّد العدوّ بمعلومات عن المخيّمات الفلسطينية ولاسيما في صيدا مقابل مال يصله عبر رافع.

لقاءات بحرية في الجية
وخلال العام 1995 وبناء لطلب ضبّاط «الموساد» توجّه رافع وخطّاب ليلاً إلى شاطئ الجية الواقعة جنوب بيروت، قرب فندق «الأوراس» حيث كانت بانتظارهما وحدة كوماندوس إسرائيلية مؤلفة من ستة عناصر مزودين بأسلحة فخلعا ملابسهما وارتديا لباساً بحرياً مع عوامات وسبحا إلى حيث كان بانتظارهما قارب مطاطي صعدا فيه مع العناصر الستّة وأبحروا لمسافة طويلة في عمق البحر حتّى وصلوا إلى إحدى الخافرات الإسرائيلية التي كانت تنتظرهم وعلى متنها الضابط «أيوب»، ثمّ نقل رافع وخطّاب إلى مرفأ حيفا ومنه إلى مدينة صفد. وفي اليوم التالي عاد رافع إلى بلدته عبر الشريط الحدودي بينما بقي خطّاب مع الإسرائيليين لمدّة ستّة أيّام للتدرّب على الراديو والجهاز وأعطي لقب «يوني نورم ليما اكسترا» لمناداته به على الموجة SW1 وارتبط منذ ذلك الحين بضباط العدوّ مباشرة.
وفي نهاية العام 1995 بدأ رافع يتواصل مع الضابط «مورس» الذي تعرّف إليه خلال فترة التدريب، وصار يتلقّى رسائله ويرسل له ما يطلبه منه عبر الجهاز ثم يلتقيان مرّة كلّ ثلاثة أشهر في فلسطين المحتلة لتقييم عمل المرحلة السابقة وتحديد الأماكن المرصودة منه على الخرائط الجوية، كما تابع عمله هذا لاحقاً مع الضابط «إيسيك» وهو خبير في هندسة المتفجّرات.

وخلال العام 1996 أنيط تعامله بالضابطين «شوقي» و«ناتان» وتمّ تشكيله في قوى الأمن الداخلي إلى طوارئ بعبدا، وبناء لطلب هذين الضابطين استأجر منزلاً في مدينة عاليه ونقل الجهاز الموجود في منزله في حاصبيا إليه وأرسل منه رسائل تجريبية كانت ناجحة. وأثناء اجتماع رافع بهذين الضابطين في العام 1997 في فندق «هاغوم شريم» تمّ إبلاغه بتغيير وتطوير نمط عمله معهما وعرضا عليه كاسيت فيديو لمنطقة المونتيفردي وبيت مري وحدّدا له عمله المقبل بنقل أشخاص بحوزتهم حقائب تحتوي على المتفجّرات والمال من داخل «إسرائيل» إلى أماكن مختلفة من المناطق اللبنانية المحرّرة وخصوصاً في منطقة جبل لبنان بعد تحديدها له من قبلهما على أن يقوم قبل ذلك باستكشاف طرقها وتحديد المعالم البارزة فيها بالإضافة إلى نقله شخصياً لمثل هذه الحقائب وتخزينها في الأرض ووضع إشارة معيّنة فوقها لتسلمها لاحقاً من عملاء مجهولين منه.

شاليهات لإيواء القتلة
كما طلب من رافع استئجار شاليه في الشطر الشرقي من العاصمة بيروت ففعل، واستأجر شاليه في مسبح «الغولدن بيتش» في انطلياس بهدف إيواء هؤلاء الأشخاص الناقلين للحقائب في حال تعذّر إعادتهم إلى المنطقة التي تسلمهم منها داخل الأراضي اللبنانية في الوقت المحدّد. ثمّ استأجر في العام 2002 شاليه آخر في «طبرجا بيتش» بإخراج قيد مزور باسم يوسف زيدان يحمل رسمه الشمسي أعطاه إياه الإسرائيليون، كما أنّه استأجر شاليه آخر في العام 2004 في مسبح «سانت بول» بذات الاسم المزوّر وللغاية نفسها.

وبين العامين 1997 و2005 قام رافع بنقل عدد من الأشخاص عرف منهم إبراهيم محمّد ياسين (والدته لطيفة، مواليد الدلاّفة في العام 1966 رقم سجّل نفوسه 7 حاصبيا) والملقّب بـ «هافي» وهو يقيم في فلسطين قبل حصول التحرير في العام 2000 والسوري ميشال، وفؤاد ولقبه «الدعبول» من منطقة حاصبيا، وجورج من منطقة جزين، وآخرين كان يتمّ نقلهم أحياناً من الشريط الحدودي، وأحياناً من بلدة عميق في البقاع الغربي وكان يجهل رافع كيفية وصولهم إلى هذه البلدة، ومن بلدة الجية الشوفية قرب مطعم «الأوراس» وشاطئ شركة كهرباء الجية وبحوزتهم حقائب تحتوي على المتفجرات والمال، وذلك إلى عدد من المناطق ومنها كفرحتى، وجسر القاضي، والمونتيفردي، والزندوقة، وقرنايل، ورأس الحرف، ورويسة البلوط، وكفرقطرة، وبلدات في المتن ولبنان الشمالي حيث يتمّ إنزالهم في هذه المناطق.

وقبل أن يغادر رافع يتسلم من الواحد منهم هاتفاً خليوياً من نوع «نوكيا» مرتبط مباشرة بضباط العدوّ داخل فلسطين بهدف الاتصال بهم بالضغط على الرقم واحد والرقم تسعة كاحتياط في حال لم يجب الرقم واحد وذلك لتلقي التعليمات منهم بنقل الأشخاص مجدّداً بعد انتهائهم من تنفيذ مهامهم إلى الأماكن التي وجدهم فيها حيث يعمد إلى إتلاف جهاز الهاتف الخليوي، وفي حال تعذّر عليه الوصول بهم إلى هذه الأماكن ينتقل بهم إلى الشاليه المستأجر للإقامة فيه.

سياحة استخباراتية في إيطاليا
وبعد نحو سنة على الاندحار الإسرائيلي عن جنوب لبنان استحصل رافع بناء لطلب ضباط «الموساد» على تأشيرة دخول سياحية إلى إيطاليا لمدّة عشرة أيّام وسافر من مطار بيروت الدولي واستقبله شخصان اصطحباه في اليوم التالي إلى مطار روما وسلماه جواز سفر إسرائيلياً يحمل رسمه الشخصي وغادر إلى «إسرائيل» حيث كان بانتظاره في مطار تلّ أبيب الضابط «ناتان» فأخذه إلى مدينة صفد وجمعه بضابط أخضعه لدورة تدريب على جهاز إرسال لاسلكي هو عبارة عن تلفزيون وطاولة بداخلها مخبأ سرّي يحتوي على آلة طابعة مزوّدة بشاشة لقراءة الرسائل الواردة إليه وأفهم بأنّ التلفزيون مجهّز بجهاز من قبلهم عند إضاءة الضوء الأحمر فيه يعني تلقيه رسالة منهم فيعمد عندها إلى إيصال شريط الطابعة بشاشة التلفزيون ويظهر نصّ الرسالة على شاشة الطابعة ويعرف المطلوب منه ويجيب عنها.
وبعد انتهاء هذه الدورة عاد رافع إلى إيطاليا متبعاً ذات الطريقة واستقبله الشخصان إياهما فأعاد إليهما جواز السفر الإسرائيلي وتسلم جواز سفره اللبناني الذي احتفظا به وسافر إلى لبنان.

وبعد مرور شهرين تلقى اتصالاً من داخل «إسرائيل» للانتقال ليلاً إلى شاطئ الجية ففعل ووجد جورج وفؤاد بانتظاره وبحوزتهما كرتونتين إحداهما تحتوي على جهاز التلفزيون والأخرى على الطاولة ونقلهما إلى منزله في حاصبيا ووضعهما داخل غرفة نومه وبدا باستعمالهما وفق التعليمات المعطاة له.

اغتيالات
وبين العامين 1998 و2006 اشترك رافع مع آخرين بتنفيذ عمليات اغتيال طاولت كوادر في حزب الله والمقاومة الفلسطينية بواسطة تفخيخ وتفجير سياراتهم أو بزرع عبوات ناسفة. وكان رافع يقوم بنقل الأشخاص المشاركين في هذه العمليات من منطقة الشريط الحدودي ومن بلدة الخلوات في حاصبيا وشاطئ الجية مزودين بالحقائب التي تحتوي على المتفجّرات، ومن ثمّ إعادتهم إلى هذه المناطق بعد تنفيذ مهامهم.

ففي العام 1998 اشترك رافع مع إبراهيم ياسين وحسين خطاب والسوري ميشال بزرع عبوة ناسفة في محلة عبرا في صيدا وجرى تفجيرها لحظة مرور المسؤول في المقاومة الإسلامية أبو حسن سلامة.

وفي العام 1999 اشترك مع هذه المجموعة بزرع عبوة ناسفة هي عبارة عن أحجار من الباطون في محلة الناعمة - الدامور لاغتيال المسؤول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ «القيادة العامة» أبو الجرّاح.

وفي العام 2002 اشترك رافع وخطاب وآخرون، بتفخيخ سيّارة جهاد أحمد جبريل في محلة مار إلياس في بيروت وتفجيرها به مما أدّى إلى استشهاده.

جسر الزهراني
وبشأن زرع العبوات الناسفة على مثلث الزهراني - النبطية في العام 2004 فقد تلقّى رافع رسالة عبر الجهاز الموجود في منزله في حاصبيا طلب منه فيها استطلاع الجسر المذكور ومحيطه والطرقات المتفرعة منه والقريبة إليه وعرض وطول «الدرابزين» الحديدي الموجود على جوانب الجسر ففعل وأفادهم بالنتيجة.

وبتاريخ 18 كانون الثاني 2005 اكتشفت دورية للجيش اللبناني العبوتين الناسفتين والموجّهتين صوب الطريق العام وتزن الأولى ثمانية كيلوغرامات.
07-كانون الأول-2007

تعليقات الزوار

استبيان