المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

آية الله فضل الله: نملك معلومات عن تدخل "الموساد" إرهابيا في العراق ولبنان

الثلاثاء 11/12/2007
أكد آية الله السيد محمد حسين فضل الله أن "الإدارة الأميركية تحاول استغباء العرب، وخصوصا دول الخليج، من خلال تقديم إيران كفزاعة لدفعهم إلى عقد المزيد من صفقات الأسلحة الأمريكية"، داعيا هذه الدول إلى "ملاقاة إيران في منتصف الطريق لصوغ استراتيجية أمنية وسياسية واقتصادية ضمن نظام للتعاون المتكامل من خلال احترام للقواعد الإسلامية في الجيرة وللمصالح المشتركة".
وشدد في تصريح رد فيه على وزير الدفاع الأميركي في حديثه أمام منتدى المنامة، على أن "إسرائيل تمثل حال إرهابية مستمرة"، مشيرا إلى معلومات عن "تدخل "الموساد" في العراق ولبنان"، وقال: "إن إيران لا تدعم حركات انفصالية بل حركات مقاومة، وهي من خلال ذلك تدعم العرب في قضيتهم المركزية".

وجاء في التصريح: "يبدو أن الإدارة الأميركية التي فشلت في إقناع العالم بأن إيران تسير في خط التسلح النووي من خلال برنامجها النووي السلمي، بدأت تسلك خطا جديدا في إطار التهويل على دول المنطقة لدفعها إلى الانخراط في مسيرة تسلح جديدة، بما يخفف من حجم الخسائر التي جنتها هذه الإدارة منذ غزوها للعراق، حيث لا تزال تنظر إلى الثروة العربية والمال العربي كمنقذ لها ولمشاريعها الأمنية والسياسية في بلادنا.
وإن دعوة وزير الحرب الأميركي للوزراء العرب المشاركين في منتدى المنامة لبناء بلدانهم مظلة صواريخ مضادة للصواريخ الإيرانية، تحت عنوان أن إيران هي العدو وهي التي تهدد بلدان المنطقة وليس إسرائيل، هي محاولة أميركية جديدة لاستغباء العرب، ولا سيما دول الخليج، وخصوصا أن أمريكا نفسها تستعد لجولة محادثات جديدة مع إيران حول المسألة العراقية.

إننا نريد لدول الخليج أن تفهم اللعبة الأمريكية جيدا، وألا تنخدع بتهويل هذا المسؤول الأميركي وغيره، فقد بات واضحا أن إدارة الرئيس بوش تحرص على تقديم إيران كفزاعة، وتحاول الإيحاء بأنها تمثل المشكلة الكبرى لأمن هذه الدول، كما كان صدام حسين، لتدفعهم إلى عقد المزيد من صفقات التسلح معها، والتي لا يمكن استخدام ترسانتها إلا من خلال الأميركيين وعند حاجتهم الذاتية لهذه الأسلحة.

كما نريد للدول العربية، وخصوصا دول الخليج، أن تلاقي إيران عند منتصف الطريق لصوغ استراتيجية أمنية وسياسية واقتصادية ضمن نظام للتعاون المتكامل، ومن خلال احترام للقواعد الإسلامية في الجيرة وحفظ الأخوة الإسلامية على المستويات كافة، لأن من شأن ذلك أن ينعكس نجاحا على المستوى العربي والإسلامي بما يحفظ الأمن العربي والإسلامي المشترك في مواجهة كل الذين يمثلون الخطر الحالي والمستقبلي على هذا الأمن، وفي طليعتهم إسرائيل ومن ورائها الإدارة الأمريكية، التي ترفض أية صياغة للعلاقات بين إيران والدول العربية إلا من خلال ما ترسمه وما تجده وسيلة لخدمة مصالحها ومصالح إسرائيل...

إن حديث وزير الحرب الأمريكي عن أن إيران تدعم الإرهاب وأن إسرائيل ليست كذلك، يبعث على الغثيان... إذ إن إسرائيل التي تمثل حال إرهابية مستمرة تمارس الإرهاب اليومي في شكل تصاعدي ضد الفلسطينيين، وقد تعرف العالم على عينة من إرهابها في المجازر التي ارتكبتها في حربها على لبنان العام الفائت، في الوقت الذي يعرف الجميع أن إيران لا تدعم حركات انفصالية أو منظمات تنشر حال الفوضى في دول المنطقة، بل تدعم حركات المقاومة ضد الاحتلال، وخصوصا الاحتلال الإسرائيلي، وهي بذلك تقدم خدمات استراتيجية لمصلحة العرب وقضيتهم المركزية.
ولقد استطاع تقرير الاستخبارات الأميركية أن يرسم علامات استفهام جديدة تساهم في إسقاط ما تبقى من صدقية لإدارة الرئيس بوش، كما أنه رسم لهذه الإدارة سقفا لا تستطيع تجاوزه في مسألة تحريك الحرب والسلم، ولذلك فهي تستعجل الخطى لقطف ما يمكن عبر صفقات الأسلحة مع العرب قبل أن تدخل في الغيبوبة الانتخابية التي ستأتي بعد الغيبوبة السياسية والأمنية التي أدخلت نفسها بها، من خلال حروبها في المنطقة وتدخلها في الشؤون الداخلية لكل بلد فيها.

إننا نقول لوزير الحرب الأميركي، إننا نملك معلومات دقيقة عن أن الموساد الإسرائيلي يشارك قوات الاحتلال الأمريكي على مستوى بعض الخطط وعلى مستوى الحركة في العراق، كما يساهم في رفد متطرفين تكفيريين بأساليب الدعم في تفخيخ السيارات وتفجيرها في الأبرياء وفي غير ذلك من الأمور، إضافة إلى تدريب "الموساد" للإرهابيين الذين قاموا بعمليات اغتيال وعمليات إرهابية تفجيرية في لبنان، بحسب المعلومات التي جزمت بها الاستخبارات اللبنانية الرسمية، الأمر الذي يسقط كل المحاولات الأمريكية لتبرئة إسرائيل من القيام بعمليات إرهابية ومحاولات أمنية وسياسية لإرباك الأوضاع في لبنان والعراق وغيرهما، ويكشف زيف المسؤولين الأميركيين وتواطؤهم مع إسرائيل في سعيها الدائم لاختراق الأمن العربي وتفجير الأمن الإسلامي من الداخل...
وإننا نقول للعرب إن إيران لا يمكن أن تمثل تهديدا لمصالحهم ودولهم، ولكنها يمكن أن تمثل قوة إضافية لدعم قضاياهم، لأنها تمثل قضاياها في العمق، ولذلك فعليهم أن يمدوا يد التعاون لإيران التي نريدها أن لا تكف عن التعاون معهم بما يحفظ مصالحها ومصالحهم ومصالح الأمة وشعوبها".

11-كانون الأول-2007

تعليقات الزوار

استبيان