المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

العماد عون: نحن امام كارثة امنية ونشك في ان من يحمينا هو من يعتدي علينا وعار تاريخي على كل من يستغل ويوظف الجريمة

وطنية - 12/12/2007
استنكر رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون جريمة اغتيال مدير العمليات في الجيش العميد الركن فرنسوا الحاج، وقال في مؤتمر صحافي اليوم: "عار تاريخي على كل من يطلق كلمة لاستغلال وتوظيف هذه الجريمة اليوم". وأضاف: "نريد ان نعرف من يعرقل المسيرة السلمية في لبنان، خصوصا أننا كنا على وشك الوصول الى تفاهم كي تنجح جلسة الاثنين ولانتخاب رئيس جمهورية".


وقال العماد عون في بداية مؤتمره الصحافي: "المصاب كبير جدا اليوم بفقداننا العميد فرنسوا الحاج. أتقدم بالعزاء أولا من عائلته الصغرى، زوجته وأولاده، ثم من عائلته الأكبر، قائد الجيش والضباط والأفراد، ثم من العائلة الكبرى عائلة اللبنانيين الذين فقدوا به قائدا عسكريا مقاوما وشجاعا، شجاعا في الميدان وحكيما في القرار. لا شك في أن الحزن كبير لكننا سنقوى عليه لإكمال المسيرة. والكلمات لا تستطيع أن تحمل كثافة شعورنا اليوم".


سئل: هل تعتبر ان هدف الجريمة تحقيق مكاسب سياسية للبعض والايدي واحدة، خصوصا ان البعض بات يردد ان عقد الحكومة سيكتمل بتعيين وزراء؟ أجاب: "تعودنا دائما عندما تقع جريمة سياسية أن تستغل من فئة معينة، الجريمة تستغل محليا ودوليا. والمؤسف أن مجلس الأمن بالأمس بشرنا ان هناك مشكلات ستقع واليوم وقعت الجريمة. "يعني صار التبصير على مستوى دولي" ودائما يصح هذا "التبصير" سواء أتى من هنا أو من الخارج. وهذا التوظيف الدائم للجريمة وتهريب المسؤوليات يدل على التآمر بين المستفيد من الجريمة والفاعل. وقد يكون الفاعل والمستفيد هو نفسه وهذه مسألة نعانيها منذ ثلاث سنوات. فهل يعقل أن الدولة بكاملها لم تتمكن من القبض على مجرم واحد! هذه الجريمة هي الثامنة عشرة الهادفة إلى اغتيال أشخاص، وهي اليوم تستهدف المؤسسة الأمنية الكبرى في لبنان. لا يمكن أن تكون هذه الأمور من باب المصادفة. قلتها وأكررها: أين هي جيوش العالم التي لديها على أرضنا نخبة المخابرات؟ أين التقدم المهني الذي يحصي علينا أنفاسنا؟ أين الأجهزة الدولية التي تساعد لبنان؟ أكبر دول في العالم هي هنا وتقول إنها تريد مساعدتنا على اكتشاف الجرائم!".


أضاف: "كانوا يتهمون سوريا دائما في السابق، ولكن اليوم سوريا أصبحت على صداقة تامة مع العهد المقبل والحالي ومع الأكثرية التي كانت تتهم سوريا، جميعهم صاروا بالأحضان، نريد أن نعرف هذا السر، نريد ان نعرف من يعرقل المسيرة السلمية في لبنان، خصوصا أننا كنا على وشك الوصول الى تفاهم كي تنجح جلسة الاثنين ولانتخاب رئيس جمهورية. كل هذه الاسئلة يجب أن يجيب عنها السنيورة وسعد الحريري والمجتمعون في الصيفي، وليسكتوا الاولاد الذين يطلقون التصريحات صباحا ومساء ويتفلسفون.

وعدنا الناس أنهم سيعيدون بسلام، نعم وعدناهم لاننا كنا نعتقد ان هؤلاء الذين يتكلمون اليوم بات لديهم الحد الادنى من النية السليمة والعودة الى الضمير، لذلك خاطبتهم ودعوتهم الى فترة تأمل. مؤسف أن في مقابل حزننا الكبير اليوم عادوا الى توظيف الجريمة واستغلالها سياسيا. حرام أن تستغل شهادة شهيد بهذا المستوى. عار تاريخي على كل من يطلق كلمة لاستغلال وتوظيف هذه الجريمة اليوم، وغدا نتحاسب".


سئل: العميد الشهيد كان اسمه مطروحا لخلافة العماد سليمان، هل هذا الاغتيال ضرب للخط الذي كان يمثله داخل المؤسسة العسكرية؟ أجاب: "اعتقد انه كان الرقم واحد بين المرشحين إلى قيادة الجيش".


سئل: هل كان مرشحك؟ أجاب: "بالتأكيد".


سئل: ماذا ستفعل المعارضة من أجل منع هذا التوظيف ونحن على أبواب انتهاء الدورة العادية لمجلس النواب وفتح دورة استثنائية والحكومة لا يمكنها أن تقدم مشروع مرسوم التعديل؟ أجاب: "اعتقد ان الأزمة تكبر لكن هذه الجرائم ليست بعيدة عن الحكومة اللبنانية، لأن اللبنانيين يجب ان يرفضوا وجود هذه الحكومة التي في ظلها حصلت جميع هذه الجرائم، وبعجزها وبسياستها. لم يعد مقبولا ان يبقى وزير الداخلية في مكانه بعدما حصلت كل هذه الجرائم في عهده، وتحت رعايته. سابقا قالوا ان سوريا هي المسؤولة، لكن سوريا اليوم هي في أفضل أوضاعها وهي تعمل لانجاح مرشح الاكثرية. والآن هل يقولون لنا ان سوريا قتلته؟! نريد ان نسأل: الا يستطيع أحد في هذه الدولة ان يكتشف جريمة؟ من يحمي المواطنين؟ بالفعل، يجب عدم التسرع والقول ان هذه الجهة او تلك هي التي قتلته".


سئل: الجريمة حصلت في منطقة امنية ومحمية جدا؟ اضافة الى ان الشخصية المستهدفة مسؤولة عن الأمن؟ أجاب: "هذا سؤال كبير. انها تشبه جريمة الوزير الشيخ بيار الجميل، حصولها في تلك المنطقة يدل أنها جريمة محمية. نريد أن نعرف من يحميها؟".


سئل: هل هناك علاقة بين هذا الاغتيال والمعارك التي خاضها الجيش اللبناني تاريخيا مع الميليشيات المحلية، أو في نهر البارد؟ أجاب: "انا لا احصر الاتهام بجهة واحدة. لكن ظروف الجريمة كما حصلت اقول إنها محمية فإذا كانوا جماعة البارد وكانوا محميين فهذه كارثة، وإذا لم يكونوا هم وكان الفاعل غيرهم ومحميا تكون كارثة اكبر. نحن امام كارثة امنية اليوم، نحن نشك في ان من يحمينا هو من يعتدي علينا".


سئل: هل من رابط بين التصعيد السياسي الأكثري وهذا الاغتيال خصوصا بعد عودة النائب الحريري وتهديد الأكثرية للمعارضة؟ أجاب: "بعد سماعي التصاريح السياسية الأخيرة، وبعد وقوع هذه الجريمة، أقول وللمرة الأولى في حياتي، إني متشائم".


حديث تلفزيوني
من جهة ثانية تحدث العماد عون إلى تلفزيون الـ "بي.بي.سي"، فقال: "إن هذا اليوم مشؤوم. خسرنا فيه قائدا كبيرا وفعليا وأعتقد أنه كان سيخلف العماد ميشال سليمان قائدا للجيش. أشعر بحزن في أعماقي لمعرفتي به وبشجاعته وقدرته الميدانية. وأخسر به صديقا أيضا بعدما كان مدير العمليات في الجيش واستطاع في ظروف صعبة أن يطمئن الجميع. ولديه المعرفة وحس الإدراك والحس الوطني. نحن دائما نتخطى العوائق مهما كانت صعبة ولدينا القدرة على امتصاص الصدمات الكبرى وعلى تخطي حزننا في المشاكل التي تعترضنا من أجل التطلع إلى المستقبل. أتمنى على الشعب اللبناني أن يبقى محتفظا بالأمل ولينظر دائما إلى الأمام طالما نحن موجودون. ويتمنى اللبنانيون أن يبدأ عهد جديد بمنطلقات جديدة لا أن نستمر بالماضي الذي أوصلنا إلى هذه النقطة وأوصل البلاد إلى قعر الهاوية".


أضاف: "أنا أنطلق في تفكيري العملي من اسم تكتلي النيابي: تكتل التغيير والإصلاح. كل خطوة عملية يجب أن تقودنا إلى التغيير الذي يجب أن يسبق الإصلاح. يجب أن ننطلق من قعر الهاوية إلى الضفة الأخرى لنصعد ولو تدريجيا لأن الصعود دفعة واحدة غير ممكن وهذا هو الأمل الذي أعطي للبنانيين. نحن نعمل لئلا تؤجل الجلسة ولأن تكون في موعدها وهي تؤجل في كل مرة أسبوعا وليس إلى ما لا نهاية. لذلك نريد أن نحتفظ بكل الجهود حتى تتم عملية انتخاب الرئيس قبل آخر السنة".


وإذ أمل "ألا تستغل هذه الجريمة وتوظف لعرقلة الانتخابات الرئاسية"، قال: "أنا أريد حلا للبنان ولا أريد موقعا. أسعى إلى التغيير والإصلاح كما قلت ومن يسعى إلى هذا الهدف لا يمكن أن يضع شخصه معرقلا لهذه الغاية. إنما حين تتوفر لي الفرصة لتحقيق هذا الهدف سأنتهزها وآمل أن يحصل ما يريده اللبنانيون. الفرصة هي لتغيير الواقع اللبناني الذي هو في قعر الهاوية وليس إلى الوصول إلى موقع معين لا تحدث معه النتائج التي نرغب فيها وشعاري هو الجمهورية أولا. ولما قال أحد السفراء في بيروت أنه علي أن أغير موقعي في التحالفات الداخلية أجبته أن الوحدة الوطنية قبل الرئاسة. فهناك أولويات في حياتنا الوطنية يجب احترامها ويجب أن نعمل لاستدامتها وتطويرها نحو الأفضل. وإذا كان الموقع لا يساعدني على ذلك فإني أفضل التغيير على أن أكون في موقع جامد".

12-كانون الأول-2007

تعليقات الزوار

استبيان