على وقع الصواريخ، شيع آلاف الفلسطينيين قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس-الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا وزوجته، بعد غارة إسرائيلية استهدفت منزلهما في حي الشجاعية شرق غزة فجر اليوم.
وانطلق موكب تشييع القائد أبو العطا من مجمع الشفاء الطبي إلى منزله لإلقاء نظرة الوداع والصلاة على جثمانه في المسجد العمري وسط غزة، ومن ثم ووري في الثرى في مقبرة الشهداء شرق المدينة.
وردد المشيعون الذين تقدمهم قادة في فصائل المقاومة هتافات تطالب سرايا القدس وفصائل المقاومة بالرد على جريمة الاحتلال.
ومنذ إعلان اغتيال أبو العطا، تواصل سرايا القدس قصف بلدات في الأراضي المحتلة بعشرات الصواريخ، إذ قالت وسائل إعلام العدو إنه تم رصد أكثر من 50 صاروخًا أطلقت من قطاع غزة تجاه بلدات الجنوب، ما أسفر عن إصابة 30 صهيونيا.
*الجهاد
عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش قال إن المقاومة لن تسمح للاحتلال الإسرائيلي بتغيير قواعد الاشتباك التي ثبتتها سرايا القدس بالدم، موضحا أن نتنياهو سيدفع ثمن اغتيال القائد بهاء أبو العطا.
وأضاف البطش في كلمة له خلال تشييع أبو العطا:"العودة للاغتيال وبعنوان كبير اسمه بهاء أبو العطا هي رسالة نقرأها جيدًا، أراد نتنياهو من خلالها أن يعيد تشكيل حكومته ويحظى بأغلبية على حساب دمائنا".
وشدد البطش على أن لا خيار لدى حركة الجهاد الإسلامي سوى المواجهة دون حسابات، قد تمنعها-في حال وُجدت-من الرد على جريمة اغتيال الشهيد أبو العطا ونجل عضو المكتب السياسي في دمشق أكرم العجوري.
وتابع البطش:"نزف اليوم من غزة المحاصرة الشهيد المجاهد البطل الفذ قائد سرايا القدس في المنطقة الشمالية وأحد أركان وأعمدة المقاومة في فلسطين الحبيب الغالي على النفس الشهيد المجاهد بهاء أبو العطا كما نزف الشهيد المجاهد معاذ أكرم العجوري الذي اغتالته يد الصهاينة في دمشق"، واعتبر الاستهدافين في غزة ودمشق إعلانا جديدا عن حرب مفتوحة أقرها العدو الصهيوني ضد قادة المقاومة ومحورها.
وأشار البطش إلى أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو سيدفع ثمنا غاليا جراء جريمته في غزة ودمشق، مضيفا:"لن يمنعنا من الرد على جريمة اغتيال أبو العطا أية حسابات ولا خيار أمامنا سوى المواجهة".
وقال البطش: "سنضع حدًا لعربدة العدو الصهيوني وسيفكر ألف مرة إذا ما عاد للاغتيال مجددًا، فسرايا القدس ليست وحدها في المعركة وإن حرص على الاستفراد بها"، وأكد أن الجهاد الإسلامي في جعبتها الكثير من الصواريخ والعتاد والرجال والشباب الذين ستحمي بهم مشروع المقاومة حتى يأذن لها بالنصر والتمكين.
*حماس
بدوره، قال القيادي في حركة "حماس" مشير المصري إن الشعب الفلسطيني وهو يخوض هذه المعركة المفتوحة على كل الجبهات لن يسمح لقادة الاحتلال بتصدير أزماتهم الداخلية على حساب الدم الفلسطيني.
وأضاف المصري: "دماء شهدائنا وقادتنا غالية، والدم يقابله الدم وعلى العدو أن يدفع الثمن ويتحمل كل التداعيات المترتبة على حماقاته".
*فصائل المقاومة الفلسطينية
من جهتها، قالت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية إن ما جرى من قبل العدو هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء، ستضعه أمام المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هاتين الجريمتين بالتزامن في غزة ودمشق، وسيتحمل كافة التبعات عن هذه الجرائم وسيدفع الثمن غاليا.
وأعلنت الغرفة أنها في حالة استنفار وانعقاد دائم لبحث سبل مزيد من الرد المناسب على هذه الجريمة، وأن الرد الأولي للمقاومة هو رسالة واضحة بأن دماء الشهداء لن تضيع هدرا، وأن المقاومة على قدر المسؤولية والتحدي.
وأكدت الغرفة أنها على ثقة بأن وحدة صف المقاومة وكلمتها وجهدها هي الضمان الأساس لردع الاحتلال وتلقينه الدرس القاسي، وجعله يندم على ارتكابه لهذه الجريمة الغادرة.
*الرئاسة الفلسطينية
الرئاسة الفلسطينية أدانت التصعيد الإسرائيلي المتواصل بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والجريمة النكراء التي ارتكبها الاحتلال باستهداف بهاء أبو العطا وزوجته وإصابة أطفاله.
وحمّلت الرئاسة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة وتبعات تدهور الأوضاع في قطاع غزة، باستهدافها للمواطنين والممتلكات، كما طالبت المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية العاجلة لأبناء الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده.
*الخارجية الفلسطينية
كما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة والعاصمة السورية دمشق، الذي راح ضحيته عدد من الشهداء والجرحى، في مقدمتهم الشهيد بهاء أبو العطا وزوجته، وخلف دمارا واسعا في المباني والممتلكات في جريمة متواصلة نشهد حلقاتها يوميا.
وطالبت المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتدخل سريع لإجبار الاحتلال وحكومته على وقف عدوانها فورا، مشددة على أن عدم محاسبة ومعاقبة الاحتلال على حروبه واعتداءاته المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني تشجعه على التمادي في استباحة الأرض الفلسطينية والدم الفلسطيني.