المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

انعقاد "مؤتمر التجمع الوطني لدعم خيار المقاومة"..رعد: الهروب من التوافق لن يبني دولة أيا يكن مستوى الإستقواء بالأجنبي

وطنية - 15/12/2007
عقد التجمع الوطني لدعم خيار المقاومة مؤتمره السنوي 2007 بعنوان "خيار المقاومة وبناء الدولة"، عند الخامسة من بعد ظهر اليوم، في قصر الاونيسكو في بيروت، في حضور عدد من الوزراء والنواب والفاعليات السياسية والعسكرية والدينية والدبلوماسية والاجتماعية.

بعد النشيد الوطني والتجمع الوطني لدعم خيار المقاومة وقف الحضور دقيقة صمت اجلالا لروح آخر الشهداء، شهيد الجيش اللبناني وشهيد الوطن اللواء فرنسوا الحاج وجميع شهداء المقاومة الوطنية وشهداء الجيش.

غدار
ثم القى رئيس التجمع الدكتور يحي غدار كلمة قال فيها: "على اطلال عام فات واطلالة هام آت وفي رحاب اضحى وميلاد مباركين، وعلى وقع عيد بأية حال عدت يا عيد.. شاهد على الفراغ والاغتيال، يبقى التغني بالدولة ولوج رحابها سيد الموقف كما وان الاحتماء بالوطن والتفريط بثوابته يبقى بيت القصيد.. في ظل هذا المشهد المحمول على قلق، يعقد التجمع الوطني لدعم خيار المقاومة مؤتمره السنوي تحت عنوان "خيار المقاومة وبناء الدولة"، لثقتنا في ان لبنان ابدي سرمدي، رغم كيد للكائدين، في الوقت الذي يعز علينا بل يؤسفنا ان تكون الدولة كيانا مفككا وعاجزا عن نتيجة التكابر الاجوف من سلطة تمادت في متاهات التفرد والتي لم تجن الا مواسم الفراغ مما يجعلنا اكثر اصرارا على التمسك بخيارنا وان تكون على مستوى التحدي المتمثل ببناء دولة قادرة في وطن موحد منيع سيد ومحصن.
خيارنا المقاوم وبناء الدولة ينطلق دون ادنى شك من مدى وعينا وفهمنا للمقاومة التي عهدناها وخبرناها صرح عمادة ومحج رسالة، حققت النصر المبين وقلبت ظهر المجن حيث عجزت تكنولوجيا المتربصين عن فك رموزها، وعدت فكان " الوعد الصادق"، وفت فكان الوفاء للشعب والوطن والامة آخذة على عاتقها مهمة الانعتاق الجذري من عقيلة الاستجداء والوصاية مصرة على ذهنية الولاء والانماء والتنمية للارض والانسان مدعمة مسارها واداءها "بالثقافة المقاومة" ديدن الثقافة الوطنية بعيدا عن ثقافة الهزيمة والطائفية والمذهبية وما شاكلها من كوابيس النظام الطائفي الذي لم يعد قادرا على ادارة الحياة الوطنية والذي نحصي اسنانه كل يوم في عذابات واستغاثات شعبنا وحيث اورثنا وطنا رصيفا لتجار البغاء السياسي ومسرحا لكواسر المشاريع المشبوهة من كل حدب وصوب".

وقال: "خيارنا بدعم المقاومة فعل ايمان بأحقية المشروع الوطني المناهض والمواجه والممانع للمشروع الاميركي - الصهيوني الذي بنى عناصر قوته على واقع التخلف الذي استشرى مما ابقانا في صلب الشرخ ورحم الخلاف مناطق بل طوائف متشعلة عرضة للغزو المستباح وحيث اضحى الخلاف اكبر من ان يكون على استحقاق او شخص بل على طبيعة التكوين السياسي ومستقبل الوطن ووظيفته ودوره محليا واقليميا ودوليا والذي لا نجد بدا ولا سبيلا لمجابهته الا بمشروع حضاري جامع مانع في مجتمع مقاوم يؤسس لتأطير وتجذير المواطن وفقا للقيم والمبادىء الحرة والديمقراطية على قاعدة المواطنة الصميمة والصحيحة ومن ضمنها التربية الوطنية والاعلام الوطني والفن الملتزم وسواها التي تساهم في حفظ الهوية وحماية الثوابت انتصارا للقضايا الوطنية والقومية وتثبيت عرى العلاقات العربية والاسلامية وبخاصة مع الشقيقة سوريا والتمسك بحقوق الانسان والنضال في سيبل تصويب القانون الدولي عن طريق عدم العبث به وتسخيره لمصالح ارهاب الدولة والمتمثل بالعدو الصهيوني كنموذج اغتصاب وفاشية واحتلال بدعم من الاحادية الاميركية والحلفاء والاعوان والذي لا يغيب عن بالهم هاجس الشرق الاوسط كموقع للصراع الدائم ومواظبتهم على محاولة تطويق وعزل قوى المقاومة والممانعة وخيارها بغية تسويق واحلال التسوية".

الرئيس الحص
والقى الرئيس الدكتور سليم الحص كلمة تحت عنوان "خيار المقاومة وبناء الدولة"، قال فيها: "عندما يتعرض الوطن لعدوان خارجي كما عندما تكون أرض الوطن محتلة لا خيار في المواجهة إلا المقاومة. فالمقاومة في تلك الحال ليست مجرد خيار بل هي واجب. لطالما أدى العدوان أو الاحتلال إلى حروب طاحنة بين الدول.

وكانت حروب بين الدولة الصهيونية إسرائيل والدول العربية المجاورة منذ تقسيم فلسطين وإعلان الدولة الإسرائيلية. ولكن حصيلة تلك الحروب كانت كلها في نهاية المطاف انتصارا للدولة الصهيونية. كانت هناك لحظات سجل فيها الجانب العربي اختراقا، ولكن نتيجة الحرب كانت دوما لمصلحة دولة العدوان.

إلا أن الأمر كان مغايرا في حال المقاومة. فإسرائيل عجزت عن إلغاء المقاومة الفلسطينية بعد نحو ستين سنة على النكبة التي حلت في عام 1948. وما زالت المقاومة ناشطة، حتى على تخوم عاصمة الكيان الصهيوني في بعض الأحيان، فما استطاعت أعتى قوة في الشرق الأوسط، مدعومة من أعظم قوة في العالم، أن تقضي على فصائل المقاومة على أرض فلسطين، والفصائل لا تتوانى عن إعلان وجودها والاحتفاظ باسمائها والترويج لشعاراتها وفي مقدمها تحرير الأرض من الاحتلال الغاصب. إن مجرد الصمود في حرب لامتكافئة على وجه فادح هو الانتصار بعينه. وقد سجلت المقاومة الفلسطينية انتصارا مبينا إذ أرغمت الغاصب الإسرائيلي على الانسحاب من قطاع غزة من دون قيد أو شرط، مع أن غزة المحررة بقيت محاصرة ومعرضة للاعتداءات المتكررة وشعبها مهددا بالتشريد وحتى التجويع.

وكانت المقاومة اللبنانية شاهدا ساطعا على أن العدوان الإسرائيلي لا يجابه بالحروب التقليدية وإنما بالمقاومة الشعبية. اجتاحت إسرائيل لبنان في عام 1978 وتوسعت في احتلالها فاقتحمت العاصمة بيروت في عام 1982، ولكنها لم تصمد فيها طويلا، فسرعان ما اضطرت، تحت مطرقة المقاومة، إلى الإنسحاب من بيروت.

واستمرت المقاومة للإحتلال في الجنوب، فحققت انتصارا مبينا إذ أرغمت الغاصب الإسرائيلي على الانسحاب كليا (إلا من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا) في 25 أيار 2000. كان على المعتدي أن يخلي أرضا يحتلها من دون قيد أو شرط. فما كانت مفاوضات ولا كان توقيع على صك سلام أو تسوية ولا كان أدنى تنازل عن الحقوق العربية في فلسطين من قريب أو بعيد.

ثم كانت حرب إسرائيل الغاشمة على لبنان في صيف العام 2006. فكان صمود المقاومة أسطوريا في وجه أعتى قوة في الشرق الأوسط ومن ورائها أعظم قوة في العالم. حاول المعتدي التقدم إلى خط الليطاني فما استطاع. استمرت الحرب 33 يوما، وانتهت حيث بدأت، والقتال يدور على تخوم القرى والبلدات الحدودية. كان الصمود رائعا، سجلت به المقاومة انتصارا عظيما.

لعل أهم ما ترتب على هذا الإنجاز التاريخي تبدل جذري في معطيات الصراع العربي الإسرائيلي. ونحن لا نستبعد أن تكون تلك الحرب هي آخر الحروب العربية الإسرائيلية، ومع استمرار الصراع العربي الإسرائيلي ستكون الكلمة الفصل في الجانب العربي للمقاومة. ورشح أن سوريا أعادت النظر في استراتيجيتها بعد تلك الحرب، فأجرت تعديلات على بنية القوة السورية ونهجها في مواجهة العدوان الإسرائيلي في الجولان بحيث أضحت أقرب ما يمكن أن يكون جيش نظامي إلى تنظيم مقاوم. أسفرت حرب صيف العام 2006 عن درس بليغ مفاده أن النصر مكتوب لإسرائيل في حرب بين جيوش نظامية، والنصر مكتوب للعرب في مواجهة إسرائيل بالمقاومة.

السلطة الفلسطينية القائمة لا تخفي انفتاحها على العدو الإسرائيلي وتوقها للتوصل إلى سلام معه. والمسؤولون السوريون سبق أن أعلَنوا غير مرة أنهم على استعداد لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل من دون شروط مسبقة. أما في لبنان فاحتدم النقاش طويلا حول ما إذا كان لبنان سيوقع على تسوية مع إسرائيل بين مؤيد ومعارض وانتهى السجال بنتيجة عبر عنها غبطة البطريرك الماروني بالقول : إن لبنان سيكون آخر مَن يوقع مع إسرائيل، والاعتقاد السائد أن هذا يعني عمليا أن لبنان سيوقع ربما بعد ساعة واحدة من توقيع سوريا. وجاء مؤتمر أنابوليس الذي ضم 44 دولة، منها 16 دولة عربية، ليعزز توجه الأنظمة العربية للانخراط في مسار التسوية مع الكيان الصهيوني. موجز القول أننا نحن العرب قد نكون مقبلين على التسوية مع إسرائيل إن عاجلا أم آجلا. فهل هذا ينهي الصراع العربي الإسرائيلي؟

الجواب: كلا، الصراع سيستمر بالمقاومة ولو غير المسلحة. ألمهاتما غاندي حرر الهند بالممانعة السلمية المدنية، ومن وسائلها المقاطعة بكل أشكالها والحملات السياسية والدبلوماسية والإعلامية الدؤوبة على المستوى الدولي، والتحركات الشعبية الهادرَة على امتداد الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه تحت عنوان المطالبة بصون الحقوق القومية في فلسطين على أن تطلق في وجه المسؤولين العرب والمجتمع الدولي. ما ضاع حق وراءه مطالب.

هذا مع العلم أن مثل هذه المقاومة لن تكون مكتملة الفعالية ما لم تكن شاملة الوطن العربي بأجمعه من أقصى مشرقه إلى أقصى مغربه. ونحن نطمح إلى أن ينضوي العرب جميعا في يوم من الأيام تحت لواء اتحاد على غرار الإتحاد الأوروبي لا بل وأبعد، فنحن أَولى بالإتحاد من الأوروبيين بما يربطنا من لغة واحدة وثقافة مشتركة وتراث عريق ومصالح متبادلة وشعور بالمصير الواحد. ونحلم بأن تكون بيروت بروكسل العرب، أي عاصمة الإتحاد المرتجى ورائده.

نقول هذا مع الإستدراك أن طريق الإتحاد العربي إنما يمر بالضرورة في خطين: خط التنمية الديمقراطية كيما يأتي الإتحاد معبرا عن إرادة الشعب الحرة، وخط التنمية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية كيما يأتي الإتحاد مبنيا على القدر الحيوي اللازم من التجانس بين المجتمعات العربية.

من هنا القول إن النضال من أجل التحرير هو من النضال في بناء الدولة سواء كانت قطرية أو قومية جامعة. هكذا نتبين الرابط العضوي بين المقاومة وبناء الدولة. ومن حقنا أن نحلم بالدولة القومية. فما كانت أميركا تلك القوة العظمى لولا اتحاد الولايات في دولة واحدة. وما كان للدول الأوروبية شأن لولا انضوائها تحت لواء الإتحاد الأوروبي. هذا المنطق أضحى أكثر نتوءا في غمرة مد العولمة، حيث الحق للأقوى والأكبر. وتبقى المقاومة قوة الحق في عالم تتفاوت فيه القدرات العسكرية والاقتصادية على نحو فادح. فالمقاومة هي التي تساوي بين سطوَة القوة وقوة الحق بين الدول.

ارسلان
والقى الوزير السابق الامير طلال ارسلان الكلمة الآتية:" المقاومة شعار محترم، ربما كان الوحيد الذي لم يستهلك، في بلادنا. حيث تنهار القيم وتصطرع المفاهيم. جدية المقاومة فعاليتها سلوكها شكلت مجتمعة ثقافة متكاملة لها شخصيتها المميزة التي تجاوزت بهيبتها ورهبتها وتأثيرها العديد من حالات المقاومة المنتصرة التي عرفتها شعوب العالم في القرن العشرين، انها شديدة الفعالية وفي الوقت نفسه شديدة التواضع انها لا تقبل اي شكل من اشكال المساومة مع العدو وتجسد هذا الرفض ممارسة وسلوكا وفي الوقت نفسه نجدها مقاومة عاقلة هي رصينة في السلوك رصينة الطرح السياسي متحركة لا تهدأ وهادئة في الوقت نفسه بل شديدة الهدوء شديدة الاتزان مدهشة في انضباطها في بلد لا يعرف عنه كثرة الانضباط.من خلالها تعرف اللبنانيون الى انفسهم تعرفوا الى بعد آخر في شخصيتهم.
المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي. المقاومة الفيتنامية ضد الاحتلال الفرنسي ومن ثم الاميركي. والمقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي.مقاومات اربع انتصرت، بفضل جديتها انتصرت، بفضل تغليبها الفعل الميداني على الكلام الاعلامي، انتصرت.
لن اتحدث عن المؤامرات الداخلية التي تحاك ضد المقاومة، من جانب الطابور الخامس الذي اثبت خلال ملحمة تموز المجيدة، انه من انجس واحط وارخص الطوابير الخامسة التي يعرفها العالم. ان نشاط هذا الطابور الخامس بلغ حدا من التهديد للمجتمع اللبناني كاد ان يتسبب بانهيار كاملا لولا تفوق ثقافة المقاومة، واعني بذلك المقاومة النظامية التي خاضت الملحمة العظيمة ضد احد اعتى جيوش العالم، واعني ايضا الحالة الشعبية الوطنية الصلبة التي شكلت وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، عمودها الفقري وركيزتها الصلبة. ان الامانة للتاريخ تفرض علينا الاعتراف بذلك. وبموضوعية مطلقة.
ايها الاصدقاء.
ما من مقاومة في العالم تطلب اذنا لمقاومة المحتل، الجنرال ديغول لم يطلب اذنا من المارشال بيتان قبل ان يطلق نداء المقاومة ورصاصتها الاولى. من البديهي ان يصور اعداء لبنان من اجانب واعراب، وكذلك الطابور الخامس الممثل بلصوص السراي. الفاسدين المسدين، من البديهي ان يصوروا المقاومة على انها البعبع، وبالتالي يحملونها مسؤولية كل المشاكل والكوارث التي افتعلها ويفتعلها الطابور الخامس .. ولكن. مقابل هذا الشيء على الطابور ان يتحمل مسؤولية اعماله كاملة:
اولا: ان الخيانة العظمى وقعت بالفعل، وارتكبها العديد من رموز الطابور الخامس وهي جريمة لا تسقط بمرور الزمن. ابدا. ابدا. فلبنان الذي انتج هذه المقاومة الجبارة الراقية وصنع ثقافة المقاومة، الكفيلة لوحدها بحماية السلم الاهلي ووحدة الدولة، لبنان هذا لا يمكن ان يتقبل الخيانة العظمى وان يتساهل معها بحجة الوحدة الوطنية فيما الوطنية من الخيانة براء.
ثانيا: المقاومة الحقيقية وجودية اثبتت جدواها بشكل كامل وفرضت نفسها على واقع الصراع، وهي اكبر واقوى من ان تخضع لسلطة اقزام يغيطهم عار الخيار العظمى، والتخابر مع العدو.
ثالثا: الجيش اللبناني هو المؤسسة الوحيدة التي نثق بها في الدولة. اننا ندرك جيدا خطورة ما حدث قبل يومين، وخلفية العمل الارهابي الاجرامي الذي استهدف الضابط البطل اللواء الركن فرنسوا الحاج، فسقط الى جانبه رفيق سلاحه الرقيب اول خيرالله هدوان، ندرك جيدا ان المؤامرة تستهدف ضرب الجيش لأن القلاع لا تدرك الا من في الداخل. نحن نعرف جيدا تاريخ هذا البطل اللبناني الاصيل، الشهيد اللواء فرنسوا الحاج. نعرف تاريخه كيف دافع في الماضي عن الجيش مثلما دافع اليوم عن نهر البارد.فليفهم الجميع، بدءا من رموز هذه السلطة الفاسدة الفاقدة للشرعية، فليفهموا ان الجيش اللبناني هو بيت كل مواطن لبناني، فليفهموا اننا بالمرصاد امام اي محاولة للنيل من الجيش وخصوصا ان ماضيهم لا يطمئن ابدا في هذا المجال. ان الجيش والمقاومة خط احمر. انهما يتكملان في الميدان، تكاملهما في تشكيل الدفاع استراتيجية الدفاع الوطنية. فلا مجال ابدا لجعل لبنان مكشوفا امام العدو، او ضعيفا امام سلطة مرتهنة في الداخل".

اضاف: "ان اللبنانيين يتطلعون بأمل للخروج من هذا الوضع المأزم لذلك من المفيد التأكيد على الثوابت التالية:
اولا: تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية والشخصية ورفض الارتهان للخارج الذي يتدخل يوميا في شؤوننا الداخلية ويحرض باستمرار على المقاومة ودورها ونضالها لذلك نعتبر حماية المقاومة وصونها والتمسك بها هو المقدمة الطبيعية لاي حل.

ثانيا: ان الاجماع على ترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية باتت مسألة مسلم بها من الجميع إلا ان تذليل العقبات الدستورية والتفاهم السياسي على المرحلة المقبلة ضرورة وطنية ملحة لاننا لا نريد ادارة للازمة ، انما نريد حلا جذريا لها لان من حق اللبنانيين ان يصلوا الى الاستقرار لينعموا بالراحة والامان، ولذلك فوضت المعارضة دولة الرئيس العماد ميشال عون للتفاوض بإسمها من اجل تذليل كل العقبات التي تواجه الاستحقاق الرئاسي وان اي رفض لذلك نعتبره رفضا للحل المنشود يتحمل مسؤوليته وتبعاته من يقدم على ذلك.
ثالثا: انني احذر من على منبركم هذا اقدام هذه السلطة على تجاوز الاصول الدستورية واتخاذ مراسيم وقرارات مخالفة لجوهر الدستور والمصلحة الوطنية العليا..ولقد سمعت ان بعضهم امس هدد بإعتماد المواجهة كبديل عن الحوار والتفاهم وربما باللجوء الى اعتماد الانتخاب الرئاسي على قاعدة النصف زائدا واحدا.
ان هذا الامر في حال حصوله سيحمل على البلد مخاطر كبيرة وسينقل المعارضة من مواقع الراغب في التفاهم الى موقع اتخاذ قرارات كبيرة تصون المصلحة الوطنية العليا وتحمي البلد من هذه الطغمة الحاكمة".

قزي
والقى الدكتور ناصيف قزي ممثلا الرئيس العماد ميشال عون كلمة قال فيها: "اذا كانت السياسة بالنسبة للبعض فن الممكن.. فهي بالنسبة لي رفض غير المقبول" وللرفض هذا في قاموسنا ذرائعه الوطنية ، ليس اقلها تصويب مسار سياسي تسلطي استشاري وتبعي لا مثيل له في علم السياسة وعالمها. ويكفينا فقط في هذا المجال ان نقول عن هذا المسار التسلطي: "انه إلى المؤسسات الدولة كافة ، اسقط الميثاقية التي هي اصل في بنية الكيان السياسي اللبناني. والمضحك المبكي اليوم انهم يريدون منا ان نقبل الحلول كما هبطت وبسحر ساحر قبل ان نناقش في اي امر قد يعيد التوازن لا بل الشراكة الحقيقية الى الحكم.

هي تحية وطنية خالصة انقلها اليكم في مستهل كلمتي من مقاوم عنيد في ازمة الاحتلالات والوصايات ورافض حريص على الثوابت الوطنية في ازمة المساومات والحلول " الكيفمكان" تلك التي تهبط جاهزة وغير قابلة للنقاش فتتبرمج على وقعها كل التصريحات على غرار ما هي عليه مقولة " الخطأ الشائع" او بعض الامثلة الشعبية كمثل قولنا" هيك بيقولو" " ويلا ماشي الحال" وما اليها من مغالطات قد تدخل مجتمعنا في حال من الاسترخاء والقبول باي حل وكأنه قدر.
والتحية اليكم ايها السادة المؤتمرون ، ولنا في عدادكم اثنين من رفاقنا الباحثين في التيار الوطني الحر، مع تمنياتنا لكم بأن تصلوا عبر مداخلاتكم ومناقشاتكم الى خلاصات قد تخدم مسيرتنا الوطنية التحريرية والتحررية. ولا سيما لجهة ترشيد الحالة السياسية المتعثرة منذ زمن في البلاد.

ماذا يمكن ان نقول لكم في زمن عم فيه الحزن ارجاء الوطن ولامست الخيبة قعر النفوس من قوم صار الهروب من المسؤولية لديهم نهجا . والامعان في التسلط والاستئثار وقلب المعادلات ورشق التهم جزافا لازمة لخطاب سياسي يومي . ولا نبالغ اذا قلنا بأنه مريض وعقيم.
ماذا يمكن ان نقول بعد الاغتيال المدوي الذي ادمى قلوب اللبنانيين كل اللبنانيين! ليس امامنا الا ان ننحني معكم اجلالا لروح الشهيدين : اللواء الركن فرنسوا الحاج والمعاون خير الله هدوان. والتحية كل التحية الى جيشنا الباسل .. قلعة الدفاع عن الوطن ودرع السلام الحقيقي في ربوعنا.
ما من شك بأن المقاومة حق طبيعي لم تنكره شرائع الامم ودساتيرها. اما "خيار المقاومة" فهو "عقلنة لهذا الحق، بل فكرنة" .. بالخيار نقعد حقنا الطبيعي في المقاومة . والخيار بإرادة لدينا لرفع الاحتلال وبالتالي الظلم والغبن. ان خيار المقاومة هو في اصدق مراميه، فعل ايمان بالارض وبالانسان وهذان المبدأان لا يقومان الا على قناعات . بل خيارات فكرية واستراتيجية .
وهنا تستوقفني مقولة " الشعب الحي" والشعب المنتج والذي ينبض بقضاياه الوطنيه والقومية كافة ، المقولة التي تختلف ، شكلا ومضمونا عن مقولة " شعب - الرعاية. الذي يكتفي بمطاعم المحبة والوجبات الجاهزة ، وهذا ربما ما يريده لنا بعض اهل السلطة التي لا يوجد في قاموسها اي معنى للحقوق ، حقوق الناس؟
ثم، اليست الغاية من خيار المقاومة تحقيق العدالة؟ وفي ذلك الا يمكن مفهوم السلام الحقيقي السلام العادل الذي ننشده في نهاية المطاف؟ مثلكم نحن مقاومون في فلسفتنا السياسية الاجتماعية وفي سعينا لتحقيق مجتمع التسامح المبني على الاعتراف بالاخر لبلوغ حالة المواطنة حالة المساواة الفعلية بين الناس.
واذا شئتم وبعيدا عما نتطلع الى بلوغه في مسيرتنا الوطنية اللاطائفية ، فحتى في بدء من مسيحتنا ، نحن مقاومون من اجل العدالة واحقاق الحق وفي هذا المجال لا نلين لان الحق لا يحتمل التأويل والامكان.
واسمحوا لي هنا ان اقول لكم بان الكنيسة نفسها هي في الاصل كنيسة مقاومة .. منذ ان سقطت حالة قروسطية ارهقتها على مدى قرون وما ثورات اميركا اللاتينية وافريقيا وفلسطين وغير مكان في الارض الا شاهدا على ما اقول.
حدثان في الطفولة طبعا حياة الجنرال عون النضالية : منظر اللاجئين الوافدين الى مخيم برج البراجنة اثر نكبة فلسطين عام 1948 ، وقبله مشهد الجندي المعتدي في حارة حريك عام 1940 وهذا ما حول ابن الفلاح الجزيني "جنديا حاميا" وثائرا في وجه البؤس والتشريد والتهدير والاحتلال وهنا يكمن جوهر رمزيته النضالية.
ففي المبدأ خيار المقاومة هو خيارنا .. وبناء الدولة هو هدفنا وهمنا .. وهل تبنى دولة بغير الانسان المتفاعل في محيطه والمدرك لمعنى المسؤولية والملتزم بقضايا المجتمع؟ وهل تبنى دولة بذهنية التاجر والمقاوم والمتعامل والسمسار؟
اذ نتمنى لكم التوفيق في مؤتمركم ، نؤكد امامكم بأن خيار المقاومة ، انما هو فعل ايمان بالسلام الحقيقي لان من يقاوم ويقدم الاغلى والاعز والاحب ، لا يفعل ذلك بهدق سياسي اني او لمصلحة شخصية ، ان من يقاوم انما يسعى الى اقامة العدل واحقاق الحق في عالم متعولم حتى الجنون ، مزق بعض قادته الشرائع الكبرى التى انتجتها شعوبه في كفاحها المرير لنسقط عبودية من نوع جديد.
ان من يقاوم انما يسعى بوعي منه او بغير وعي ليس فقط الى استرجاع حقوق مغتصبة بل الى تصويب مسار البشرية جمعاء واعادة اللحمة الى منظومة القيم الانسانية الكبرى والتي بدونها لا تستقيم الحياة".

النائب رعد
وألقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الكلمة الآتية: "لعل هذا المؤتمر الذي ينعقد بدعوة كريمة من التجمع الوطني لدعم خيار المقاومة، يحاول أن يعالج إشكالية أثارها التجاذب السياسي خلال الأزمة الراهنة، التي تواجها البلاد في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان والمنطقة. وطبيعي أن يضع المؤتمرون الناقط على الحروف في هذا الموضوع ويعملوا على إزالة أي إلتباس حوله، لأن الوضوح في القناعات هو الأساس المتين الذي تستند اليه سلوكيات العمل الوطني والسياسي الهادف، وهو الضابط لوتيرة الحماسة والإندفاع نحو تحقيق الأهداف المرجوة التي يراد تحيقيها. وبما أن الديمقراطيات السائدة، تعتبر أن إرادة الشعوب وخياراتها هي التي تضفي الشرعية على الدولة شكلا وهيكلية ونظاما ومؤسسات وأجهزة. وبما أن ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان قد أقرا بحق الشعوب في الدفاع عن وجودها وعن أرضها وسيادتها في أوطانها،. وبما أن تحقيق الأمن والسلام الدولي يتطلب وقف العدوان ومنع استمراره وحماية الشعوب والدول ضد الغزو والإحتلال وفرض السيطرة عليها بالقوة من قبل أي جهة تعمد الى استخدام العنف والتدخل الخارجي في شؤونها رغم إرادتها. فانطلاقا مما تقدم نطل على لبنان، نموزجان لوطن تتجاذبه ضرورتان اساسيتان لبقائه واستمراره".
- ضرورة بناء الدولة
- ضرورة الدفاع عن الوطن.
ولدى الشروع الجدي في البحث سنجد ان الوقائع تفرض نفسها وتملي علينا جميعا التعاطي بواقعية ومسؤولية وطنية بعيدا عن ضوضاء المزايدات وعن أوهام الطوباويين. فلبنان الوطن الصغير بجغرافيته، الإستراتيجي بموقعه، الحيوي بشعبه، المتنوع على المستوى الثقافي والطائفي، المحكوم بقدر العيش المشترك وبالتفاعل الطبيعي مع محيطه العربي رغم أوضاعه ومشاكله، وبالإنفتاح على العالم كله رغم تفاوت أولويات الدول وسياساتها نحوه. ولبنان المعرض حتى إشعار آخر لتهديد دائم لأمنه واستقراره من قبل العدو الصهيوني، الذي يحتل فلسطين وقسما من أرض الجنوب، ويطمع في المياه والتوسع بزريعة ما يسميه متطلبات أمنية، ويحتل الجولان السوري ويحظى بدعم دولي تراعه الولايات المتحدة الأمريكية المتحالفة استراتيجا معه، والملتزمة حمايته على الصعيد الأمني وتطوير تفوقه وتوظيف مشروعه لتوسيع هيمنتها ونوفذها وحماية مصالحها في المنطقة.
ولبنان العربي الهوية والإنتماء حسبما نصت علية وثيقة الوفاق الوطني، محكوم بالتأثر بمجريات الصراعي العربي الصهيوني، ومعني في الوقت نفسه بتحصن وضعه حتى يحمي سيادته ضد الأطماع والتهديدات والإحتلال الصهيوني من جهة، وحتى لا يكون ساحة صراع للآخرين، لا يرى مصلحة له في أن يكون جزء منها كما يزعم البعض من جهة أخرى. ولبنان الذي عايش العجز الدولي عن استرداد شبر واحد من أرضه المحتلة، وعاين تعاطي هذا المجتمع مع الكيان الصهيوني كاستثناء لا تنطبق عليه القوانين الدولية. ولم تفلح صداقاته الدولية بتحقيق مطلب واحد، يتعارض مع مصلحة الكيان الصهيوني، ليس لأحد فيه أن يراهن على نوايا السلم ليبرر التقصير في الإستعداد للمواجهة. ولبنان الفقير بموارده المالية والإقتصادية وغير القادر على بناء ترسانة عسكرية توفر توازنا كلاسيكيا مع قدرات العدو الصهيوني، فضلا عن الحظر الدولي المفروض عليه عمليا في هذا المجال، محكوم باعتماد سياسة غير تقليدية لتوفير متطلبات الدفاع عن سيادته، وترتكز أساسا الى شعبه وولائه الوطني واستعداده الكامل للتطوع من أجل مقاومة أي عدوان، والتصدي جنبا الى جنب جيشه الوطني وضمن إستراتيجة منسقة ومتفاهم عليها. في ضوء هذه الوقائع والمعطيات، لا يجوز أن يكون بناء الدولة معزولا عن هاجس الحماية للوجود والسيادة، ولا يجوز أيضا أن تتم الحماية للوجود والسيادة، على حساب قيام الدولة ووظيفتها في رعاية مصالح اللبنانيين.
إن الإشكالية التي يتصدى لها هذا المؤتمر، تكمن في كيفية الملاءمة بين طرفي المعادلة الآنفة، وهي مهمة غير مستحيلة بالتأكيد، لكنها أيضا ليست أمرا سهلا أو بسيطا. هناك من يريد أن يتخفف من عبء المقاومة والدفاع ومن موجبات الإعداد الجدي لمواجهة الخطر العدواني القائم والمتواصل ضد لبنان، ويصر على تجاهل التبني الغربي للكيان الصهيوني والإحجام الدولي المعتمد عن بيع أو تذويد لبنان وجيشه الوطني بقدرات تسليحية دفاعية، يمكن أن تحقق توازنا عسكريا يسقط أو يعطل إمكانات العدوان عليه. ولإعتبارات سلطوية وربما طائفية بحته، تجافي المسؤولية الوطنية، يصر البعض اهتمامه ببناء الدولة على قياس مصالحة الضيقة، مستبطنا أو مجاهرا في بعض الظروف بالتسامح مع الخطر الصهيوني: -"ثقافة الحياة"، "ونريد أن نرتاح"، " لا نريد لبنان ساحة للآخرين"،" وعلاقاتنا الدولية كفيلة بحماية لبنان"، وغيرها من الشعارات التي تؤكد غلبة الهم السلطوي لدى هذا البعض على الهم السيادي الحقيقي. في حين لا نجد لبنانيا واحدا يتبنى نظرية إسقاط الدولة لمصلحة الفلتان والفوضى، ولو تحت ذريعة الدفاع عن الوطن وعن الوجود.
نعم قد نجد بعض الساخطين من تزرع السلطويين ببناء الدولة، لإسقاط الحاجة الوطنية الى المقاومة وتبرير عذوفهم عن المشاركة في واجب الدفاع الوطني. هناك من يبالغ في تظهير حرصه على بناء الدولة لغاية سلطوية شخصية حينا وفئوية حينا آخر، لكن هدفه الحقيقي هو ترسيخ الوهم القائل بالتناقض بين بناء الدولة وخيار المقاومة. ان الحقيقة الصارخة والصريحة تفيد: بأن بناء الدولة ضرورة إنسانية ووطنية للاجتماع البشري، وأن الدفاع عن الوجود والسيادة واجب إنساني ووطني.
"الضرورة لا تسقط الواجب ... والواجب لا يلغي الضرورة". الضرورة والواجب متكاملان في مهمة حفظ الوطن وتوفير الأمن والإستقرار وحماية المصالح. والملاءمة بين الضرورة والواجب هو ما يجب أن يتمحور حوله الإهتمام، وأي توجه لتجاهل أحد طرفي هذه المعادلة الثابته يثير الكثير من المشاكل والقلق ويخل بالإستقرار الداخلي.
المقاومة في لبنان قدمت مشروعا للملاءمة تحت عنوان إستراتيجية الدفاع الوطني، نرى ضرورة إستكمال النقاش حوله بموضوعية وعقلانية دون مزايدات، ويمكن أن تتبلور له صيغة وطنية جامعة تكون مورد قبول ورضى من جميع اللبنانيين، خصوصا إذا ما إنطلق النقاش من معادلة الملاءمة الواقعية. وهذه هي مهمة قوى المجتمع السياسي الوازنة في البلاد، والتي نرى إمكانية الشروع بها فور التوافق على ترميم المؤسسات الدستورية التي صدعها برأينا الإخلال بهذه المعادلة.
إن فترة التطبيق لإتفاق الطائف الممتدة من عام 1990 الى عام 2004، شهدت استقرارا داخليا على الرغم مما اعترى عملية بناء الدولة من شوائب سببها تغليب بعض المصالح الخاصة أو الفئوية على حساب المصلحة العامة، إلا أن التفاهم الوطني العام الذي وفر إمكانية الملاءمة بين منطق بناء الدولة وبين تبني خيار المقاومة، هو الذي حمى الإستقرار وحفظ التوازن ومنع الإنقاسم.
لكن الإصرار على إطاحة خيار المقاومة عبر القرار 1559، هو الذي صدع هيكل الدولة نتيجة النكوث بالتفاهم الوطني وفتح الباب واسعا أمام الإنقسام الداخلي حول الخيارات الوطنية وفي مقدمتها خيار المقاومة. وإن إصرار البعض اليوم على بناء دولتهم الخاصة، على حساب مصالح شركائهم في الوطن وعلى حساب خيار المقاومة وحفظ منعة الوطن هو في الحقيقة إصرار على التخريب وخدمة لأعداء الوطن. إن كل محاولات الهروب والتفلت من معادلة التوافق والملاءمة لن تبني دولة في لبنان، أيا يكن مستوى الإستقواء بالأجنبي.
إن كل الإسفاف والوضاعة في مخاطبة الرأي الآخر ومن يمثله، لن يخرج أصحاب المأزق من مأزقهم. وإن كل محاولات الأقصاء والتهميش لمن يمثل أكثرية في مكون اساسي من مكونات الوطن، لم تفتح الباب المناسب للولوج الحل وتحقيق التوافق، وحده التفاهم الوطني الذي يقوم على منطق بناء الدولة وخيار المقاومة هو الذي ينهض بلبنان من أزمته ويخرجة من وصاية الأجانب ويحصن منعتة وسيادته".
واختتم الحفل بأغنية للفنان وسام حمادة "الأرض والوطن والإنسان".

15-كانون الأول-2007
استبيان