المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

«أبو الهنود» مهندسُ العمليات ومرعب الأعداء

القسام - خاص:
حنانيك أيتها الجبال الراسخة برجال ظلت عزائمهم شامخة، ورأفة بهم أيتها الصخور وقد اتخذوا منك رداء ستر تخفيهم من عيون العملاء والغاصبين، لله درك أبا الهنود، فوقع ضرباتك زلزلت الأرض تحت أقدام الصهاينة الجبناء، فلم يكن أمام الغاصبين خيار إلا انتظار ضرباتك الموجعة بعد فشلهم وأعوانهم في ملاحقتك لأعوام عديدة.

ذو الأرواح السبعة أسماه أعداءه، لكنه المجاهد الماهر، والمقاوم الصنديد الشجاع، الذي طالما ألحق الفشل تلو الفشل لوحدات الجيش الصهيوني المختارة كما يسمونها، ومرّغ أنوف الصهاينة وعملائهم عندما طاردوه لاعتقاله أو قتله ليصنع النصر بأمجاده.

تصادف اليوم، ذكرى استشهاد قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام بالضفة المحتلة محمود أبو الهنود، الذي والذي استشهد مع اثنين من رفاقه بعد استهداف طائرات الاحتلال المروحية لسيارته بأكثر من خمسة صواريخ غادرة.

مجاهد واعد

ولد الشهيد القسامي المجاهد بتاريخ 01/07/1967، وأكمل دراسته الثانوية في القرية "عصيرة الشمالية"، والتحق في العام 1995م بكلية الدعوة وأصول الدين بالقدس المحتلة حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية.

ومع اندلاع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987م، سارع أبو هنود وكغيره من الشباب الفلسطيني الثائر للمشاركة في فعالياتها، فأصيب في العام 1988م بجراح خطيرة جراء إصابته بعيار ناري خلال المواجهات مع جنود الاحتلال، وتم اعتقاله لاحقاً لعدة شهور في معتقل مجدو.

وبعد إطلاق سراحه أصبح أبو الهنود عضواً ناشطاً في حركة "حماس" في منطقة نابلس، وفي شهر كانون أول عام 1992م كان هو وخمسة آخرين من بلدته عصيرة الشمالية أبعد إلى مرج الزهور برفقة 400 عضو من حركة حماس والجهاد الإسلامي.

لم تثني عملية الإبعاد أبا الهنود، فواصل نشاطه في صفوف الحركة الإسلامية، بل انخرط بعدها في النشاط العسكري، وأصبح أحد أعضاء الجهاز العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسام البارزين بعد استشهاد القائد القسامي محي الدين الشريف المطلوب رقم واحد لأجهزة الأمن الصهيونية والفلسطينية الخائنة على حد سواء.

وزادت أهمية المطارد أبو الهنود في عام 1996م عندما اعتقل إلى جانب نشطاء حركة حماس في حملة شنتها أجهزة الأمن الفلسطينية في ذلك الوقت إلا أن أبا الهنود أُطلق سراحه وقيل أنه فر من السجن في شهر أيار من العام ذاته.

واتهم الاحتلال الشهيد محمود أبو الهنود بالوقوف وراء تجنيد الاستشهاديين الخمسة الذين فجروا أنفسهم عام 1997م، وتبين أن معظمهم خرج من قرية عصيرة الشمالية شمال نابلس الخاضعة للسيطرة الأمنية الصهيونية.

محاولات الاغتيال

وضع الاحتلال القائد أبو هنود على رأس قائمة المطلوبين لديه، حيث تعرض لمحاولة اغتيال في 26-8-2000م، ولكنه أصيب بجراح وتمكن من الفرار بعد أن أجهز على أكثر من ثلاثة من جنود الوحدات الخاصة الصهيونية "دوفدوفان"، وأصاب العديد منهم بجراح مختلفة، مما ساهم في زيادة الحنق الصهيوني عليه، وجعل من وحدات الجيش الصهيوني المختارة أضحوكة وسائل الإعلام المختلفة.

وعلى الرغم من أنه أفلت من قبضة الصهاينة بحنكته وثباته رغم إصابته، حيث أكمل جهاز الأمن الوقائي مهام الاحتلال فقام برصد ومتابعة واعتقال كل ما يتحرك وله صلة بأبي الهنود، واستطاع بعدها الهنود الوصول لمدينة نابلس، لتلقي سلطة التنسيق الأمني الخائنة القبض عليه، وتصدر محكمة أمن السلطة حكما بسجن القائد القسامي المقاوم لمدة 12 عاماً، لمقاومته الاحتلال.

وكانت المحاولة الثانية لاغتياله بتاريخ 20-5-2001م، بعدما قصفت الطائرات الحربية من نوع "F16" الصهيونية لأول مرة السجن المركزي لمدينة نابلس بالضفة المحتلة، حيث تحتجز السلطة البائدة المجاهد "محمود أبو الهنود"، وللمرة الثانية ينجو القائد بفضل الله ومنته، ويخرج أبو الهنود حياً من تحت الأنقاض، وهو لا يزال يمسك بيديه مصحفاً كان يقرأ فيه القرآن لحظة القصف.

وبعد جهاد طويل آن للفارس أن يمتطي صهوة ما سعى إليه طويلاً وتسابق مع رفاقه عليه، فبعد سبع سنوات من الملاحقة الدؤوبة، تم استهداف القائد القسامي محمود أبو الهنود واغتياله، أثناء انتقاله من مخبأ إلى آخر في منطقة نابلس.

فقد كان من المقرر أن يقوم أيمن حشايكة، صديق أبو الهنود، بنقله من مخبأه إلى مكان آخر، بعد الإفطار، وقد استقلا معاً سيارة نقل ركاب تعود لشقيقه مأمون، وقد تخفى محمود في زي فلاح أثناء انتقاله، حيث ارتدى قنبازاً وحطة وعقالاً.

ولدى خروج السيارة التي قادها مأمون من قرية ياصيد 12 كيلو متر شمال نابلس، واتجهت صوب منطقة الفارعة وطوباس، وعند حوالي السابعة مساء، لاحقتها مروحية "اباتشي"، وأطلقت عليها عدة صواريخ، مما أدى لاستشهاد القائد القسامي محمود أبو الهنود "35"عاماً، بالإضافة إلى الشقيقين أيمن، "35" عاماً، ومأمون، 28 عاماً.

لوحة شرف

ومن بين العمليات التي تعود المسؤولية عن تنفيذها إلى خلية أبو الهنود:

• تشرين ثاني 1995م: إطلاق نار باتجاه سيارة أحد حاخامات المغتصبين المتطرفين قرب مغتصبة "كوخاف يعقوب" مما أدى لإصابة الحاخام بجروح.

• كانون الأول 1995م: إطلاق نار باتجاه سيارة عسكرية صهيونية قرب وادي الباذان "شرق نابلس" من دون وقوع إصابات.

• أيار 1996م: إطلاق نار على حافلة مغتصبين في مغتصبة "بيت ايل" مما أسفر عن مقتل مغتصب واصابة 3 آخرين بجروح.

• أيار 1996م: إطلاق نار على سيارة عسكرية لقوات الاحتلال في جبل "عيبال "قرب نابلس مما أدى إلى إصابة ضابط صهيوني بجروح طفيفة.

• أيار 1997 م: إطلاق نار على سيارة صهيونية قرب مغتصبة "الون موريه " من دون وقوع إصابات.

• تموز 1997 م: تفجير عبوة ناسفة "جانبية" ضد سيارة جيب تابعة لقوات ما يسمى بحرس الحدود الصهيوني على الطريق المؤدي لـ "مسجد النبي يوسف " في مدينة نابلس، أسفرت عن إصابة جنديين صهاينة بجروح.

• تموز 1997م: عملية تفجير استشهادية مزدوجة في سوق "محانيه يهودا" في القدس الغربية أسفرت عن مقتل 16 صهيونياً، واصابة 169آخرين بجروح مختلفة.

• أيلول 1997 م: تنفيذ عملية تفجير استشهادية " مزدوجة" في شارع "بن يهودا" أسفرت عن مقتل 5 صهاينة واصابة أكثر من 120 بجروح.

• عملية استشهادية في المركز التجاري الرئيس وسط القدس المحتلة أسفرت عن مقتل خمسة صهاينة وجرح حوالي 169 آخرين.

• تشرين الثاني1997 م: محاولة لأسر جندي صهيوني.

عمليات الرد

كان لعمليات كتائب القسام التي جاءت رداً على عملية اغتيال أبو الهنود والتي وقعت في رمضان طابع خاص، التي لم تعدم الوسيلة في الرد على اغتيال قائد القسام أبو الهنود وانتهاكات العدو ضد أبناء شعبها ومقدساته، مسجلة ضربات نوعيةً قويةً لنظرية الأمن الصهيوني.
يوم دامي عاشه الكيان الصهيوني سقط خلاله نحو 28 قتيلاً وأكثر من 280 جريحاً في سلسلة عمليات منفصلة في حيفا والقدس المحتلة وغزة، من عمليات التفجير الفدائية وإطلاق النار التي لم تشهدها، وفيما يلي، أبرز العمليات النوعية التي نفذتها كتائب القسام:

عملية القدس المزدوجة

العملية المزدوجة التي نفذها الاستشهاديان أسامة محمد عيد بحر ونبيل محمود جميل حلبية من أبو ديس، وذلك ليلة السابع عشر من رمضان من عام 2001م، والتي وصفها الاحتلال حينها بأنها من أذكى العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة.

بدأت العملية البطولية حين فجّر الاستشهادي الأول نفسه أسفل شارع بن يهودا قرب ساحة صهيون، وبعدها بدقائق فجر الاستشهادي الثاني نفسه على بعد 50 إلى 70 مترًا في الشارع نفسه، لتحصد هذه الانفجارات مجتمعة مقتل 11 صهيونياً وجرح أكثر من 190 جراح 20 منهم ما بين الخطرة والخطرة جداً.

عملية «إيلي سيناي» الجهادية

وفي صبيحة يوم الأحد 17/رمضان 1422هـ الموافق 2-12-2001م، اقتحم القساميان جهاد حمدي المصري من بيت لاهيا، ومسلمة إبراهيم الأعرج من حي الشيخ رضوان بغزة مغتصبة "إيلي سيناي" وأمطر المجاهدان النار على مركبات المغتصبين في اشتباك استمر لأكثر من ساعة، وباغت المجاهدان أحد المركبات من مسافة صفر، ولم يستطع جنود العدو السيطرة على الموقف إلا بعد أن قامت الآليات بإطلاق قذائفها صوب الاستشهاديين.

وأسفر الاشتباك عن مقتل صهيوني وإصابة 5 آخرين بجراح، وكان من توفيق الله للمجاهدين أن ساق لهم صيداً ثميناً، حيث اعترف العدو أن القتيل هو العالم النووي "باروخ سينجر"، أحد أكبر 10 علماء للطاقة الذرية في الكيان، وقد كان مقتله ضربةً مدويةً للاحتلال.

عملية «حيفا» الاستشهادية

وبتاريخ 2-12-2001م كان الموعد مع عملية نوعية عظيمة ويوم عظيم أعاد إلى الأذهان ملحمة بدر الكبرى، حينما فجَّر الاستشهادي القسامي ماهر محيي الدين كامل الحبيشة (20 عاماً) من مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، نفسه في حافلة صهيونية تابعة لشركة أيغد داخل مدينة الخالصة شمال حيفا داخل الأراضي المحتلة عام 48.

انفجار عنيف نتج عنه مقتل 16صهيونياً على الأقل وجرح 55 آخرين كان منهم 15 وصفت حالتهم بالميؤوس منها، لتعتبر تلك العملية "الأعنف" في تاريخ مدينة حيفا حسب وصف مسئول نجمة داوود الحمراء حينها.

وتستمر الذكريات تفصح عن صفحات العز والفخار التي خاضها مجاهدو القسام في مواجهة العدو الصهيوني، مخضبة بالدم حتى تحرير الأَرض والمقَدسات من دنس الصهاينة المغتصبين.

24-تشرين الثاني-2022

تعليقات الزوار

استبيان