لفتت كتلة الوفاء للمقاومة عقب اجتماعها الدوري إلى أنّه "يكاد العدوان الصهيوني على غزة – فلسطين يُكمل شهره الخامس بحثًا عن صورة نصر تصرف الانتباه عن فشل العدو وعجزه عن استرداد أسراه بالقوّة وعن خيبته لعدم قدرته على إنهاء حماس واقتلاعها من غزة".
وتابعت الكتلة "في الوقت الذي يتوغّل فيه الغزاة داخل قطاع غزّة، إلّا أنهم يظهرون عاجزين عن السيطرة والاستقرار أمام كمائن المقاومين وتصديهم البطولي لهم، الأمر الذي يضطرهم للانسحاب ولخفض عديدهم تلافيًا للمزيد من الخسائر".
وأضافت "إلا أنّه من جانبٍ آخر يُمارس (العدو) أبشع جرائمه ضدّ المدنيين ومنشآتهم ومساكنهم ويمنع وصول المساعدات والأدوية عنهم حتى بات الوضع يُنذر بمجاعة خصوصًا في رفح حيث باتت هذه المنطقة ملاذًا لأكثر من مليون وأربعمئة ألف إنسان فلسطيني".
وأشارت الكتلة إلى أنه "وسط هذا المشهد يُسجَّلُ موقف أوروبي مُخجل يُسقط صدقيّة التزام عدة دول أوروبية بشعار حماية حقوق الإنسان، كما يُسجَّلُ موقف أمريكي تقليدي داعم للعدوان إلى حدّ الشراكة التي لا تخفيها تصريحات منافقة هدفها التمويه على الرأي العام الدولي الذي بات يُدرك تمامًا عُمق الارتباط الوظيفي العدواني بين الإدارات الأمريكيّة والكيان الصهيوني المؤقت".
وأضافت كتلة الوفاء للمقاومة "يُسجَّل من جهةٍ أخرى موقف متواطئ ومتخاذل تلتزمه دول عربيّة فيما تنتظر دول أخرى ما يُنهي إحراجها ويزيل عبء القضيّة الفلسطينيّة الكابح لانزلاقها نحو التطبيع مع العدو الصهيوني ومصالحته والتصريح باعترافها بشرعيّة اغتصابه لفلسطين وللمقدسات".
ولفتت الكتلة إلى أنه "لولا بقيّة نخوةٍ عربيّة وأصالةٍ إسلاميّة تُجسدها دول وقوى محور المقاومة في المنطقة، لكان التاريخ قد سجّل للأجيال المُقبلة استفراد الوحش الصهيوني بأهل غزّة الشرفاء دون أن يتحرك أحدٌ من العرب والمسلمين لنصرتهم والتضامن العملي والميداني معهم".
وأضافت "أمّا الشعوب فتظاهراتها التضامنيّة لا تنفك تتوالى دوريًا في مختلف عواصم ودول العالم.. وإن بدت شعوب منطقتنا رازحةً، مع الأسف الشديد، تحت نير الاستبداد والتضليل والهموم المعيشية الشاغلة عن أي تحرّكٍ جماهيري مندّد بالعدوان ومحرِّض على وقفه وإدانة مرتكبيه".
كتلة الوفاء للمقاومة لفتت إلى أنه "في لبنان، ينهض شعبنا المقاوم بمسؤوليته في نصرة ودعم غزة وأهلها، وحماية مصالح بلده وأمنه الوطني، والضغط على العدو الصهيوني من أجل أن يوقف عدوانه المتوحش وجرائم الإبادة التي يتمادى في ارتكابها ضدّ أهل غزّة أطفالًا ونساءً وشيوخًا ومعالم حياة".
وأكدت الكتلة أنّ "الإدارة الأمريكيّة تتحمل المسؤولية الكاملة عن تمادي الصهاينة في ارتكاب جرائم الإبادة ومواصلة اعتداءاتهم ضدّ غزّة وأهلها ومحاصرتهم وتجويعهم وتدمير معالم الحياة في بلادهم"، وقالت إنّ "وقف العدوان بشكلٍ تام ونهائي ورفع الحصار كليًّا عن غزّة وانسحاب القوات الصهيونية إلى خارج القطاع، كل ذلك يُشكّل المدخل الطبيعي لتبادل الأسرى والمعتقلين ولحفظ وتثبيت حقّ الشعب الفلسطيني في استئناف حياته وإعادة إعمار ما تهدّم وهو حقٌّ يجب أن تصونه الأمم المتحدة وتدين منتهكيه".
وأضافت أنّ "إطالة أمد العدوان من شأنها أن تزيد من مخاطر التوتر واتساعه، وتهدّد الاستقرار الإقليمي وإن النقض الأمريكي لأي قرار يدعو لوقف نهائي لإطلاق النار يؤجج هذه المخاطر والتهديدات، كما أنّ الهدنة المؤقتة تغري العدوّ بالمماطلة والابتزاز ثم استئناف العدوان واستكمال مخطط الإبادة".
وحيّت الكتلة "موقف التضامن الشعبي في لبنان والأداء الرسمي تجاه الاعتداءات والتهديدات الصهيونية لأمن لبنان وسيادته"، معتبرةّ أن "المواقف التي يعلنها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله، تعكس تطلعات واستعدادات معظم اللبنانيين وتستحضر الحكمة والحرص على حماية البلاد وحفظ مصالحها الوطنيّة السياديّة والسياسيّة والعامة".
وأكدت الكتلة أن "فاعلية المقاومة في إنهاك العدو ومنعه من تحقيق أوهامه في لبنان، تهون أمام نتائجها التضحيات وأن المقاومين الشجعان من أبناء البلاد هم أرأف الناس بأهلهم وأحرص الناس على أمنهم وكرامتهم.. وما الاحتضان الأهلي الغامر للمقاومين إلا الوجه الظاهر المعبّر عن هذه العلاقة العميقة بين المقاومة وشعبها، ولذلك تفشل استهدافات العدو للفصل بين المقاومين والناس وترتد الضربات المعادية والموجهة نحو هذه الغاية سلباً على العدو ومزيدًا من التماسك والاحتضان من قبل شعبنا للمقاومين الشجعان..".
وتوجهت الكتلة بتحية "إكبار إلى إخواننا في حركة أمل قيادةً ومجاهدين وتتقدم منهم ومن أهلنا الغيارى بأسمى التبريكات بشهادة إخوة الدرب وحماة الأرض الذين قضوا خلال تصديهم للاعتداءات الإسرائيلية على قرانا وبلداتنا اللبنانية. وعهدنا لهم وللشهداء على طريق القدس أن نصون وحدتنا ونعزز التنسيق فيما بيننا لندفع كيد المعتدين ونحفظ أمن بلدنا ونحمي سيادته ملتزمين معادلة النصر الدائم، المتمثلة بالشعب والجيش والمقاومة".