المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

المعارضة تعتبر زيارة ولش إلى بيروت لقطع الطريق على المبادرة الفرنسية والأكثرية ترى فيها رسالة لسوريا وإيران

جريدة الحياة - 20/12/2007
طرحت زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط دايفيد ولش المفاجئة الى بيروت أسئلة حول سبب مجيئه على عجل، بعدما كان غادرها السبت الماضي، إضافة الى تساؤلات أثارتها قوى أساسية في المعارضة على رأسها حزب الله و"التيار الوطني الحر" بقيادة العماد ميشال عون الذي استثناه ولش هذه المرة كما في السابق من لقاءاته.


وفيما أشارت قوى في المعارضة الى ان عودة ولش الى بيروت تستهدف "قطع الطريق على المبادرة الفرنسية الآيلة الى توفير التسهيلات السياسية لانتخاب الرئيس"، مؤكدة لـ "الحياة" أنها "لا تعرف دوافع عودته قبل انتهاء المهلة التي حددتها واشنطن لباريس كي تواصل اتصالاتها بحثاً عن مخرج سياسي لانتخاب الرئيس والتوافق على عناوين رئيسة للمرحلة المقبلة"، قالت مصادر رفيعة في الأكثرية لـ "الحياة" إنها تبلغت من ولش بأن "اجتماعه مع بري لم يصل الى نتائج ملموسة وأن الأخير شكا وضعه للموفد الأميركي وأنه مع إجراء الانتخابات لأن الفراغ سيرتد سلباً على الجميع، لكنه حاول ان يقول للمسؤول الأميركي ان الحديث مع عون قد يفتح الباب أمام الوصول معه الى شيء".


وعن عودة ولش الى بيروت، قالت المصادر نفسها انه ابلغ الأطراف المحليين بأن "القمة التي عُقدت اخيراً بين الرئيسين الأميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي أعطت الأخير، بناء لطلبه، فرصة للقيام بمحاولة مع الرئيس السوري بشار الأسد علّه ينجح في إقناعه بتوفير التسهيلات السياسية لتأمين انتخاب الرئيس لا سيما انه الأقدر على التعاطي مع قوى المعارضة الحليفة له". ونقلت المصادر عن ولش قوله ان "المشكلة المترتبة على عدم انتخاب الرئيس تتجاوز المعارضة الى الرئيس الأسد الذي لا يزال يرفض تقديم التسهيلات لانتخاب الرئيس".


وفي هذا السياق قال ولش، بحسب المصادر عينها، أن "واشنطن أفسحت المجال أمام باريس للقيام بمحاولة أخيرة لدى دمشق لكن تبين للرئيس الفرنسي أن نظيره السوري لم يف بتعهداته والتزاماته وأن دمشق تحاول الآن التلطي وراء حلفائها في المعارضة وتصويرهم وكأن لديهم شروطاً سياسية لا تتعلق بانتخاب سليمان وإنما في تشكيل الحكومة الجديدة".


وأوضح ان "واشنطن لم تتخل عن دورها في لبنان ولم تخل الساحة الى الأبد وإنما أرادت ان تعطي فرصة لباريس التي يبدو أنها اكتشفت أن دمشق لا تريد الاتفاق مع أحد ولا تريد اعادة النظر في مواقفها".


واعتبرت المصادر ان مجرد مجيء ولش الى بيروت هو "تأكيد أميركي على ان الولايات المتحدة لم تترك لبنان وأن واشنطن ماضية في التزاماتها وباقية على الوعد الذي قطعته على نفسها لجهة ضرورة إجراء الانتخابات وعدم السماح بجر البلد الى الفوضى".


ولفتت الى ان الذين التقوا ولش شعروا بأنه "أراد من خلال عودته المفاجئة توجيه رسالة الى إيران وسورية بأن واشنطن لن تترك لبنان ساحة لهما، خصوصاً ان أزمة الرئاسة ما هي إلا لحظة في مسار سياسي طويل".


وأكدت المصادر ان ولش أراد تمرير رسالة مفادها ان "المجتمع الدولي لن يقف مكتوفاً إزاء منع إجراء الانتخابات وأن لديه من الخطوات التي من شأنها ان تضغط على من يعرقل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، لا سيما أننا نعرف من هي الجهة التي تعرقل الحل، إضافة الى أننا نعرف ما علينا من واجبات إزاء لبنان هذا البلد التعددي الديموقراطي الحر".


وكشفت المصادر أن ولش ابلغ قيادات في الأكثرية أن واشنطن "تدعم كل القرارات التي يتخذونها ويعتبرونها ضرورية لمنع استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية"، إضافة الى تأكيده أنه "سيكون للبنان أهمية خاصة في جولة بوش المرتقبة على عدد من دول المنطقة في الشهر المقبل"، مشيراً ايضاً الى ان بلاده "لم تبدل موقفها وهي ماضية في الضغط على سورية وأن الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كانت الأخيرة جادة في تعهداتها أمام فرنسا في أنها ستسهل انتخاب الرئيس".

20-كانون الأول-2007
استبيان