المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الشيخ قاسم رد على بوش: لم تكن أميركا يوماً صديقاً للبنان بل لأمن وكيان إسرائيل ولبنان لا يمكن أن يخضع لمشروعك

21/12/2007
علق نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في بيان اليوم، على كلام الرئيس الأميركي جورج بوش الابن وقال: "طالعنا الرئيس الأميركي بوش بسوء طالعه وأوامره المباشرة لجماعته في لبنان بانتهاك الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية بالنصف +1، غير آبه بانعكاسات هذا الأمر على الواقع اللبناني، ومن دون أن يرف له جفن للمآسي التي سببتها إدارته للشعب اللبناني منذ حرب تموز 2006 حتى الآن. وفي اللحظة التي يسعى فيها اللبنانيون إلى التوافق، يدق إسفينا جديدا بينهم، رافضا للتوافق، محددا لخارطة الطريق الأميركية، مستخدما لأدواته في لبنان، ليكون الثمن بالكامل من حساب الاستقرار اللبناني ومستقبل اجياله".


اضاف: "لقد دفع لبنان ثمنا باهظا للتدخل الأميركي - الإسرائيلي، ولم تكن أميركا يوما صديقا للبنان، لأنها تستخدمه لأمن وكيان إسرائيل، ولمشروعها كبوابة للشرق الأوسط الجديد، هل لا يزال بوش يعتقد بإمكان المراهنة من جديد على تحقيق مكسب لأميركا وإسرائيل في لبنان بعد الفشل المتتالي والمتراكم في أرجاء المنطقة؟.

وهل يعتقد أن مغامرته الجديدة يمكن أن تمر في مناخ الاستسلام العربي أمام التطبيع مع إسرائيل؟.

وهل ستنفذ جماعة 14 شباط الأوامر كما نفذتها في الماضي من دون اعتبار بما جرى حتى الآن؟.

لا يا بوش، أوامرك غير قابلة للتنفيذ في لبنان ووصايتك مرفوضة.

لا يا بوش، لبنان المقاومة والتحرير والاستقلال والشهادة لا يمكن أن يخضع لمشروعك الإسرائيلي مهما طال الزمن.

لا يا بوش، لبنان ليس مزرعة لأميركا تعبث بها كيفما تشاء، فالشعب اللبناني يريد الحياة العزيزة المستقلة، والمعارضة ثابتة وصامدة ومؤمنة ومعها مددها الشعبي الكبير.

لا يا بوش. لا حل مبعوثوك أهلا ولا وطئوا سهلا، وهم ينفثون الحقد ويحرضون على الفوضى، ويمنعون التوافق، ويهددون ويغرون. فالساحة في لبنان لم تعد تتقبل أمثالهم.

لا يا بوش. يبدو أنك لم تتعرف بعد على أصالة هذا الشعب، وحري بك أن تستدرك قبل أن يسجل تاريخك بأن أعظم هزائم أميركا حصلت في هذا البلد المعطاء لبنان.
ما هي مطالب المعارضة التي يصعب على إدارة بوش أن تتقبلها ويتبعهم في ذلك قوى السلطة في لبنان؟.

حصل عدوان تموز على خلفية إضعاف لبنان بإنهاء مقاومته تمهيدا لجعله في خدمة المشروع الإسرائيلي تطبيعا وتوطينا وملحقا سياسيا واقتصاديا وأمنيا بالعدو الإسرائيلي، لكن الله تعالى سدد ووفق حزب الله والجيش اللبناني والشعب اللبناني للتصدي وتحقيق الانتصار الإلهي الاستراتيجي الكبير، فتداعى المشروع الأميركي الإسرائيلي وبدأ يتخبط في هزائم سياسية متتالية غير قادر على لملمة أذيالها".


اضاف:" اقترحت المعارضة على قوى السلطة لملمة الجراح، والنهضة بلبنان في إطار شراكة حقيقية نعمل من خلالها جميعا. فرفضت جماعة 14 شباط كل الحلول باتجاه الشراكة، بل رفضوا اقتراحاتهم وانقلبوا عليها، فهم الذين ربطوا بين إقرار المحكمة وإنشاء الحكومة، ثم أقرت المحكمة في مجلس الأمن ورفضوا الحكومة، وعادوا وربطوا بين الحكومة وتحديد الرئيس، فرفضوا الحكومة وطالبوا بالرئيس على أن تكون الحكومة نتاجا طبيعيا بعد انتخابه بنسبة 13 إلى 17، وما أن وصلنا إلى الرئيس حتى رفضوا ما تعهدوا به، رفضوا كل شيء وهم اليوم يريدون انتخاب الرئيس ليستمروا في الاستئثار والسيطرة بإشراف ورعاية وتشجيع أميركي.


سلة مطالب المعارضة تحصن حكم الرئيس ولبنان، وهي مجموعة قليلة من النقاط التي تتمحور حول المشاركة، فلا تضيعوا المزيد من الوقت، ونحن حاضرون لإنجاز هذا الاستحقاق وتحصينه بأسرع وقت، وكلنا أمل بأن ينهض ذلك بلبنان فيعالج مشاكله الكثيرة الاقتصادية منها والسياسية والأمنية والاجتماعية التي سببتها الإدارة الأميركية والاستفراد بالسلطة.

لقد جربت الموالاة أن تحكم وحدها وفشلت فشلا ذريعا، وأثبتت التجربة أن النهضة بلبنان لا تكون إلا بالمشاركة.

قد تعترض جماعة 14 شباط باتهامها بأنها بإدارة أميركا! إذا أثبتوا لنا العكس ولو لهذه المرة، وخالفوا بوش بقبولكم للمشاركة والتوافق، واسمعوا نداء من اكتشف من بينكم حقيقة الموقف الأميركي ومصلحة لبنان.

مجددا، لا يا بوش، لبنان لأهله وأبنائه وليس ممرا لمشاريعك.

لا يا بوش، لبنان لن يكون في خدمة دافع الضرائب الأميركي، بل لشعبه الطيب الأبي. ولعلني تأخرت في افتتاح الكلام أن أقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لنتوقف إن شاء الله تعالى في التوافق والمشاركة والتحرير والاستقلال".

21-كانون الأول-2007

تعليقات الزوار

استبيان