المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

آية الله فضل الله: تصريح بوش قمة التدخل الأميركي ولا بد من التوافق على رفض الوصاية الأميركية وكل الوصايات الأخرى

23/12/2007
دعا آية الله السيد محمد حسين فضل الله الفريقين الأساسيين في لبنان إلى رفض الموقف الأخير الصادر عن الرئيس الأميركي جورج بوش حيال نصاب الانتخابات الرئاسية في لبنان ليكون ذلك البداية للتخلص من الوصاية الأميركية وغيرها من الوصايات.

وأكد السيد فضل الله أن الموفدين الأميركيين لا يقومون بمعالجة موضوعية للأزمة اللبنانية، بل يزيدونها تعقيدا، وعندما يوحون بدعم فريق إنما ينطلقون من حساباتهم الذاتية وحساب ملفاتهم العالقة في المنطقة. وحذر من أن مشروع الإدارة الأميركية في فلسطين هو مشروع تدميري للواقع الفلسطيني كله وتوفير المقدمات السياسية والأمنية لإجتياح قطاع غزة، ملمحا إلى إستخدام أميركا للملف النووي الإيراني لتعقيد علاقات إيران بالعرب ثم الإيحاء بإمكان ترتيب هذه العلاقات إذا قدمت إيران تنازلات لأميركا.

وقال: "إن متابعتنا لما يصدر من مواقف عن الإدارة الأميركية، من المسؤول الأول فيها، الرئيس بوش، إلى الموفدين الذين يطوفون البلدان العربية والإسلامية ومنها لبنان تؤكد أن هذه الإدارة دخلت في مرحلة حرجة في الداخل الأميركي نفسه إضافة إلى فشلها في إدارة ملفات المنطقة، الأمر الذي يدفعها إلى التصعيد الكلامي واستخدام لغة الوعيد والتهديد علها تستطيع من خلال هذه اللغة أن تحصل على بعض التنازلات من قوى الممانعة العربية والإسلامية، وخصوصا في ما تبقى من الأشهر التي تسبق دخول الحزبين الجمهوري والديمقراطي في معمعة الانتخابات الرئاسية.

إننا نعتقد أن إدارة الرئيس بوش ليست في الموقع الذي يمكنها من فرض شروطها في المنطقة. وإذا كانت تستطيع ذر الرماد في العيون وتحريك المزيد من الأوضاع الفوضوية، إلا أن ذلك لا يمكن ان يعيد لها سطوتها أو يفسح في المجال لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وخصوصا أن زمام الأمور بدأ يفلت من يدها في مواقع أساسية في المنطقة، وهي لا تملك السيطرة على الأوراق التي توحي باستخدامها للترهيب تارة وللترغيب اخرى ".

ولفت آية الله فضل الله الجميع إلى "أن مشروع الإدارة الأميركية في فلسطين هو مشروع تدميري للواقع الفلسطيني كله، ويهدف إلى توفير كل المقدمات السياسية والإمكانات العسكرية لإسرائيل لاجتياح قطاع غزة والقيام بمجزرة جماعية ضد سكانه، بعد إيصال الحصار التجويعي والاقتصادي إلى أرفع مستوياته ومحاولة فرض أمر واقع جديد على الفلسطينيين عبر استهداف "حماس" وبقية فصائل الانتفاضة من جهة، وصولا إلى دفع السلطة للإستسلام الكلي تحت وابل من الضغوط السياسية التي ستشترك فيها مواقع عربية في جولات لاحقة".

أما في مسألة الملف النووي الإيراني، فإن إدارة الرئيس بوش تعمل على تعقيد العلاقات العربية الإيرانية من جهة، بتحريك ما يسمى محور الاعتدال العربي ضدها، ومن جهة ثانية بالتلويح بإمكان الخروج من دائرة هذه العلاقة المعقدة إذا قدمت إيران تنازلات معينة من حقوقها الوطنية، وخصوصا في مسألة التخصيب الذي أثبت تقرير الاستخبارات الأميركية أنه يسلك الطرق السلمية المشروعية، بحسب قانون وكالة الطاقة الذرية".

اضاف: "إننا أمام هذا المشهد في حركة التراجع التي تصيب المشروع الأميركي في المنطقة من جهة وفي إصرار إدارة الرئيس بوش على ركوب موجة التهويل والوعيد والإيحاء بفتح ملفات الفوضى على مصراعيها في المنطقة، نريد للبنانيين أن يفهموا جيدا ماذا تريد أميركا ـ بوش من لبنان، ليعرفوا بأن الموفدين الأميركيين الذين يزورون لبنان لا يتحركون من أجل القيام بمعالجة سياسية موضوعية للمشاكل التي تختزنها الأزمة المعقدة بل إنهم يزيدونها تعقيدا لحساب ملفاتهم العالقة في المنطقة، حتى انهم عندما يوحون بدعم فريق ضد آخر، إنما ينطلقون من حساباتهم الذاتية وحسابات مصالحهم المعقدة في المنطقة، والتي قد تدفعهم للتنصل من أي التزامات تجاه هؤلاء إذا حصلوا على ما يريدون من المواقع الإقليمية، وهم في ذلك يتحركون معها في عملية شد وجذب باتت معروفة الأهداف، ونأمل من اللبنانيين ومن المسؤولين تحديدا أن يفهموا ذلك جيدا، وخصوصا أولئك الذين يعولون على دور أميركي إنقاذي لن يأتي".

اضاف: "إن تصريح الرئيس الأميركي حول النصاب للانتخابات الرئاسية اللبنانية يمثل القمة في التدخل الأميركي الذي يريد فرض الوصاية بصيغتها التهديدية الجديدة، وذلك من خلال الضغط على فريق هنا بهدف دفعه للالتزام بتعليمات هذه الوصاية، وقطع الطريق على الآخرين لجعل التوافق اللبناني معلقا لحساب ملفات أميركا في المنطقة، وهو الأمر الذي يجب أن يلتفت إليه الجميع لتنطلق مواقف الرفض ضد الرئيس الأميركي من الفريقين الرئيسين في لبنان، وليكون ذلك البداية العملية لصناعة توافق داخلي على رفض الوصاية الأميركية أو الوصاية الغربية وكل الوصايات الأخرى حتى لو كانت تحمل عناوين عربية وإسلامية".

واعلن آية الله فضل الله "نفاذ صبر الشعوب العربية والاسلامية من الادارة الاميركية الخاضعة للمحافظين الجدد واللوبي الصهيوني في تخطيطها لتبرير وتشجيع العدوان الاسرائيلي على اكثر من بلد عربي، ولا سيما فلسطين ولبنان وسوريا اضافة الى تحويلها مجلس الامن الدولي الى موقع دولي للدفاع عن اسرائيل وتسهيل مهمتها في العدوان المستمر على العرب والمسلمين ".
23-كانون الأول-2007

تعليقات الزوار

استبيان