المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

المعلم: اتفقنا والفرنسيين على تحييد الدور الأميركي المعطل للوفاق ولما فشلوا في تسويق الاتفاق حمّلوا سوريا المسؤولية

وكالة سانا - 2/8/2008
أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن "الإطار الذي جرى الاتفاق عليه مع المبعوث الفرنسي كلود غيان في أول لقاء له مع الرئيس بشار الاسد أن يكون الحل في لبنان حلا توافقيا يشمل انتخاب رئيس توافقي وتشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع قانون جديد للانتخابات وتحييد الدور الأميركي المعطل للوفاق الوطني في لبنان".

واضاف المعلم في مؤتمر صحفي عقده اليوم انه "تم الاتفاق ايضاً على الوقوف على مسافة واحدة من جميع الاطراف اللبنانية وليس ممارسة الضغط على طرف بحيث يصبح الحل قائما على اساس الغالب والمغلوب". واكد ان "الصيغة اللبنانية الضامنة للاستقرار في لبنان تقوم على العيش المشترك والشراكة بين جميع مكونات الشعب اللبناني وتقوم على التوافق ونفي حالة الغالب والمغلوب وهو ما سعت سورية اليه بالتعاون مع فرنسا".

وقال ان "دور سورية كان المساعد والمسهل للتوصل الى حل يقوم على التوافق على اساس الشراكة والعيش المشترك وفق الصيغة اللبنانية بما يضمن استقرار لبنان وامنه".

واضاف الوزير المعلم: "دعونا نرى ما آلت إليه الأمور في هذا المجال حيث تعثرت الجهود فيما يتعلق بحكومة الوحدة الوطنية نظرا لإصرار الأكثرية على ألا تكون نسبة تمثيل المعارضة في الحكومة معادلة لنسبة كتلتها في مجلس النواب والاكثرية هي الجهة التي يتعين على فرنسا بموجب اتفاقنا التفاهم معها ولم يتم تحييد الدور الأميركي بل عادت الولايات المتحدة إلى ممارسة الدور المعطل ولا حاجة هنا للتطرق الى زيارتي ديفيد وولش الى لبنان في اسبوع وما صدر من مواقف وتصريحات اميركية مناقضة للاسس التي قامت عليها الجهود السورية الفرنسية".

وقال الوزير المعلم انه "رغم هذه الصعوبات تم الاتفاق بيننا وبين فرنسا بتاريخ 28 -12-2007 واشدد هنا على التاريخ على مشروع الحل الشامل للازمة في لبنان على أن يكون هو الاساس مشروع تقدمت به فرنسا ودعمته سورية وسعت للحصول على موافقة المعارضة عليه. وبتاريخ 30-12-2007 استمعنا باستغراب الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى في مؤتمر صحفي في القاهرة يحمل سورية والمعارضة اللبنانية المسؤولية عن الفشل رغم ما بذلته سورية طيلة الاسابيع الماضية من جهود تعرفها فرنسا قبل غيرها ورغم ما أبدته المعارضة من مرونة لتسهيل التوصل الى حل توافقي".

وتابع المعلم: "واضح مما قاله الرئيس ساركوزي في القاهرة ان الجهود الفرنسية مع سعد الحريري وغيره للقبول بما جاء في المشروع الذي تم اتفاقنا عليه مع الفرنسيين قد باء بالفشل حيث تلقيت بتاريخ 31-12-2007، اي بعد ثلاثة ايام، من الجانب الفرنسي رسالة خطية تؤكد عدم قدرتهم على تسويق ما اتفقنا عليه لدى الجانب الآخر ويبدو أن الفرنسيين أرادوا تحميلنا مسؤولية فشلهم في إقناع الاكثرية بقبول المشروع الفرنسي". وأكد الوزير المعلم انه "في ضوء ذلك قررت سورية وقف التعاون السوري الفرنسي بصدد حل الازمة اللبنانية". وقال ان "الفرنسيين ليسوا وحدهم من يريد تحميلنا مسؤولية عدم التوصل الى حل في لبنان فالولايات المتحدة وآخرون يقولون إن على سورية بما تملك من صداقات وتأثير في لبنان ان تمارس دور الضاغط على أصدقائها ليقبلوا ما تريده الاكثرية ومن وراءها فيما يتعلق بحكومة الوحدة الوطنية أي احتكار القرار في بلد يقوم قراره واستقراره على التوافق"، لافتا الى "انه اذا كانت المسألة مجرد ما تملكه دولة ما من نفوذ وتأثير فان غيرنا من الاشقاء العرب يملك تأثيرا على بعض قوى واسعة من جماعة 14 شباط اكبر مما تملك سورية على اصدقائها في المعارضة".

وتساءل المعلم: "لماذا لا يستخدمون هذا النفوذ والتأثير للدفع باتجاه قبول ما يتفق والصيغة اللبنانية في الشراكة والعيش المشترك في صيغة لا غالب ولا مغلوب وهم العارفون جيدا بكل ما تعنيه هذه الصيغة وبكل مستلزماتها؟" مؤكدا ان "سورية ستبقى جاهزة للتعاون مع الاصدقاء والاشقاء الراغبين في المساهمة وتسهيل ايجاد حل توافقي للازمة في لبنان يقوم على الشراكة والعيش المشترك بين اللبنانيين".

وذكر الوزير المعلم ان "التعاون السوري الفرنسي لحل الازمة اللبنانية قام على اساس انتخاب رئيس توافقي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعكس تمثيلا يعادل حجم الكتل البرلمانية في المجلس النيابي الحالي". وردا على سؤال حول الدور الأميركي المعطل للجهود الرامية الى التوصل لحل في لبنان، قال الوزير المعلم ان "الرئيس الامريكي جورج بوش اعلن انه سيدعم انتخاب رئيس بالنصف زائد واحد، وكان ديفيد وولش قد قال قبله في بيروت ان بلده يؤيد اي قرار تتخذه الاغلبية"، مضيفا "انهم يعرفون ان مثل هذا التوجه لا يعني توجها باتجاه امن واستقرار لبنان لان امن واستقرار لبنان يصان بالتوافق والشراكة والعيش المشترك وهذا ما أكدته قبل ذلك في لقائي مع رايس وما هو واقع في لبنان ولذلك فان الدور الأميركي واضح في تعطيله للجهود الفرنسية والمبادرة الفرنسية قبل كل شيء".

وردا على سؤال ما هو الأساس القانوني او الدبلوماسي وفق القانون الدولي التي تعاطت فيه فرنسا مع سورية لطلب التدخل في لبنان؟ وهل فرنسا عندما طلبت مساعدة سورية واعتبرت أن سورية يمكن ان تلزم المعارضة او سمعت منكم كلاما من هذا النوع؟ قال الوزير المعلم: "إن قرار الرئيس الاسد بالاساس كان ان الحل في لبنان يجب ان يكون لبنانيا وان يتم من خلال الحوار بين اللبنانيين وان سورية ستبارك أي اتفاق يتم التوصل اليه، حتى جاء المبعوث الفرنسي وطلب التعاون السوري الفرنسي لتسهيل هذا الحوار وهذا الحل بين الاطراف اللبنانية وليس للتدخل في الشؤون اللبنانية... وخصوصا ان سورية لديها اتصالات مع المعارضة في حين ان فرنسا تستطيع ان تتصل بالطرفين وكان الرئيس الاسد قد وضع اطارا لهذا التعاون ذكرته في مقدمة مؤتمري الصحفي ولم يكن في لحظة من اللحظات مفهوما لدى الفرنسيين ان سورية ستمارس ضغطا على المعارضة من اجل تمرير ما يريده الطرف الاخر.. بالعكس كنا نحاول ان نكون على قدم المساواة مع الطرفين لمصلحة لبنان".

واضاف المعلم: "فيما يتعلق بالدستور اللبناني كان واضحا لنا وللفرنسيين وبتوجيه من الرئيس الاسد ان سورية لا تتدخل بالامر الدستوري اطلاقا. هذا شأن لبناني.. ونحن كنا نتابع المداولات بين النواب والقانونيين في لبنان ...اخيرا استقر الرأي على اقتراح قانوني دستوري قدمه النائب بهيج طبارة وهو من تيار المستقبل يتحدث عن عدم الحاجة لتعديل الدستور وانما بموجب المادة 74 من الدستور يمكن التوجه الى انتخاب الرئيس التوافقي .. هنا تم الاتفاق مع كلود غيان على ان هذه المسألة شأن لبناني طالما اتفق عليها بين السيد نبيه بري رئيس مجلس النواب وسعد الحريري وابلغ الجانب الفرنسي بهذا الاتفاق.. إذاً هذا لم يعد شأن سورية ولا فرنسا".

وقال الوزير المعلم: "عندما أتحدث فلدي مجموعة كبيرة من الوثائق والمراسلات بيني وبين الفرنسيين التي تؤكد صحة ما أقوله وفى هذه المرحلة الافضل ان تبقى كذلك".

وردا على سؤال عما جاء في تصريحات الرئيس الفرنسي الاخيرة قال المعلم: "لقد قضينا ساعات طويلة عبر الهاتف وفى اللقاءات الثنائية من اجل التوصل الى سلة شاملة للحل التوافقي مع الفرنسيين وهم يعرفون ذلك.. هو يريد أقوالا، يعني يريد ان تقوم سورية بالضغط على المعارضة.."، متسائلا: "ماذا عن الاطراف الاخرى التي لديها صلات وثيقة ونفوذ واسع في لبنان ومعروف للجميع و لماذا لا تقوم بدورها؟".

وردا على سؤال حول إعلام الفرنسيين لكم انهم فشلوا في تمرير الاتفاق السوري الفرنسي حول صيغة حل؟، قال الوزير المعلم: "اذكر ان المؤتمر الصحفي للرئيس ساركوزي في القاهرة كان يوم 29-12-2007 ويوم 30 منه تلقيت رسالة فرنسية تقول بأنه تمت متابعة سير المفاوضات ويمكنني القول انني لم اتمكن من الحصول على موافقة تتصل بمشروع البيان الذي تداولنا الرأي فيه في 28 كانون الاول.. اذا واضح من هذه الرسالة التي جاءت في اليوم الثاني انه لم يتمكن من تسويق هذا المشروع مع سعد الحريري وغيره ممن تتصل فرنسا بهم".

وناشد الوزير المعلم اللبنانيين "أن يعودوا الى الحوار فيما بينهم للتوصل الى حل توافقي بمعزل عن اي تدخل خارجي".

02-كانون الثاني-2008

تعليقات الزوار

استبيان