المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

آية الله فضل الله: بالقدر الذي تبتعد فيه الإدارة الأميركية عن التدخل في لبنان يمكن للحل ان يسلك طريقه

الوكالة الوطنية للاعلام 10/01/2008
استقبل آية الله السيد محمد حسين فضل الله, وفدا من اتحاد الأحزاب الأوروبية اليسارية، المكون من 27 حزبا، ضم النائب في البرلمان الأوروبي عن البرتغال، ميغيل بورتاس، والنائب في البرلمان الأوروبي عن إيطاليا غرازيللا ماسيا، وجرى عرض للعلاقات الأوروبية العربية ودور الأحزاب اليسارية الأوروبية في تعميق هذه العلاقات.


وأعلن الوفد الأوروبي عن "وجود مجالات كبرى للتعاون مع الشعوب العربية والإسلامية، وخصوصا في مسألة الحريات ورفض الاحتلال والدفاع عن حقوق الإنسان ورفض الحرب والدعوة لإحلال السلام في المنطقة وترسيخه بين الشعوب، مشيرا إلى أن حياة الشعوب الأوروبية تزداد صعوبة بفعل الليبرالية الجديدة التي لا تأخذ مصالح الناس في عين الاعتبار، مؤكدا ضرورة العمل لتحسين العلاقات مع الشعوب العربية والإسلامية كوسيلة أساسية في مسيرة الفهم المتبادل التي لا بد من أن تقود إلى تعاون اقتصادي واجتماعي وسياسي وثقافي أكبر".


ورحب السيد فضل الله بهذا الطرح، مشيرا إلى ضرورة تنقية العلاقات الأوروبية ـ العربية، والأوروبية ـ الإسلامية من الشوائب التي لحقت بها بفعل الهواجس التي آثارها الاستعمار القديم، ومن خلال التعقيدات التي صنعتها الإدارة الأميركية التي ضغطت على أكثر من دولة أوروبية، وأرادت للاتحاد الأوروبي أن يكون ملحقا سياسيا تابعا لها في سياستها العدوانية ضد المنطقة العربية والإسلامية.


وأعرب عن أسفه لسير أكثر من دولة أوروبية في ركب السياسة الأميركية الطائشة التي قادها الرئيس الأميركي بوش، وخصوصا بريطانيا وفرنسا، لأن هذه السياسة تسببت بآلام كبرى للانسانية كلها، وللشعوب العربية والإسلامية في شكل خاص، واستطاعت أن تدخل الكثير من العوامل السلبية التي عملت على إرباك العلاقات الأوروبية ـ الإسلامية.


أضاف: "إن أميركا بإدارتها المحافظة وفي نطاق سعيها لتكون الإمبراطورية العالمية المسيطرة على مقدرات العالم والقابضة على كل مفاتيحه السياسية والاقتصادية والأمنية، وفي نطاق دعمها المطلق لإسرائيل، عملت على عزل أوروبا عن دورها الانفتاحي على قضايا الشعوب، وخصوصا شعوبنا الإسلامية والعربية، لا بل عملت على تخريب وتشويه حركة العلاقات بين أوروبا وبين شعوبنا لتبدو المسألة وكأنها تدخل في مجالات الصراع والاحتراب، ولذلك فإن المسألة باتت تستدعي القيام بحركة فاعلة على المستوى العربي والإسلامي، وعلى المستوى الأوروبي للوصول إلى تعاون حقيقي بين شعوبنا والشعوب الأوروبية لمنع الإدارة الأميركية من مصادرة علاقات التعاون هذه وتدميرها أو توظيفها لحساب إسرائيل من جهة، ولمنعها أيضا من مواصلة مسلسلها التدميري في منطقتنا وبلادنا".


وتابع: "إننا كمسلمين نؤمن بالحوار والانفتاح على الشعوب والأديان والحضارات الأخرى، لا بل إننا نفهم من النصوص الإسلامية والقرآنية أن الإسلام يريدنا أن نكون أصدقاء العالم وأن نعمل لتفعيل التنسيق فيما يخدم السلام العالمي بين الشعوب، ونحن كما أعلنا سابقا الانفتاح على حوار الأديان وعلى الحوار مع التيارات والأحزاب السياسية المختلفة، نعلن استعدادنا للتعاون مع اليسار الأوروبي بأحزابه المتنوعة بما يخدم قضايا الشعوب الأوروبية وقضايا شعوبنا، ويفسح في المجال لفهم أوسع بما يخدم مسيرة السلام العالمي ومصلحة الشعوب قاطبة".


وفي معرض رده على سؤال الوفد حول الوضع في لبنان، اشار السيد فضل الله إلى" أن الوضع في لبنان يمكن أن يسلك طريق الحل بالقدر الذي تبتعد فيه الإدارة الأميركية عن التدخل في الأوضاع اللبنانية، طورا من خلال موفديها، وتارة من خلال سفيرها الذي لا ينفك يتدخل في تفاصيل التفاصيل بما قد يعطل حركة المبادرات التي قد تنطلق من الداخل، أو تلك التي تنطلق من جهات عربية وإسلامية حريصة على تجنيب البلد المضي في طريق الفراغ الذي قد يطل على متاهات وأوضاع أكثر تعقيدا".

10-كانون الثاني-2008

تعليقات الزوار

استبيان