المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

آية الله فضل الله: سياسة أمريكا وإدارتها ومبعوثيها هي لتعقيد الأزمة وندعو لإخراج لبنان من دائرة الأمن القومي الأمريكي

19/1/2008
رأى آية الله السيد محمد حسين فضل الله، في الكلمة التي ألقاها بعد تلاوة مصرع الامام الحسين (ع) لمناسبة العاشر من محرم في مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، في حضور الآلاف الذين غصت بهم باحات المسجد الداخلية والخارجية والشوارع المحيطة، "أن ما يجري في لبنان هو من قبيل تجميل الفشل، وأن الحركة السياسية لا تزال حركة في داخل المأزق"، مشيرا إلى "أن أمريكا ليست على استعجال حيال ما يجري في لبنان لأنها ترفض أي انفكاك بين الوضع اللبناني والوضع في المنطقة، داعيا إلى العمل لإخراج لبنان من دائرة الأمن القومي الأمريكي كما يريد الرئيس الأمريكي بوش".

وتحدث آية الله فضل الله، في بداية كلمته، عن جراح الإمام الحسين (ع) وآلامه، مشيرا إلى "أن الحسين كان يعيش آلام الأمة وجراحاتها قبل أن يعيش آلامه الشخصية، وكان يفكر بأوضاع الأمة وهمومها وقضاياها ومستقبلها قبل أن يفكر بوضعه وما يعترضه من مشاكل ومصائب".

أضاف: "لقد كان الحسين يفكر بالأمة التي أنقذها رسول الله من الشرك والضلالة والخرافة، وأيقظها من سباتها وانطلق بها إلى العالم لتكون الأمة القائدة والرائدة، ولذلك تحرك الحسين لإعادة الأمة إلى قوتها وحيويتها من خلال تحريك عجلة الإصلاح فيها بعد أن كادت تنهزم أمام حركة الباطل، وتذوي من الداخل بفعل الظلم الذي ظل ينخر فيها من الداخل فكاد أن يسقطها ويشوه مسيرتها".

وقال: "إننا عندما نواجه كربلاء في التاريخ فإننا نواجه كربلاء في غزة وفي الضفة، وكيف يقتل الأطفال والنساء والشيوخ بالأسلحة الأمريكية وبالغطاء الأمريكي، حيث نستمع لإدارة المستكبر بوش الذي زار الأراضي المحتلة أخيرا ليؤكد على يهودية إسرائيل التي اعتبرها تدافع عن نفسها حين تقتل الأطفال الفلسطينيين ونساءهم وشيوخهم، وعندما تحاصرهم وتدمر بنيتهم التحتية وتقطع أوصال أرضهم".

وتابع: "إن منطق أميريكا الوحشي يدلل على اختزانها لحالة الوحشية في دعمها إسرائيل التي عندما تقوم بإبادة شعوب الأمة وتمارس الجريمة تلو الجريمة، فإن التبرير الأميريكي ينطلق تحت عنوان "دفاع إسرائيل عن نفسها"، بحجة سقوط بعض صواريخ المقاومة على المستوطنات الإسرائيلية؟! ونحن نسأل بوش: ألم يكن جهاد الانتفاضة والمجاهدين الفلسطينيين رد فعل على الاحتلال وجرائمه من الاغتيالات والاجتياحات والتدمير للحجر والبشر؟ لماذا لا يطلب من إسرائيل رفع احتلالها ولن يكون عندها هناك صواريخ؟!"

وقال: إن أمريكا شريكة إسرائيل بالمطلق في جرائمها ووحشيتها، وهي تتحدث عن الإرهاب الفلسطيني ولكنها لا تشير إلى إرهاب إسرائيل المدعومة بإرهاب السلاح الأمريكي، كما في القنابل الذكية والعنقودية التي لا تزال تقتل المدنيين اللبنانيين، وقد سمعنا تصريحات الإدارة الأمريكية أن إلقاء إسرائيل لهذه القنابل العنقودية يأخذ شرعية أمريكية.. إننا لا نعتقد أن هناك فرقا بين قتال الاحتلال الإسرائيلي والاحتلال الأمريكي، لأنهما وجهان لعملة واحدة في الإرهاب والقتل والإبادة".

ودعا آية الله فضل الله إلى "الانطلاق بحملة شعبية واسعة مع الشعب الفلسطيني لنكون إلى جانبه على مستوى الدعم الاقتصادي والسياسي وما إلى ذلك"، ولفت إلى "وجود خطة أميريكية ــ إسرائيلية لتدمير قطاع غزة وإبادة الفلسطينيين، بتواطؤ عربي مكشوف، وفي ظل عمل يشترك فيه الجميع لمحاصرة الشعب الفلسطيني وإقفال أبواب الأمل أمامه لدفعه إلى القبول بما يعرض عليه من خطط وتسويات".
وعن الوضع في لبنان قال آية الله فضل الله: "إننا نجد أن سياسة أمريكا وإدارتها ومبعوثيها هي الأساس في تعقيد الأزمة اللبنانية، لأن أمريكا التي اعتبر رئيسها أن لبنان يدخل في الأمن القومي الأمريكي ليست على عجلة من أمرها لحل المسألة اللبنانية، لا بل هي تعمل بكل ما عندها ومن خلال أكثر من فريق وعلى أكثر من مستوى لمنع أي انفكاك بين الوضع اللبناني والوضع في المنطقة، لأن الإدارة الأمريكية لا تزال ترى أن أمامها متسع من الوقت لفرض مساومة ما من خلال الاستفادة من لبنان والضغط لمنع الحل فيه".
وتابع: "ولذلك، فإننا نرى بأن ما يجري في لبنان هو من قبيل تجميل الفشل، فنحن لا نزال نراقب الحركة السياسية والمبادرات التي تنطلق من هنا وهناك لنلاحظ أنها تمثل الحركة في داخل المأزق، وما نراه في هذه الأيام قد يمثل بعض الإخراج لجعل الأمور تمتد إلى أوقات ومساحات زمنية أخرى ريثما تنضج بعض الأمور هنا وهناك".
وختم مؤكدا "ضرورة العمل لحماية الوحدة اللبنانية الداخلية، ومنع البلد من الانزلاق إلى الفوضى، وتعزيز وحدة المسلمين"، مشيرا إلى "ضرورة العمل على كافة المستويات لإخراج لبنان من دائرة الأمن القومي الأمريكي كما يريد الرئيس بوش".
19-كانون الثاني-2008

تعليقات الزوار

استبيان