المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

عون يسأل هل "تيار المستقبل" مع التقسيم الذي يدعو اليه جعجع وجنبلاط ويستغرب سكوت البطريرك والمفتي


صحيفة النهار اللبنانية - 24/8/2007

العماد ميشال عون

 

سأل النائب العماد ميشال عون تيار المستقبل هل هو مع التقسيم؟ وإذا كان ضد التقسيم، فهل يوافق على دعوة تفرقة اللبنانيين التي يدعو اليها النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع؟ واذ طالبه " بجواب سريع لأن الوضع لا يحتمل"، انتقد سكوت البطريرك الماروني نصرالله صفير ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، قائلا: "سكوتهما بالنسبة الينا اصبح مريبا".

وقال عون امام وفد من اهمج زاره امس في الرابية: " لن نقوم بجردة "للافلاس الحكومي"، وخصوصًا في منـطقة جـبيل التي تنتمون اليها، وهي منطقة محرومة على مدى 17 عاما، فهناك تماد في حرمان المنطقة، ومنذ وصلنا الى مجلس النواب تأملّنا خيرًا، فكان البلد من دون موازنة حتى الآن ولا مصروف ليتمكن الشخص من تخصيص قسم من المال حتى لتأهيل الطرق. ان الدولة مفلسة وهذا صحيح، ورغم افلاسها لا تزال تمارس نوعا من الانحياز كي تشجع محازبيها فقط وكأنها دولة محازبين لا دولة مواطنين، فهي لا تزال الشركة التي تعمل من أجل موظفيها وليس الوطن الذي يعمل لأبنائه".

واضاف "ان تشكيل الحكومة يجب ان يكون عادلاً، فهذا يعني انه اذا تشكلت من الأكثر تمثيلاً في الطوائف فعندها يجب أن تكون جميع الطوائف ممثلة بالأكثر تمثيلاً، ولا يأتوا بموظف مسيحي مع رؤساء طوائف اخرى، ولكن ما يحصل هو تحجيم فئة كبيرة من اللبنانيين الذين على الأقل يشكلون أكثر من ثلث الدولة، وهم لا يزالون الأكثر حجمًا بين الطوائف اللبنانية، وأعني المسيحيين. إذا تخطينا هذه السياسة السيئة في الانحياز الإنمائي والوظيفي والسياسي لنرى ماذا يحصل للفريق الحاكم حاليا اي قوى 14 شباط، لرأينا ان هذه القوى هي كل شيء الا 14 آذار، لأن هذا التاريخ عزيز علينا ويمثل لنا فكرة التحرير. وعلى الأقل قطبان من الأقطاب الثلاثة الذين يشكلون هذه القوى، يدعوان اليوم الى عدم التفاهم وعدم التوافق، بل الى الفرقة والتصادم، لان كل من يحاول التوافق مع الآخر محكوم بالإعدام، الكلمة تقصد الإعدام الجسدي بذاته، فتاريخهم مليء بالإعدامات".

وتوجه الى جنبلاط وجعجع من دون ان يسميهما، وقال: "يعملون على التفرقة ويقرنون القول بالفعل بالدعوة الى انتخاب رئيس بـ65 صوتا، فهل يعلمون ما معنى 65 صوتا ورفض التفاهم مع ثلثي الشعب اللبناني على الأقل؟ هذا يعني أنهم يدعون الى التصادم، الى حرب أهلية، ونحن ندعو الى أن تحتوي العقول والقلوب الكبيرة العقول والقلوب الصغيرة، ولكن لا يمكن أن نحتوي الى حد إلغاء الذات وإلغاء الوطن.هذه الدعوات الى عدم التوافق والى انتخاب رئيس بـ65 صوتا تعني القضاء على ثلثي اللبنانيين والتجزئة أو التقسيم وما يستتبع ذلك من توطين، وهذا هو مفهوم الدعوة. لقد ألغوا المادة 95 من الدستور التي تتحدث عن تأليف حكومة عادلة، وألغوا الفقرة "ي" التي تقول لا مشروعية لسلطة لا تحترم العيش المشترك، ويريدون إلغاء الفقرة الثانية التي تقول لا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين عبر تقسيم الوطن".

وسأل "تيار المستقبل هل هو مع التقسيم؟ وإذا كان ضد التقسيم، فهل يوافق على دعوة تفرقة اللبنانيين التي يدعو اليها جنبلاط وجعجع؟ هذا السؤال لتيار المستقبل الذي يمثّل السنة بغالبيتهم، ونحن نعلم أن الكثير من السنّة ليسوا مع تيار المستقبل ولكن نحن نسأل الآن السنّة في شكل شامل الذين يؤيدون تيار المستقبل أو المعارضة، هل يؤيدون تقسيم لبنان وتجزئته؟ إذا قالوا لا، فهل يوافقون على هذه السياسة؟ وما هي نتائجها؟ أريد أن أسمع صوتا سنيا مسؤولا يقول ما هي نتائج هذه السياسة التي يبشر بها وليد جنبلاط وسمير جعجع.صار يلزمنا شجاعة موقف، نحن كان لدينا الشجاعة لنقوم بالتفاهم مع حزب الله، وندعو الناس الى الطمأنينة والانخراط في هذا التفاهم مع احترام حقوق الجميع والمشاركة في الوطن والقرار وتحمّل المسؤوليات، فهل الدعوة الى التفرقة هي السياسة التي يريدها تيار المستقبل؟ هل هي سياسة السنة؟ يجب أن تأتي الإجابة بسرعة لأن الوضع لا يحتمل".

وطالب " تيار المستقبل والسنّة بتحمّل مسؤولياتهم مع سيادة خطاب شائع من طرفين رئيسيين في فريق الحاكم. هذا الخطاب يضع لبنان على كفّ عفريت ولا ينقصه سوى شعلة نار لينفجر. المطلوب اليوم وقفة شجاعة ينخرط الجميع بتفاهم وطني وبتقارب لإنقاذ لبنان. لا أحد يريد إزاحة السنة، وهذا المبدأ يجب تطبيقه على الجميع، ولا أحد يريد قضم حجم الآخرين. هناك قواعد للمبارزة في الحكم وفي الوجود ولمصلحة الوطن، وكلّ من يتخطّى هذه المبادئ لحذف الآخرين سيتحمّل مسؤولية عمله الوخيم الذي يفتتّ الوطن ويقتل بنيه ويهجرّهم. من يتحمّل هذه المسؤولية هم دعاة الفراغ الذين لا يرضون بالتوافق، وكل سياسة اجنبية تشجّع الفريق الحاكم على الحفاظ على سياسته ستكون متهمّة مباشرة أمام الشعب اللبناني وأمام العالم بأنها دولة مجرمة تريد قتل اللبنانيين"وتابع: " لن اسأل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير إذ كان يوافق على هذه السياسة أو لا، فهو حرّ بإدلاء رأيه أو حجبه. ولن نسأل سماحة مفتي الجمهورية (الشيخ محمد رشيد قباني)، ولن استمع الى رجال الدين الذين يتدخلون كلّ يوم في السياسة ويقولون رأيهم في ما يجري، لكن سكوتهم بالنسبة الينا أصبح سكوتاً مريباً. ليعلم الجميع أننا لن نسكت بعد اليوم ولن نقبل بالتلطّي وراء السكوت.أطالبكم أن تكونوا رسلا للذين لم يسمعوا، إنّ الموقف خطير جداً والتلاعب بوحدة الوطن وبمصيره لا يجوز أن تعالج بهذه الخفّة. المطلوب مواقف صارمة من الذين يتبوأون الشاشات لتحديد مواقفهم. يريدون التقسيم فليكن ذلك، فلمَ يقتل بعضنا بعضا؟ فلنقسّم! يريدون وحدة الوطن؟ وحدة الوطن لا تكون بهذه المعايير، لا نخشى أيّ حلّ يريدونه، ولكن نرفض الحلول من طريق الدماء".

وختم: "نحن لا نخشى أيّ حلّ يرتأونه، ولكن لا نريد ان تكون الحلول عبر سفك الدماء. لم يعد يوجد إنسان مغفّل، ولم يعد في استطاعة احد التلطي وراء كلام واعذار غير صالحة. فليغربوا من امامنا. إذا كنتم تريدون التقسيم فقولوا ذلك، وليقسّم البلد، وإذا كنتم تريدون الوحدة فقولوا ذلك، واعملوا ضمن الاصول التي تؤدّي الى هذه الوحدة، ولكن أن يُعمل للتقسيم ويُحضّر السلاح لكي يعيدونا الى التصادم المسلّح فهذا تصرّف غير مقبول.الوحدويون هم الأقوى ويتمتعون بالمقدرة على توحيد الوطن بالبندقية، ولكن السلاح لا يوحّد البلد عاطفيًا وعقلياً، فعلى الجميع ان يبرهنوا عن إرادة الوحدة، والسلام لا يصنع من طرف واحد. نحن نريد السلام، ولكن على الآخر الذي يعتمد أسلوب التهديد، ان يكون هو أيضا يريد السلام. هم يضعون البلد في جو من المواجهة ليتفجّر، لبنان لن يكون عرضة للتفجير، ونحن بفضل إرادتنا أقوى من إرادة التفجير، ومن يرد تفجير البلد فسيفجّر نفسه من دون ان يتمكّن من تفجيرنا".

24-آب-2007

تعليقات الزوار

استبيان