المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

عزمي بشارة يجول جنوباً: حرب إسرائيل المقبلة إقليمية

جريدة الاخبار اللبنانية 25/08/2007
كان عزمي بشارة، أمس، كالطير الذي يهيئ مكاناً دافئاً وآمناً ليرقد فيه ويتّخذه الوطن البديل. كان يبحث في الجنوب المنتصر بين عيون المقاومين ووجوه الناس عن مقعد دائم له، فكان له ما أراد.
هي جولته الأولى إلى الجنوب المنتصر الذي، ولأسباب أمنية، لم يتمكن من زيارته حينما زار الضاحية مباشرة بعد انتهاء العدوان؛ ومرّت بمحاور البطولة وصدّ العدوان في بنت جبيل ومارون الرأس وقانا التي أشعرته كأنه يتنقل بين الجليل ويجالس أهاليها. وهدف بشارة من زيارته الاستكشافية تحديد خطواته المقبلة في التواصل الحيّ مع الناس ليكتب حكاياهم أثناء وبعيد العدوان الإسرائيلي ويؤرخها في كتاب يحمل اسمهم وهمّهم ونصرهم كما وعد كل من رحّب به وفتح له قلبه وبيته بالعودة القريبة، بالإضافة إلى سعيه لإطلاق حملة دولية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين والأميركيين لما سببوه من دمار وإبادة جماعية بحق اللبنانيين «بعد أن تقاعست الحكومة اللبنانية عن رفع دعوى قضائية على غرار تلك التي رفعتها بعد ارتكاب مجزرة قانا الأولى في عام 1996».
وأمام أضرحة شهداء مجزرة قانا الثانية، انحنى النائب العربي المستقيل من الكنيست الإسرائيلي واستمع إلى حكايا الناجين الذين رووا تفاصيل نجاتهم واستشهاد أبنائهم. وأمام حشد من الأهالي ورئيس البلدية محمد عطية رأى أن «كل ما نحاول أن نقوله كفلسطينيين وعرب شرفاء قالته قانا التي جعلت من كل المجازر الإسرائيلية بدءاً من مجزرة دير ياسين في عام 1948 إلى الآن مجموعة «قاناوات» تجعل من التسوية المنشودة مع الكيان الصهيوني شيئاً مستحيلاً كاستحالة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية كما يشتهي الحكام العرب الذين لا يفكرون في المطالبة بمعاقبة إسرائيل على جرائمها خلال الاعتداءات الإسرائيلية منذ نشأتها». وأضاف وفقاً لمعلوماته «إن قرار العدوان الأخير على لبنان لم يكن ليتخذ لو كان شارون رئيساً للوزراء، لكن عملية الأسر حدثت في زمن تسلّم رئيس وقادة عسكريين لزمام السلطة والقرار في إسرائيل، لهم باع طويل في الثأر وتصفية الحساب مع حزب الله. والأسوأ أن ربط شنّ العدوان بسبب أسر الجنديين يشكل تبريراً للحرب الأخيرة كما لكل الحروب السابقة التي شنتها على أمة العرب الذين يصبحون في المستقبل أمام منطق يقلب المعتدي إلى معتدى عليه يدافع عن نفسه».
وفي مدينة بنت جبيل، كان في استقبال بشارة وفد من بلدية المدينة والعديد من الأهالي والمهتمين، وبدأ زيارته بالتوجه إلى مقبرة شهداء بنت جبيل، وقام بوضع الورود على أضرحة الشهداء، ثم تحدث إلى الأهالي والإعلاميين، معتبراً أن «الاستراتيجية الحقيقية للحرب بالعقل الإسرائيلي كانت قائمة على احتلال مدينة بنت جبيل وعلى قدرة «الميركافا» الإسرائيلية، وما حصل أن إسرائيل خسرت الحرب على نطاق جغرافي ضيق، ما زعزع أمنها».
وبيّن بشارة أنه أصبح الآن من المستحيل أن تشنّ إسرائيل حرباً على لبنان بشكل منفصل عن الحرب الإقليمية، فإسرائيل قدّمت في الحرب كل إمكاناتها العسكرية ولم يبق إلا السلاح النووي، لذلك لا جواب لديهم عن أي حرب على لبنان بشكل منفصل قبل الحديث عن حرب إقليمية شاملة».
واعتبر أن «الغبي هو الذي يفكر بتهديد السلم الأهلي في لبنان كوسيلة لإضعاف حزب الله». وقال: «ليس الشعب هنا فقط هو الذي يحسد على قيادة المقاومة، بل نحن نحسد قيادة المقاومة على شعب كهذا».
بشارة أنهى جولته الجنوبية، التي نظّمها القسم الإعلامي في حزب الله، بمحاضرة ألقاها في مركز باسل الأسد الثقافي بدعوة من منتدى الفكر والأدب حول الوضع العربي الراهن والتحديات السياسية في مواجهة المشروع الأميركي. وكان قد لبى دعوتي غداء وعشاء أقيمتا على شرفه في فندق البلاتينيوم ومطعم شواطينا في صور.
25-آب-2007
استبيان