المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

السفير خوجة يستغرب تكبير موضوع التهديدات

صحيفة السفير اللبنانية -27/8/2007
السفير السعودي عبد العزيز خوجةطغت المعلومات حول تحذيرات وتهديدات تلقتها السفارة السعودية في بيروت على الحدث السياسي، وخرجت في بيروت مسيرة سيارة امس، بدعوة من بعض الجمعيات الى مبنى السفارة السعودية تضامنا مع مواقف المملكة، فيما علمت «السفير» من مصادر أمنية معنية ان التحذيرات للسفارة السعودية وردت من الادارة المركزية في الرياض، من احتمال تعرض مبنى السفارة او منزل السفير لعملية اعتداء سواء بسيارة مفخخة او اطلاق نار او عملية اغتيال، وطلبت من السفير والعاملين في السفارة توخي الحذر والتنبه، الا ان ذلك لم يمنع من استمرار السفارة في مزاولة عملها بجميع موظفيها بمن فيهم القائم بالاعمال والقنصل، فيما غادر السفير عبد العزيز خوجة بيروت، لاسباب لم تعرف ما اذا كانت متصلة بالتهديدات او لقضايا اخرى، لكنه اكد في اتصال مع «السفير» انه في إجازة وانه سيعود الى عمله في بيروت قريبا.
وقد طلبت السفارة من السلطات اللبنانية تعزيز الحراسة والتدابير الامنية، فأمنتها لها وحدات من الجيش وقوى الامن الداخلي، كما تم تعزيز إجراءات المواكبة على موكب السفير وكبار الموظفين السعوديين.
واكد السفير خوجة الموجود في المملكة السعودية، لـ«السفير» في اتصال هاتفي ان التحسب الامني مفروض في هذه المرحلة، رافضا الخوض في تفاصيل اسباب هذه الاجراءات، لكنه قال: لا اريد تكبير الموضوع ولا أدري لما يتم تكبيره في بيروت، كل ما في الامر ان الاجهزة الامنية تتخذ تدابير حول السفارة لا بد منها تحسبا، وانا لا زلت اعتز بعملي في لبنان ولا زلت على رأس طاقم السفارة في بيروت وسأعود بعد انتهاء اجازتي الصيفية لمزاولة عملي، والحافظ هو الله سبحانه. وانا واثق ان الاجهزة الامنية اللبنانية تقوم بعملها على اكمل وجه، ولديها القدرة على المعالجة.
وحول مساعيه للتوافق اللبناني حول الاستحقاقات المقبلة، قال السفير خوجة: الاولوية الان لانتخابات رئاسة الجمهورية، وهذا الامر متوقف على القيادات اللبنانية ولا يجب على أي طرف آخر التدخل فيه، وكلي ثقة ان القيادات اللبنانية تملك الوعي الكامل لتتصرف وفق ما ترى فيه مصلحة لبنان اولا، وان تنظر الى المسألة بواقعية وجدية، واعتقد ان كل الاطراف تفكر ان مصلحة لبنان هي الاهم.
وسئل رأيه في المواقف التصعيدية للاطراف حول الاستحقاق الرئاسي فأجاب: طبيعي ان كل طرف سيرشح من يرى فيه الخبرة والكفاية ليتولى منصب الرئاسة، وهذه ليست مشكلة، وعندما تبدأ جلسات مجلس النواب يتحدث ويتحرك العقلاء للوصول الى حل، طالما ان العودة الى الاصول الدستورية والقانونية الصحيحة تبقى هي الاساس.
وقيل للسفير خوجة ان مواقف الاطراف متباعدة حول موضوع الرئاسة ولا بد من تدخل اطراف موثوقة لتقريب وجهات النظر كالمملكة السعودية فهل سيبادر الى ذلك بعد عودته؟
رد بالقول: هذا الاستحقاق لبناني بالكامل ويجب الا يتدخل به أي طرف، وان شاء الله يتحقق الخير للبنان وتعود الامور الى نصابها الصحيح.
ردود الفعل
وأجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا هاتفيا بالسفير خوجه، مستفسرا ومستنكرا التهديدات التي تلقاها، مؤكدا دائما الدور الايجابي الذي اسهمت وتسهم به المملكة العربية السعودية في خصوص التوافق اللبناني ـ اللبناني.
وجالت في شوارع بيروت امس، مسيرة سيارة تأييدا ودعما وتضامنا مع المملكة العربية السعودية، وقيادة الجيش اللبناني نظمتها «جمعية نشر علوم القرآن الكريم» التي يرأسها الشيخ هشام خليفة، بالتعاون مع اللجان الأهلية والاجتماعية والشعبية في بيروت.
انطلقت المسيرة المحاطة برجال الأمن الداخلي من أمام مبنى الأونيسكو وضمت حوالي مائة سيارة من شباب ونساء وشيوخ وأطفال، رافعين الأعلام اللبنانية والسعودية واللافتات باللغتين العربية والأجنبية المؤيدة للمملكة العربية السعودية في سياستها تجاه لبنان واللبنانيين ودور سفيرها عبد العزيز الخوجة التوحيدي ومساعيه الخيرة لحل الأزمة اللبنانية.
وتوقفت المسيرة أمام السفارة السعودية في لبنان وأطلقت شعارات وهتافات تأييد الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسلم الشيخ هشام خليفة باسم المشاركين في المسيرة القنصل في السفارة السعودية عبد الهادي الشافي رسالة إلى السفير السعودي تتضمن «الشكر والعرفان للجهد التي تقوم به المملكة ملكا وحكومة وشعبا تجاه لبنان في سبيل رأب الصدع وإعادة الألفة والوحدة بين اللبنانيين»، واستنكرت «ما تعرضت له اخيرا المملكة وسفيرها في لبنان عبد العزيز الخوجة من أصوات نشاز لا تمثل إلا نفسها».
بعد ذلك توجهت المسيرة إلى المتحف أمام مركز قيادة الجيش اللبناني في منطقة بيروت وقدم المشاركون في المسيرة لقائد منطقة بيروت العميد علي جابر رسالة إلى قائد الجيش العماد ميشال سليمان تعبر عن «تقديرهم وجهودهم الشجاعة له ولقيادة الجيش في مواجهة الإرهاب والتطرف»، مثمنين «ما يقدمه الجيش من تضحيات جسام بدمائهم الزكية».
وقال «رئيس جبهة العمل الاسلامي» الداعية الدكتور فتحي يكن: ننظر الى التهديد الذي تلقاه السفير السعودي على انه تجاوز للخطوط الحمر، ولعب غير مسبوق بالنار لا يمكن قبوله او السكوت عنه او التقليل من شانه. وتساءل: من يقف وراء هذا التهديد الجبان في وقت يسعى فيه السفير خوجة بدأب وإصرار لمساعدة لبنان على الخروج من محنته.
اضاف: من يقف وراء تهديد السفير ـ مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي الذي تتسارع فيه المشاورات العربية والاوروبية ـ كان آخرها زيارة الموفد الفرنسي جان كلود كوسران لنزع كل فتائل التفجير بين اللبنانيين، ولتسمية رئيس توافقي للجمهورية؟ ومن له مصلحة بهذا التهديد في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية ـ السورية بعض التوترات والاشكالات؟ واخيرا من له مصلحة في الشحن المذهبي الذي يمكن ان يخلفه التهديد لسفير دولة تعتبر مرجعا لاهل السنة والجماعة في العالم؟
وختم الداعية يكن «مطالبا الدولة اللبنانية باجهزتها كافة القضائية والامنية بكشف خلفية هذا التهديد، لانه يطال اللبنانيين عموما والطائفة السنية خصوصا، كائنا من كان وراءه، مستفيدا او منفذا». وقال: ان هذا الملف سيبقى مفتوحا حتى كشف هذه السابقة الخطيرة.

27-آب-2007

تعليقات الزوار

استبيان